الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء علي تكتب: مهرجان عرض اللحوم بأرخص الأسعار

صدى البلد

دائما تقام  المهرجانات الفنية والثقافية، لنشر ونقل ثقافات الدول بين بعضها البعض لإظهار حياتنا المُعاصرة للآخرين، وتبادل الرؤى والأفكار والإبداعات الجديدة فيما بينهم، والتعرف على المستجدات والمستحدثات منها، وذلك من خلال أدوات يستخدمها القائمون عليها، كتنظيم  الندوات والأنشطة التثقيفية والفنية لتعريف الحاضرين على طبيعة الأعمال المشاركة بالمهرجان، وورش عمل وعروض فنية،  وإشراك أكبر عدد من المواهب الجديدة بها، بوجود كبار الشخصيات في تلك الاوساط، للاستزادة بخبرتهم ونقلها لمن بعدهم.

ولكن نرى مؤخرا في وقتنا الحالي ومنذ عدة سنوات ليست ببعيدة، ان بعض المهرجانات العربية، تُقام لنشر آخر صيحات الموضة والتسابق في العُري ومن تُظهر مفاتنها بأقصى ما يُمكنها، بين الممثلات "المشخصاتية" على حد تعبير أحد الزملاء، غير مباليات بتقاليدنا وعاداتنا كمصريين وعرب، لنا ثقافتنا وهويتنا الخاصة والتي لن تتغير بتغيير الأيام والعقود، او بدخول ثقافات جديدة، فالإنسان يظهر ويبرُز بهويته وثقافته الخاصة والمختلفة عن الآخرين وليس بتقليدهم.
فالهدف الأسمى من إقامة المهرجانات الفنية الثقافية، هو الوصول إلى العقول الأقل وعيا، بكل جديد مُبهر ومتطور من أفكار حرة تُحرر عقولهم متماشية مع الثوابت التي لا خلاف عليها، كالأعراف والقوانين المبنية على الاديان السماوية، والتي حافظت على عقل الإنسان وجسده، ولكن "مولد سيدي العريان"، خالف كل عُرف ودين وقانون، فما الاستفادة المرجوة من فاعليات كل ماتبثه فساتين ومتسابقات عاريات يعرضن اجسادهن، فكان الاولى بهم أن يُطلقوا عليه "مهرجان عرض اللحوم بأرخص الأسعار"، وبالفعل ذلك الذي يحدث منذ سنوات بمهرجان الجونة "اللي مش سينمائي"، فأين أفيشات الأفلام والتي من المفترض أن تكون هي نجمات للمهرجان، وليست العاريات المشخصاتيه.

مهرجان الجونة في نسخته الأخيرة ترك أثرا سلبيا على القوى الناعمة المصرية، فمن خلالها كانت تُنتقل ثقافتنا العريقة المُختلفة والتي تُعبر عن هويتنا الأصيلة، حتى إننا كنا نرى السائحون يأتون الي مصر لينهلوا من تاريخها منبهرين بحضارتها العظيمة، من خلال ملبسنا وهو أحد أهم زوايا ثقافتنا، ونرى السائحات ترتدين ملابس المرأة المصرية الفلاحة المحتشمة، وهن في غاية السعادة حتى انهن كُن يلتقطن بها الصور التذكارية، متباهيات بلبسها في بلادهن.

ومن هنا اعتبر احد المحاميين الغيورين على مصر، أن كم العُري الذي تسابقت عليه الممثلات في مهرجان الجونة بمصر، أضر بسمعتها، فهو إخلالا جسيما بقرار رئيس الوزراء رقم 1238 لسنه 2018 بشأن تنظيم المهرجانات، منذرا بأن المادة 1 من القرار الخاص بالمهرجانات في تطبيق أحكامه، ينُص على ان جميع الفعاليات الثقافية والفنية ذات الطابع الاحتفالي، التي تقيمها كافة الجهات تهدف إلى تنمية الإبداع والحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية، وتهدف إلى تعزيز كافة صور التنمية المستدامة وتفعيل التبادل الثقافي بين مصر ودول العالم، وهذا ما خالفه بشدة وبشكل مستفز مهرجان الجونة.