كشفت دراسة جديدة أجريت مؤخرا من قبل باحثين عن مخاطر تعرض الأطفال لـ الربو في جامعة بيرغن في النرويج، أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لمستويات عالية من منتجات التنظيف والمطهرات هم أكثر عرضة للإصابة بالربو.
مخاطر استخدام الحوامل للمنظفات والمواد الكيميائية على الأجنة
وقام الباحثون بدراسة أكثر من 3000 أم وأطفالهم أن الشباب معرضون بنسبة تصل إلى 71 في المائة لخطر الإصابة بالربو، إذا كان والدهم يعمل في وظيفة يتعاملون فيها بانتظام مع مواد التنظيف، وفقا لما نشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية .
وتابع الباحثون المشرفون على الدراسة، أن استخدام مواد التنظيف بكثرة في المنزل بالنسبة للحوامل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي للأجنة في بطن امهاتهم، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالربو .
ووجد فريق الباحثين، إن النساء اللائي يعملن في التنظيف والممرضات والطهاة ، قد يتعرضن لخطر متزايد؛ حيث حذرت أبحاث سابقة من تعرض الأطفال لمنتجات التنظيف مثل صابون غسيل الأطباق ومنظفات غسالة الأطباق والمنظفات متعددة الأسطح ومنظفات الزجاج وصابون الغسيل بسبب ارتباطها بالربو.
وأشار الباحثون، إلى أنه غالبًا ما تحتوي هذه منتجات التنظيف المنزلية على مركبات كيميائية تؤدي إلى التهاب المسالك الهوائية ويجعل التنفس صعبًا؛ حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص في المملكة المتحدة مصابون بالربو ، أي حوالي 12 في المائة من السكان، ويوجد في الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 25 مليون مصاب بالربو ، أي حوالي ثمانية في المائة من السكان.
وقال البروفيسور سيسيلي سفانيس من جامعة بيرغن في النرويج وأحد مؤلفي الدراسة الأخيرة : إن عملهم سلط الضوء على العلاقة بين تعرض الوالدين للمواد الكيميائية وصحة الطفل؛ حيث أن تتعرض العديد من الأمهات الحوامل للمنظفات والمواد كيميائية القوية يتسبب في الكثير من الآثار الصحية المحتملة على للاطفال.
ومع ذلك ، تشير الأبحاث الناشئة إلى أن تعرض الوالدين للمواد الكيميائية قبل الحمل قد يؤثر على صحة الأبناء في المستقبل. على الرغم من أن الفريق وضع نظرية مفادها أن التعرض لمواد التنظيف قد يؤثر على الأجنة مما يزيد من الربو في مرحلة الطفولة ، إلا أن البروفيسور سفانيس أضاف أن هذا كان تكهنات ، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث.
وتابعت سفانيس، إن إجراء مزيد من البحث أمر ضروري ، هذه ليست المرة الأولى التي تربط فيها دراسة بين استخدام المنظفات المنزلية وتعرض الأمهات الحوامل لها بالنتائج الصحية السيئة للأطفال.
اقترح بعض العلماء أن هذا يمكن تفسيره من خلال "فرضية النظافة" التي تشير إلى أن التعقيم والتنظيف بشكل مفرط يضعف جهاز المناعة لدى الأجنة؛ حيث ان التعرض للأوساخ والجراثيم في مرحلة مبكرة من الحياة ، يعمل على تعزيز عمل جهاز المناعة، ويجعله يعرف كيفية التعامل مع الجسيمات اليومية مثل الغبار وحبوب اللقاح.
ووجدت دراسة أمريكية أجريت في عام 2019 على أكثر من 70 ألف ممرضة لديهن خطر متزايد بنسبة 25-35 في المائة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن ، وهو اسم لمجموعة متنوعة من أمراض الرئة ، بسبب التعرض المهني لمنتجات التنظيف والمواد الكيميائية .