سجلت مصر خلال العشرة أيام الماضية أكثر من هزة أرضية كان أقواها الهزتان اللتان وقعتا يومي 12 و17 أكتوبر الجاري، وشعر بهما عدد من المواطنين خاصة بالمناطق القريبة من البحر الأبيض المتوسط حيث مركز الزلزالين، وهو الأمر الذي مثل مصدر قلق وخوف لديهم، وأصبح التساؤل حول حقيقة دخول مصر حزام الزلازل لسان حال الكثيرين.
مصر وحزام الزلازل
من جهته أكد الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن مصر بعيدة عن بؤرة الزلازل، وأن الهزات الأرضية التي تعرضت لها خلال الأيام القليلة الماضية، كانت في البحر الأبيض المتوسط ودائما ما يتم نسب جميع الهزات الأرضية التي تقع في البحر إلى جزيرة كريت اليونانية.
وأكد القاضي في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن مصر لم ولن تدخل حزام الزلازل، مشيرا: «هناك زلازل تحدث باستمرار سواء بالقرب من السواحل الشمالية المصرية مثلما حدث يومي 12 و17 أكتوبر وما تبعهما من هزات، أو داخل الحدود مثلما حدث في أوقات كثيرة ومنها؛ زلزال 1992 الذي وقع جنوب منطقة دهشور».
وحول تكرار حدوث الزلازل داخل البحر الأبيض بالقرب من السواحل الشمالية المصرية وتأثير ذلك على مصر، أكد القاضي، أنه لن يكون هناك أي تأثيرات شديدة على مصر، معقبا «زلزال 17 أكتوبر كانت درجته أقل من زلزال 12 أكتوبر، حيث بلغت قوته 6.2، أما الأخر فـ بلغت قوته 6.4، وهي درجة عالية لكنها ليست مخيفة».
عدد ضخم من الزلازل
ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن عدد الزلازل الواقعة بمحيط جزيرة كريت اليونانية بالبحر الأبيض المتوسط ضخم جدا وعنيف، وأبرز هذه الزلازل الهزتان اللتان وقعتا يومي 12 و17 أكتوبر الجاري، حيث تعدت قوة كل منهما الـ 6 درجات بمقياس ريختر.
وأضاف شراقي في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن نشاط الزلازل كبير بجانب زلزال جزيرة لابالما الإسبانية، الذي كان عبارة عن مجموعة من الزلازل «تخطت الـ 1000 زلزال» خلال الشهر الماضي فقط، موضحا أن «سبب تلك الزلازل هو نشاط بركان لابالما بسبب التقلبات في الحمم البركانية تحت سطح الأرض».
وأكد أن نشاط الزلازل والبراكين مرتبط، بمعنى أنه عندما ينشط البركان ينشط الزلزال والعكس صحيح، مضيفا: «حاليا الحمم البركانية وصلت المحيط بالفعل وكل يوم تتكون فتحات وتشققات جديدة بالقرب من البركان وبالتالي ثورة البركان تزداد يوما عن يوم».
ارتباط الزلازل بـ البراكين
أما من جهة الربط بين النشاط البركاني في لابالما والكناري والزلازل في محيط جزيرة كريت، فأشار إلى أنه متوقع وجود ربط بينهم بسبب نشاط تحرك الحمم تحت الأرض بجانب إلقاء الصفائح القارية التكتونية، حيث تلتقي الصفيحة الأفريقية مع الأوروبية على حواف جزيرة كريت وبالتالي تتسبب التحركات في الزلازل التي نشعر بها.
وأكد إنه بعد مرور أكثر من شهر تزداد ثورة بركان لابالما وتهديده ليس فقط لآلاف السكان على الجزيرة بل يمتد تأثيره أيضا إلى القارة الأوروبية بانتشار سحابة من ثاني أكسيد الكبريت SO2 عبر البرتغال وإسبانيا خلال الأسبوع الماضى.
وتابع: «امتدت سحابة ثاني أكسيد الكربون إلى فرنسا وإنجلترا وألمانيا وبولندا طبقا لصور الأقمار الصناعية Sentinel 5PK، ومن المتوقع طبقا لموقع Windy أن تغطى معظم الدول الأوروبية، إلا أن أقلهم تأثرا إيطاليا».
ولفت: «سوف تتجه السحابة جنوبا نحو مصر وشمال أفريقيا، إلا أنها سوف تتلاشى قبل الوصول إلى الساحل الأفريقي».
وأردف: «يبلغ تركيز الغاز في السحابة حاليا 76 جزءا في المليون، ولحسن الحظ أن هذه السحابة الغازية على ارتفاع أكثر من 3 كم مما يخفف من تأثيرها على السطح، ولكن قد يتأثر بها بعض أصحاب الأمراض الصدرية في أوروبا خلال اليومين القادمين، ومن المتوقع حدوث أمطار حمضية على الدول الأوروبية بسبب تكوين حمض الكبريتيك».
وأشار شراقي إلى أنه رغم عدم وصول هذه السحابة المركزة إلى الدول الأفريقية إلا أن النصف الشمالي من أفريقيا تنتشر في أجوائه العليا نسب خفيفة من هذه الغازات ولكن بتركيز وتأثير ضعيف.
كوارث طبيعية تضرب العالم
ويتعرض العالم لموجة شديدة من المخاطر والكوارث الطبيعية، حرائق كانت أو زلازل أو فيضانات أو أمراض لم يشهدها أو يعيشها الجنس البشري من قبل.
بدأت موجة الكوارث الطبيعية بـ فيضانات أوروبا التي اجتاحت مدن عديدة في ألمانيا وبلجيكا والنمسا، مرورا بـ الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات في تركيا واليونان، هذا بالإضافة إلى فيروس كورونا "كوفيد – 19" الذي ما زال يعاني منه سكان العالم.
وآخر الكوارث الطبيعية كان الزلزال الذي ضرب منطقة الكاريبي والتي تشمل ثلاث دول هايتي والتي كانت أكثر الدول تضرراودولة الدومينيكان وكوبا.
وبلغت قوة الزلزال الذي سمى بـ «زلزال هايتي»، نظرا للضرر الأكبر الذي أصاب دولة هايتي، بـ 7.2 درجة على مقياس ريختر وفقا لما أصدرته هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية.