الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كنز مسروق.. كيف ساعدت صورة لكيم كارداشيان في عودة تابوت ذهبي للمتحف المصري الكبير ؟

كيم كارداشيان والتابوت
كيم كارداشيان والتابوت الذهبي

التقاط الصور التي تظهر فيها بكامل أنوثتها تعد عادة نجمة تليفزيون الواقع كيم كارداشيان التي تحرص باستمرار على خطف الأنظار إليها أينما حلت، ولكن دون قصد ساهمت إحدى صورها قبل ثلاثة أعوام في عودة كنز مصري منهوب.

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، قصة الصورة المنقذة لكيم كارداشيان بمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها الـ 41، وكانت تقف كيم بجوار تابوت مصري قديم ذو اللون الذهبي، وظهرت بفستان ذهبي اللون وعيون مزينة بالكحل الأسود كالتي مرسومة على التابوت.

 

قضية تهريب آثار 

ولكن في هذه الصورة لم تلفت الأنظار إليها قدر الاهتمام بالقطعة المصرية القديمة، حيث ساعدت هذه الصورة في حل قضية جنائية دولية عن تهريب الآثار القديمة وتزوير الوثائق الرسمية.

تناول الصحفي البريطاني "بن لويس" هذه القضية بشكل معمق في كتابه "فضيحة قصص في عالم الفن"، وتحدث عن الدور التي لعبته هذه الصورة في تحديد اللصوص اللذين سرقوا نعش "نجيم انخ" الذهبي والذي يرجع تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد.

وبحسب ما توصل إليه فإنهم باعوه إلى متحف "متروبوليتان" للفنون مقابل 4 ملايين دولار، وتمت عملية البيع باستخدام 4 وثائق مزيفة، وكان قد اختفى هذا التابوت منذ عام 2011 أثناء أحداث الثورة، وفي الشهر نفسه ارسله شخص  إلى مانهاتن.

حل اللغز

وفي عام 2018 بعد تداول صورة كيم بجوار التابوت المصري بدأت الشرطة في التحقيق في الأمر من جديد بواسطة  رئيس وحدة تهريب الآثار في مانهاتن ويدعى "ماثيو يوجدانوس" وشرطي من الشرق الأوسط.


وأعيد التابوت المزخرف بنجاح إلى مصر في عام 2019، بعدما شاهده ما يقرب من نصف مليون زائر، ومن المقرر عرضه في المتحف المصري الكبير، واستطاع يوجدانوس جمع صور سابقة للتابوت، وطابقها بصور لتابوت الحالي ثم فتح تحقيقًا أمام هيئة محلفين كبرى ، جعله يستطيع توثيق رحلة القطعة الأثرية واكتشاف أن التابوت قد نهب في منطقة المنيا في عام 2011 أثناء الثورة المصرية.

سرقة بالخطأ

ويرجع هذا التابوت لنجيم عنخ رئيس كهنة في مصر القديمة، وبعد خروج التمثال في عام 2011، تم تسليم التمثال في عام 2013 إلى حسن فاضلي ، تاجر في الشارقة ، والذي قام بتصديره ووصفه بالخطأ بأنه قطعة أثرية يونانية رومانية لإخفاء أصول التابوت.

وصل الأمر لاحقًا إلى يد روبن ديب ، مدير معرض ديونيسوس في هامبورج، المملوك لسيروب سيمونيان. قالت صحيفة التايمز إنه من غير الواضح ما يعرفه عن أصول التابوت، إذا رمم ديب القطعة الأثرية ، ووفقًا لبوجدانوس ، قام بتزوير ترخيص تصدير مصري يوضح أنه تم تصديره بشكل قانوني في عام 1971.

تم إرسال التابوت بعد ذلك إلى عالم الآثار الفرنسي والتاجر كريستوف كونيكي وشريكه ريتشارد سمبر. قال إنه من غير الواضح ما يعرفونه عن أصول التابوت الأصلية، ولاحقا وافق المتحف على دفع 4 ملايين دولار. ومع ذلك  قال بوجدانوس في رسالته إن القائمين على المتحف كان ينبغي أن يكونوا أكثر دقة في التحقيق في أصل التابوت.