الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب أحمد البراهمي تكتب: فريضة الصوم 

صدى البلد

عرف الصوم في اللغة بأنه الإمتناع عن الطعام والشراب , وحدده الله في الدين الإسلامي بأنه الإمتناع عن الطعام والشراب والشهوات من آذان الفجر , وحتي آذان المغرب , وذلك في شهر واحد فقط من العام , هو شهر رمضان . 
قال الله تعالي : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - صدق الله العظيم . 
وفريضة الصوم بحد ذاتها إعجاز فكون الإختيار في شهر واحد من العام , والشهور الإسلامية تعتمد علي القمر , وعلي ظهور الأهله . فالشهر يبدأ بظهور الهلال , وينتهي بإختفائه ( العرجون ) ثم يختفي تماما في آخر الشهر , ونحن نعلم أن الشهر القمري يدور في فلك بحيث أنه لا يأتي إلي نفس المنطقة من الكرة الأرضية إلا كل ثلاثة وتلاثين عاما , فذلك إبداع وإعجاز . 
وذلك يجعل المسلمين سواسية من حيث المشقة التي يرونها في الصوم , حيث البرد الشديد , والحر الشديد . فيكون في وقت ما وفي حقبة من الزمن بردا في منطقة , ثم يتغير بنفس لمنطقة  ويكون حرا , متدرجا تبعا لتدرج الوقت من العام . 
وبذلك لا يكون في البرد دوما لبعض المسلمين ويكون عدد ساعات الصوم قليلة , وفي الحر دوما لبعضهم الآخر وعدد ساعات الصوم أكبر . 
وذلك يحقق نوعا من العدل لا يستطيع أن يوجده مخلوق من البشر , ولا يعرفه إلا إله مدبر للكون . 
كما أن في معجزة الصيام , والإمتناع عن  الطعام والشراب يجعل المسلم يشعر بما يعانيه الشخص الفقير , الذي لا يملك قوت يومه , ولا يجد المأكل , أو الملبس أو المشرب, فيتعلم الإحساس بالغير, ويتعلم مساعدة المحتاج . 
كما أنه نظرا لأن هذا الصوم هو علاقة بين العبد وربه , فلا يستطيع الشخص خداع ربه , فيدعي الصوم . ولكنه شعور خالص من الإيمان العميق , والطاعة الحقيقية , حيث لا يوجد أي دليل يعرف منه الرسول أن هذا الشخص صائم أم أفطر . 
ولذلك قال الله في حديث قدسي ( كل عمل أبن آدم له , إلا الصوم فأنه لي , وأنا أجزي به ) والحديث القدسي يكون معناه من عند الله ’ أما لفظه فهو ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم . وبذلك يختلف الحديث القدسي  عن القرآن لأن القرآن لفظ ومعني من عند الله سبحانه وتعالي , فالقرآن كلام الله أتي به الملك جبريل وأخبر به الرسول . 
كما أن الصوم من مبطلاته الشهوة , وهي شئ يكون بداخل الإنسان ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي , فهو يعلم ما يكنه الإنسان بداخله وهو يفعل الفعل سواء من النظر أو الحديث أو غيره , ولذلك يكون الصوم هو حالة من التفرد في الطاعة والإيمان .