قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه كان للنبيِّ ﷺ اثنا عشر عما : الْحَارِثُ ، وَأَبُو طَالِبٍ (وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ) ، والزُّبير ، أَسَدُ اللّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيّدُ الشّهَدَاءِ حَمْزَةُ ، وَأَبُو لَهَبٍ (وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزّى)، وَالْغَيْدَاقُ (وَاسْمُهُ مُصْعَبٌ) ولقب بالغيداق لأنه كان أجود قريش وأكثرهم طعامًا ، وَالْمُقَوّم ، وَضِرَارُ ، والعَبَّاس ، وقُثَم (هلك صغيرًا ) ، وَعَبْدُ الْكَعْبَةِ ، وَالْمُغِيرَةُ (وَلَقَبُهُ حِجْلٌ) ، هؤلاء اثنا عشر عمّا ، كُلّهم أولاد عبد المطلب ، وعبد الله أبو رسول الله ﷺ ثالث عشر.
أمهات أعمام النبي
وذكر علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك، أن أمهاتهم شتى: فحمزة والمقوم وحجل لأم هي هَالَةُ بِنْتُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ .
والعباس وضرار وقثم لأم هي نُتَيْلَةُ بِنْتُ جَنَابِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ من النمر بن قاسط .
والحارث من صفية بنت حنيذ من بنى عامر بن صعصعة .
وأبو لهب من لبنى بنت هاجر من خزاعة .
وعبد الله أبو النبي ﷺ وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة لأم وهى فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وكان أكبرهم الحارث ، وبه كان يكنى عبد المطلب ، شهد معه حفر زمزم.
من أدرك من أعمام النبي الإسلام
وأشار علي جمعة إلى أنه لم يدرك الإسلام منهم غير أربعة : أبو طالب ، وأبو لهب ، وحمزة ، والعباس ، ولم يعقب من أعمامه ﷺ إلا أربعة : الحارث والعباس وأبو طالب وأبو لهب .
1 - حمزة بن عبد المطلب :
وكان أخا رسول الله ﷺ من الرضاعة ، أرضعتهما وعبد الله بن عبد الأسد ثويبةُ ، وكذلك كان حمزة مسترضعا في بني سعد ، ورضع رسول الله ﷺ من مرضعة حمزة .
ويكنى أبا عمارة وأبا يعلى ، ولقبه رسول الله ﷺ بأسد الله وأسد رسوله .
قصة إسلامه :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِرَسُولِ اللّهِ ﷺ عِنْدَ الصّفَا ، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ وَنَالَ مِنْهُ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ مِنْ الْعَيْبِ لِدِينِهِ وَالتّضْعِيفِ لِأَمْرِهِ ، فَلَمْ يُكَلّمْهُ رَسُولُ اللّهِ ﷺ ، وَمَوْلَاةٌ لِعَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرّةَ فِي مَسْكَنٍ لَهَا تَسْمَعُ ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ ، فَعَمَدَ إلَى نَادٍ مِنْ قُرَيْشٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَلَمْ يَلْبَثْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ أَنْ أَقْبَلَ مُتَوَشّحًا قَوْسَهُ رَاجِعًا مِنْ قَنْصٍ لَهُ ، وَكَانَ إذَا رَجَعَ مِنْ قَنْصِهِ لَمْ يَصِلْ إلَى أَهْلِهِ حَتّى يَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ ، وَكَانَ أَعَزّ فَتًى فِي قُرَيْشٍ ، وَأَشَدّ شَكِيمَةً . فَلَمّا مَرّ بِالْمَوْلَاةِ وَقَدْ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ إلَى بَيْتِهِ ، قَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا عُمَارَةَ لَوْ رَأَيْتَ مَا لَقِيَ ابْنُ أَخِيك مُحَمّدٌ آنِفًا مِنْ أَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ ، وَجَدَهُ هَاهُنَا جَالِسًا فَآذَاهُ وَسَبّهُ ، وَبَلَغَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ ثُمّ انْصَرَفَ عَنْهُ وَلَمْ يُكَلّمْهُ مُحَمّدٌ ﷺ.
فَاحْتَمَلَ حَمْزَةَ الْغَضَبُ لَمّا أَرَادَ اللّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ ، فَخَرَجَ يَسْعَى وَلَمْ يَقِفْ عَلَى أَحَدٍ ، مُعِدّا لِأَبِي جَهْلٍ إذَا لَقِيَهُ أَنْ يُوقِعَ بِهِ ، فَلَمّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ نَظَرَ إلَيْهِ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتّى إذَا قَامَ عَلَى رَأْسِهِ رَفَعَ الْقَوْسَ فَضَرَبَهُ بِهَا فَشَجّهُ شَجّةً مُنْكَرَةً ، ثُمّ قَالَ : أَتَشْتِمُهُ وَأَنَا عَلَى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ ؟ فَرُدّ ذَلِكَ عَلَيّ إنْ اسْتَطَعْت . فَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : دَعُوا أَبَا عُمَارَةَ فَإِنّي وَاَللّهِ قَدْ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيهِ سَبّا قَبِيحًا . وَتَمّ حَمْزَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَلَى إسْلَامِهِ وَعَلَى مَا تَابَعَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللّهِ ﷺ مِنْ قَوْلِهِ . فَلَمّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنّ رَسُولَ اللّه ﷺ قَدْ عَزّ وَامْتَنَعَ ، وَأَنّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ ، فَكَفّوا عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُ .
