العمل فى مشروع خاص يساعدها فى توفير المبالغ اللازمة لاستكمال دراستها العليا ، كان ومازال هدفاً مؤقتاً لـ المهندسة أشواق سيد ، دفعها لبيع السندوتشات بمختلف أنواعها على منضدة فى أحد أهم شوارع مدينة قنا ، حتى تمكنت من من الإنفاق على نفسها و شراء ما تحتاجه من كتب ومراجع تعينها على استكمال الماجستير عقب تخرجها من كلية الحاسبات و المعلومات.
يصفها المتواجدين فى الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها بـ " مليون راجل " كونها قررت الاعتماد على نفسها وعدم انتظار وظيفة حكومية ، فضلاً عن تحديها العادات القاسية لمحافظة قنا التى تفرض قيوداً صارمة على عمل الفتيات، و بعض المضايقات من شباب عديمى الاخلاق .
أحلام و أمنيات المهندسة أشواق ، لا تتوقف عند مشروع السندوتشات والذى تسعى إلى تطويره باستمرار ، حتى تتمكن من تلبية احتياجات وطلبات الزبائن وتحقيق عائد مادى مناسب يعوضها عن وقتها و جهدها المبذول، لكن أحلامها تتعدى حدود البلاد فأمنيتها التى لن تتنازل عنها السفر إلى ألمانيا لاستكمال دراستها و إنشاء شركة برمجيات تخدم صعيد مصر .
قالت المهندسة أشواق حسين سيد ، خريجة حاسبات ومعلومات ، بدايتى مع بيع السندوتشات لم تكن وليدة اللحظة ، فقد قمت بأكثر من محاولة لعمل مشروع خاص لكنها لم تكتمل لظروف مختلفة مع كل مشروع، فضلاً عن عدم مساندة او عدم تقبل المجتمع لعمل الفتيات فى مشروعات تعتمد على تواجدها فى الشارع ، لكن مع بداية استكمال الدراسات العليا كان لابد من إيجاد مصدر دخل بجانب والدى ليعيننى على تدبير المبالغ الباهظة للدراسات العليا وتكاليف الانتقال من و إلى القاهرة كل فترة.
و تابعت أشواق ، فكان قرارى عمل مشروع بسيط وقريب من منزلى، ففكرت فى مشروع أكل وعرضت فكرتى و منتجاتى على مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي والتى لاقت ترحيب ، فبدأت أخرج يومياً بمنضدة بسيطة على رأس شارع الشنهورية بمدينة قنا ، و اضع عليها سندوتشات متنوعة و بعد فترة من التجاوب بدأت فى عمل وجبات متنوعة حسب الطلب و من وقتها و أنا أتغلب على الكثير من العقبات و أحقق تميز يوفر لى عائد جيد.
و أوضحت " أشواق" بأنها وجدت اعتراض من أسرتها فى بداية الأمر على المشروع ، لكن مع إصرارها واحترام الناس لها، استطاعت إقناع أسرتها بجدوى المشروع والبدء فى العمل وسط متابعة من اسرتها ، إضافة إلى أن بيع السندوتشات لن يتسبب فى خسائر كبيرة حال فشل التجربة.
و أضافت " أشواق"، العمل فى الشارع يعرض أى شخص لبعض المضايقات و خاصة عندما تكون فتاة، لكننى أتغلب على ذلك بابتسامة أو اللجوء إلى والدتى فى المنزل ، وفى النهاية أقنع نفسى بان العقبات موجودة لكن لابد أن أصنع نفسى بنفسى و أتحدى العوائق ، طالما أننى أعمل عمل شريف يغنينى عن طلب مساعدة من أحد.
و أشارت " أشواق" إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيراً فى الوصول لعدد كبير من الأسر و المغتربين ما ساهم فى رواج مشروعها و تزايد الإقبال عليها، كما أن هناك تواصل من المجلس القومى للمرأة للمشاركة فى فعاليات ومعارض سوف يتم تنظيمها بمقر المجلس بقنا.
و أضافت " أشواق " أحلامى لا تتوقف على مجرد بيع السندوتشات فى الشارع ، لكن دائماً ٱسعى للتطوير و البحث عن فرص أفضل للعمل ، فضلاً عن حلمى الأكبر المتمثل فى مشروع برمجيات و أن أنشىء أكبر شركة برمجيات فى قنا تخدم صعيد مصر بالكامل ، و كذلك السفر الى ألمانيا لاستكمال دراستى.