الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أستاذ نقد: الإسلام لم يقف في طريق الشعر ويكشف قصة إسلام كعب بن زهير

الدكتور محمد سلام
الدكتور محمد سلام

تحدث الدكتور محمد سلام، رئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر في دمنهور وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية، عن مدائح النبي، بمناسبة احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف، قائلًا إن قريش وعدت حسان بن ثابت بالأموال قبل أن يسلم وقد كان من فطاحل شعرائها لكي يهجو النبوي، فلما رأى النبي ألقى عليه أبيات مدحية جميلة قبل إسلامه.

وقرأ سلام، خلال حواره ببرنامج «في المساء مع قصواء» الذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي على فضائية «CBC»، أبيات حسان قبل إسلامه على الهواء: " لما رأيت أنواره سطعت .. وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته .. فلست أنظره إلا على قدري
روحٌ من النور في جسم من القمر .. كحليةٍ نسجت من الأنجم الزهر".

وتابع رئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر في دمنهور، أن النبي كان يقدر الشعر والكلمة الشعرية، حتى أنه قال لحسان ردا على هجاء المشركين وشعرائهم "اهجهم وروح القدس على لسانك يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، مردفًا: "حتى في الهجاء يتولد شاعر النبي صلى الله عليه وسلم المدح الراقي غير المباشر، فمن رحم الهجاء يتولد المدح لشاعر بهذه القامة استحق أن يكرمه الإسلام ورسول الله بأن أقام له منبرا في مسجده يلقي من فوقه الشعر كما قيل في بعض الروايات، وهذا على خلاف الافتراءات التي تقول قديما وحديثه أن الإسلام أعقم الشعراء ويقف حجر عثرة في طريق الفن والشعر والأدب".

وأكد، ان النبي طلب من حسان وغيره من الشعراء الأفذاذ مثل كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة أن ينصروه بألسنتهم، وهو ما يعبر عن إيمان النبي بالكلمة الشعرية وأن لها دور لا يقل عن دور السلاح.

كما تحدث الدكتور محمد سلام، عن مدائح النبي، بمناسبة احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف، قائلًا إن الشاعر كعب بن زهير أحد فحول الشعراء في العصر الجاهلي، وضلّ طريقه في البداية ولم يسلم كما أسلم شقيقه هُجير بن زهير وعاند حتى توعده النبي لأنه كان عدو للدعوة ولرسولها.

أضاف سلام، خلال حواره ببرنامج «في المساء مع قصواء» الذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي على فضائية «CBC»، أن الله عندما شرح صدر كعب إلى الإسلام وعرف طريق الهداية جاء إلى النبي معتذرا وألقى قصيدته التي خلدها التاريخ، حيث ألقاها في حضرة نبي الإسلام وافتتحها بالغزل.

وتابع رئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر في دمنهور، أن النبي لم ينكر على الشاعر هذا الصنيع مقدرا روح وعطاء الشعر، وقال كعب في مطلعها "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها"، ثم انتقل بعد ذلك في قصيدته واعتذر فيها، وقدم نموذجا للاعتذار الراقي الذي فاق به كل ألوان الاعتذار، وقال كعب: " نبئت أن رسول الله أوعدني .. والعفو عند رسول الله مأمول".

وأشار، إلى أن كعب خاض في عرض النبي والصحابة والمسلمين جميعا قبل الإسلام، لذلك قال في قصيدته الخالدة "مهلا هداك الذي أعطاك القرآن .. نافلة في مواعيظ للناس"، ثم انتقل بعد ذلك إلى الكلمة التي قيل إنها أمدح بيت في الشعر العربي " إن الرسول لنور يستضاء به صارم من سيوف الله مسلول"، ثم مدحه بعد ذلك في سيرته الكريمة والصحابة الكرام.

ولفت، إلى أن هذه القصيدة أكدت أن الإسلام يقبل المعتدي إذا اعتذر وإذا عاد إلى الطريق المستقيم، بل إنه يكرمه أيضًا، حيث كرمه النبي تكريما قد لا يكون ناله شاعر من قبله، حيث خلع عليه بردته الشريفة ومنحها إياها عندما جاء إليه واعتذر له بهذه القصيدة لذلك عُرف بأنه شاعر البردة الحقيقية.