وكان إسلامه رضى الله عنه في السنة الثانية من المبعث ، وكان قبل إسلام عمر بثلاثة أيام . ثم هاجر إلى المدينة ، وشهد بدرًا ، وقُتل يوم أحد شهيدًا .
ولد لحمزة عمارة ، أمه خولة بنت قيس بن فهد الأنصاري ؛ ويعلى وأمه ابنة الملة بنت مالك من الأوس ، وأمامة أمها سلمى بنت عميس الخثعمية ، وأمامة زوجها رسول الله ﷺ من سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي . وقد انقرض عقب حمزة رضي الله عنه .
2 - أبو الفضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه :
أسلم وحسن إسلامه ، وهاجر إلى المدينة ، وكان أكبر من النبي ﷺ بثلاث سنين ، وكان له عشرة من الذكور : الفضل ، وعبد الله ، وقثم لهم صحبة.
ومات العباس رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة .
وأمه نثيلة بنت جناب بن كلب من النمر بن قاسط ، يقال : إنها أول عربية كست البيت الحرام الديباج ، وذلك أن العباس ضاع وهو صبى ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام ، فوجدته ففعلت .
وكان رضي الله عنه جميلا وسيما أبيض معتدل القامة .
وله موقف مع رسول الله في ليلة العقبة يحسن ذكره :
الْعَبّاسُ يَتَوَثّقُ لِلنّبِيّ ﷺ لما اجتمع مع الأنصار في ليلة العقبة ، فجاءهم رسول الله ﷺ وَمَعَهُ عَمّهُ الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ إلّا أَنّهُ أَحَبّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ وَيَتَوَثّقَ لَهُ . فَلَمّا جَلَسَ كَانَ أَوّلَ مُتَكَلّمٍ الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إنّ مُحَمّدًا مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ ، وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا ، مِمّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ ، فَهُوَ فِي عِزّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ فِي بَلَدِهِ ، وَإِنّهُ قَدْ أَبَى إلّا الِانْحِيَازَ إلَيْكُمْ وَاللّحُوقَ بِكُمْ ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنّكُمْ وَافُونَ لَهُ بِمَا دَعَوْتُمُوهُ إلَيْهِ وَمَانِعُوهُ مِمّنْ خَالَفَهُ فَأَنْتُمْ وَمَا تَحَمّلْتُمْ مِنْ ذَلِكَ ، وَإِنْ كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده . فقالوا : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْت ، فَتَكَلّمْ يَا رَسُولَ اللّهِ فَخُذْ لِنَفْسِك وَلِرَبّك مَا أَحْبَبْت .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا ، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا . قَالَ : فَيُسْقَوْنَ .
3 - أبو طالب بن عبد المطلب :
اسمه عبد مناف ، وهو أخو عبد الله أبي رسول الله ﷺ لأمه ، وعاتكة صاحبة الرؤيا في بدر ، وأمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
4 - الحارث بن عبد المطلب :
وَأُمُّ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ : سَمْرَاءُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ جُحَيْرِ بْنِ رِئَابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ .
5 - الزبير بن عبد المطلب :
وكان من أشراف قريش .
ولد له عبد الله بن الزبير من زوجه عاتكة بنت أبى وهب بن عمرو بن عائذ المخزومية ، شهد مع رسول الله ﷺ حنينًا ، وثبت يومئذ ، واستُشهد بأجنادين ، ورُوِيَ أنه وجد إلى جنب سبعة قد قتلهم وقتلوه .
وضُباعة بنت الزبير ، لها صحبة ، وهى التى أمرها رسول الله ﷺ بالاشتراط في الحج ، وكانت تحت المقداد بن الأسود .
وأم الحكم بنت الزبير ، روت عن النبي ﷺ ، وكانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب .
6 - أبو لهب بن عبد المطلب :
واسمه عبد العزى ، كناه أبوه بذلك لحسن وجهه .
وَأُمُّ أَبِي لَهَبٍ لُبْنَى بِنْتُ هَاجِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ ضَاطِرِ بْنِ حُبْشِيّةَ ابْنِ سَلُولَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيّ .