في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم:
كيف نحتفل به ووفاته كانت في نفس اليوم؟
كم عدد أبناء الرسول ومن أمهاتهم؟
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
يحتفل المسلمون اليوم، بذكرى المولد النبوي الشريف، وفيه يحرص المسلمون على معرفة كل ما يخص الاحتفال بمولد النبي الكريم وسيرته الشريف وحياته وكيف نحتفل به ووفاته كانت في نفس اليوم.. وكم عدد أبناء الرسول الذكور والإناث وأمهاتهم.. وسنوضح ذلك في التقرير التالي.
قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم معنا في الحقيقةبأنفاسه الطاهرة وبسنته، وأن الإنسان إذا سلم عليه بُلغ السلام ورد عليه.
وأشار مستشار مفتي الجمهورية إلى أن أعمال الأمة تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجد من خير حمد الله وما وجد من غير ذلك استغفر الله لنا.
وأضاف خلال إجابته عن سؤال ورد عليه عبر البث المباشر لدار الإفتاء مضمونه “إذا كان يوم مولد النبي هو يوم وفاته فكيف نحتفل في هذا اليوم؟”، أن سيدنا النبي معنا، وإيانا أن نظن أن انتقال سيدنا النبي للرفيق الأعلى كانتقال أو وفاة أي أحد.
وتابع أمين الفتوى أن الله تعالي يقول "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" فالموت على الجميع ولكن موت النبي ليس معناه أنه ستنقطع عن أمته وإنما سنته وسيرته وفهمه للقرآن وأنفاسه فيهم.
ونوه مجدي عاشور، أن وفاة النبى أو انتقاله للرفيق الأعلى ليس معناها انقطاع علاقتنا به، لا، فعلاقتنا بالنبي بدأت منذ بعثته ونحن نتكلم من الناحية الشرعية، وإن كان منذ مولده صلى الله عليه وسلم، وإن كان عند البعض منذ أن كان نبيا وآدم منجدل فى طينته.
وأوضح أمين الفتوى، أنه على بعض الأقوال قد وافقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم مولده على وهذا لا شيء فيه، فنحن نحتفل بالنبي ونريد أن يفرح بنا فى أننا نتبعه ونحبه وهذا هو الاحتفال سواء أكان في يوم المولد أو في يوم الانتقال، لأن يوم انتقاله صلى الله عليه وسلم هو يوم سعادته لأنه سيلتقى الله عز وجل.
واستطرد أمين الفتوى أنه ينبغي علينا أن نظهر الفرح باتباعنا لسنته ولأننا أتباعه، ولأننا نحب هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ونظهر الفرح لنشكر هذا النبي على أنه جاء بهذه الرسالة وقبل ذلك نشكر الله عز وجل.
حقيقة مولد النبي ووفاته في يوم الإثنين
في مثل هذه الأيام، يظهر علينا قلة من الناس يشككون في يوم مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وينكرون مولده في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول.
وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالا عن مولد النبي ، يقول صاحبه "هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولد وتوفي في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول؟
وأجابت دار الإفتاء، أن النبي الكريم ولد في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وتوفي في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، أي في نفس اليوم للعام الحادي عشر من الهجرة.
تاريخ مولد النبي
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن النبي الكريم ولد في يوم 20 أبريل عام 570 ميلادية ، أي بعد سيدنا المسيح عيسى ب570 عاما، ووافق هذا اليوم تقريبا طبقا للأبحاث 8 ربيع الأول الذي وافق يوم الإثنين الذي ولد فيه النبي بشكل قاطع فلم يولد في أي يوم آخر من الأسبوع.
وتابع: وأغلب الروايات التي انتشرت عن تاريخ يوم مولد النبي ، أنه ولد في يوم 12 من ربيع الأول ، منوها أن الأمر سهل ولا داعي لإثارة الخلافات حول يوم مولد النبي، فشهر ربيع الأول هو ربيع الأنور، وميلاد النبي تم فيه وتم يوم الإثنين، سواء يوم 8 أو يوم 12، منوها أنه ولد في يوم الإثنين الثاني من شهر ربيع الأول، سواء وافق اليوم الثامن أو اليوم الثاني عشر.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم الاحتفال بالمولد النبوي .. يتخوف البعض من مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يظنون أنها بدعة وأن الله قد يبغض ذلك، ومن ثم ورد سؤال لدار الإفتاء يقول “ ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي ”.
من جانبها، ردت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، وقالت إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58].وبالتالى حكم الاحتفال بالمولد النبوي هو أنه أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به.
وأوضحت أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.
وأشارت إلى قول الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (1/ 48، ط. مكتبة الغرباء الأثرية): [محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك] اهـ.
ونوهت إلى أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.
وأكدت أن الاحتفال بالمولد النبوي مشروع بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة فمن الكتاب الكريم:
قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الأزهر
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن يوم مولد النبي الكريم، هو سبب كل نعمة للخلق في الدنيا والآخرة.
وأوضح، أن الله تعالى كرَّم أيامَ ميلادِ الأنبياء علىٰ نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالىٰ عن سيدنا يحيىٰ بن زكريا علىٰ نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...} [مريم:15]، وقال علىٰ لسان سيدنا عيسىٰ ابنِ مريم علىٰ نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ...}. [مريم:33]
وكما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالىٰ فيها من ظلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسىٰ علىٰ نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىٰ النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5]، فكذلك من أيام الله تعالىٰ علىٰ أهل الأرض مولدُ النبي ﷺ الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.
حكم الاحتفال بمولد النبي
وتابع مركز الأزهر: “سنَّ لنا رسولُ اللهِ بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه ﷺ كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم] وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا”.
وقال الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ في “الأجوبة المرضية جـ3 صـ1116 ط. دار الراية 1418هـ”: “ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده ﷺ وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم)اهـ. وما ذكره الإمامُ السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ هو ما نقصده بعمل المولدِ النبويِّ الـمُنيف صلىٰ الله وسلم علىٰ صاحبه”.
وتساءل مركز الأزهر: “فهل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ سليمٍ جوازَ الفرحِ بمولدِه، والاحتفاءِ بطلعته المُنيرةِ علىٰ الأرض ﷺ بهذه الطريقة الشرعية التي تندرج كلُّ تفصيلةٍ منها تحتَ أصلٍ من أصولِ الشرع الشريف، وقواعده الكلِّيَّة؟”.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الاحتفال بمولد النبي من المندوبات، وهو مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره الذي هو عنوان محبته ﷺ التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها.
كم عدد أبناء الرسول ومن أمهاتهم
كم عدد أبناء الرسول ومن أمهاتهم؟ .. رزق الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أبناء، ثلاثة من الذكور وأربعة من الإناث، وجميعم توفوا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا السيدة فاطمة الزهراء.
كم عدد أبناء الرسول ومن أمهاتهم؟
وذكر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من البنين هم القاسم وعبد الله وإبراهيم، ماتوا جميعا صغارا، ومن البنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وكلهن أدركن الإسلام وهاجرن معه.
وأوضح علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن جميع أولاده من السيدة خديجة ولم يولد له من زوجة غيرها، حاشا إبراهيم فإنه من سريته مارية.
ونوه علي جمعة أن كُلُّ أولاد النبي تُوُفِّيوا قَبْلَهُ إلّا فَاطِمَةَ، فَإِنّهَا تَأَخّرَتْ بَعْدَهُ بِسِتّةِ أَشْهُرٍ .
وأولاد النبي هم:
1- السيد الْقَاسِمُ ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى ، مَاتَ طِفْلًا .
2 – السيد عَبْدُ اللهِ ، مَاتَ صَغِيرًا بِمَكَّةَ ، وَيُقَالُ لَهُ : الطَّيِّبُ وَالطَّاهِرُ .
3 – السيد إبْرَاهِيمُ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ سُرِّيَّتِهِ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ بنت شمعون ولد في ذى الحجة سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، ولد بالعالية ، وكانت سلمى زوجة أبى رافع مولاة رسول الله ﷺ قَابِلَتَهُ ، فَبَشَّرَ أبو رافع به النبي ﷺ ، فوهب له عبدا، فلما كان يوم سابعه عَقَّ عنه بكبش ، وحلق رأسه ، حلقه أبو هند ، وسماه يومئذ ، وتصدق بزنة شعره وِرْقًا -فضة- على المساكين ، ودفنوا شعره في الأرض .
قال الواقدي : توفى إبراهيم ابن النبي ﷺ يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر في بنى مازن عند أم بردة ابنة المنذر من بنى النجار، ودفن بالبقيع.
قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه : لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَقَالَ : " تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ" .
وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ، فَقَالَ النَّاسُ : انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِىَ " .
4 – السيدة زينب أكبر بناته ﷺ.
قال ابن إسحاق: ولدت زينب في سنة ثلاثين من مولد النبي ﷺ ، وأدركت الإسلام وأسلمت وهاجرت ، وكان رسول الله ﷺ محبا فيها .
وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية ، واسمه لقيط ، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة لأبيها وأمها .
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة ، فقالت خديجة لرسول الله ﷺ : زوجه . وكان رسول الله ﷺ لا يخالفها ، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحى ، فزوجه زينب ، فلما أكرم الله تعالى نبيه ﷺ بنبوته آمنت خديجة وبناته ـ وكَانَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ قَدْ زَوّجَ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي لَهَبٍ رُقَيّةَ ـ وَلَمَّا بَادَى قُرَيْشًا بِأَمْرِ اللّهِ تَعَالَى قَالُوا : رُدُّوا عَلَيْهِ بَنَاتِهِ فَاشْغَلُوهُ بِهِنّ . وَمَشَوْا إلَى أَبِي الْعَاصِ فَقَالُوا لَهُ : فَارِقْ صَاحِبَتَك وَنَحْنُ نُزَوّجُك أَيَّ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ شِئْتَ . قَالَ : لَا وَاَللّهِ إنّي لَا أُفَارِقُ صَاحِبَتِي ، وَمَا أُحِبّ أَنّ لِي بِامْرَأَتِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ .
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ يُثْنِي عَلَيْهِ فِي صِهْرِهِ خَيْرًا .
وَأَقَامَتْ مَعَهُ زَيْنَبُ عَلَى إسْلَامِهَا وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ حَتّى هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ . وَثَبَتَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ على الشرك ، فَلَمَّا صَارَتْ قُرَيْشٌ إلَى بَدْرٍ صَارَ فِيهِمْ فَأُصِيبَ فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ ، فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ ﷺ.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لَمّا بَعَثَ أَهْلُ مَكّةَ فِي فِدَاءِ أُسَرَائِهِمْ ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللّهِ ﷺ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرّبِيعِ بِمَالٍ وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا ، قَالَتْ : فَلَمّا رَآهَا رَسُولُ اللّهِ ﷺ رَقَّ لَهَا رِقّةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : إنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا ، وَتَرُدّوا عَلَيْهَا مَالَهَا ، فَافْعَلُوا . فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللّهِ . فَأَطْلَقُوهُ وَرَدّوا عَلَيْهَا الّذِي لَهَا .
ثُمَّ خَرَجَتْ زَيْنَبُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ حَمُوهَا كِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ ، أَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ ثُمّ خَرَجَ بِهَا نَهَارًا يَقُودُ بِهَا ، وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ لَهَا . وَتَحَدّثَ بِذَلِكَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا حَتّى أَدْرَكُوهَا بِذِي طُوًى ، فَكَانَ أَوّلَ مَنْ سَبَقَ إلَيْهَا هَبّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى ، فَرَوّعَهَا هَبّارٌ بِالرّمْحِ وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا ، وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ حَامِلًا ، فَلَمّا رِيعَتْ طَرَحَتْ ذَا بَطْنِهَا ، وَبَرَكَ حَمُوهَا كِنَانَةُ وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ ثُمّ قَالَ : وَاَللّهِ لَا يَدْنُو مِنّي رَجُلٌ إلّا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا . فَتَكَرْكَرَ النّاسُ عَنْهُ . وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ فِي جُلّةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ : أَيّهَا الرّجُلُ كُفّ عَنّا نَبْلَك حَتّى نُكَلّمَك . فَكَفّ ، فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ حَتّى وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : إنّك لَمْ تُصِبْ . خَرَجْتَ بِالْمَرْأَةِ عَلَى رُءُوسِ النّاسِ عَلَانِيَةً ، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا ، وَمَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمّدٍ ، فَيَظُنّ النّاسُ إذَا خَرَجْتَ بِابْنَتِهِ إلَيْهِ عَلَانِيَةً عَلَى رُءُوسِ النّاسِ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا أَنّ ذَلِكَ عَنْ ذُلّ أَصَابَنَا عَنْ مُصِيبَتِنَا الّتِي كَانَتْ وَأَنّ ذَلِكَ مِنّا ضَعْفٌ وَوَهْنٌ ، وَلَعَمْرِي مَا لَنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيهَا مِنْ حَاجَةٍ ، وَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثَوْرَةٍ ، وَلَكِنْ ارْجِعْ بِالْمَرْأَةِ حَتّى إذَا هَدَأَتْ الْأَصْوَاتُ وَتَحَدّثَ النّاسُ أَنْ قَدْ رَدَدْنَاهَا ، فَسُلّهَا سِرّا ، وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا . فَفَعَلَ .
فَأَقَامَتْ لَيَالِيَ حَتّى إذَا هَدَأَتْ الْأَصْوَاتُ خَرَجَ بِهَا لَيْلًا حَتّى أَسْلَمَهَا إلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَصَاحِبِهِ ، فَقَدِمَا بِهَا عَلَى رَسُولِ اللّهِ ﷺ.
وعاد أَبُو الْعَاصِ إلى مَكّةَ ، حَتّى إذَا كَانَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ تَاجِرًا إلَى الشّامِ ، وَكَانَ رَجُلًا مَأْمُونًا بِمَالٍ لَهُ وَأَمْوَالٍ لِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، أَبْضَعُوهَا مَعَهُ فَلَمّا فَرَغَ مِنْ تِجَارَتِهِ وَأَقْبَلَ قَافِلًا ، لَقِيَتْهُ سَرِيّةٌ لِرَسُولِ اللّهِ ﷺ فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ وَأَعْجَزَهُمْ هَارِبًا ، فَلَمّا قَدِمَتْ السّرِيّةُ بِمَا أَصَابُوا مِنْ مَالِهِ أَقْبَلَ أَبُو الْعَاصِ تَحْتَ اللّيْلِ حَتّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ ﷺ فَاسْتَجَارَ بِهَا ، فَأَجَارَتْهُ ، وَجَاءَ فِي طَلَبِ مَالِهِ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ إلَى الصّبْحِ .
قالت زينب : أَيّهَا النّاسُ إنّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرّبِيعِ . قَالَ : فَلَمّا سَلّمَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ مِنْ الصّلَاةِ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ : أَيّهَا النّاسِ هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَمَا وَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتّى سَمِعْتُ مَا سَمِعْتُمْ ، إنّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ . ثُمّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ فَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ فَقَالَ : أَيْ بُنَيّةُ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ وَلَا يَخْلُصُنّ إلَيْك ، فَإِنّك لَا تَحِلّينَ لَهُ .
وَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ إلَى السّرِيّةِ الّذِينَ أَصَابُوا مَالَ أَبِي الْعَاصِ فَقَالَ لَهُمْ : إنّ هَذَا الرّجُلَ مِنّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالًا ، فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدّوا عَلَيْهِ الّذِي لَهُ ، فَإِنّا نُحِبّ ذَلِكَ وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللّهِ الّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ فَأَنْتُمْ أَحَقّ بِهِ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ بَلْ نَرُدّهُ عَلَيْهِ . فَرَدّوهُ عَلَيْهِ حَتّى إنّ الرّجُلَ لِيَأْتِيَ بِالدّلْوِ ، وَيَأْتِيَ الرّجُلُ بِالشّنّةِ وَبِالْإِدَاوَةِ ، حَتّى إنّ أَحَدَهُمْ لِيَأْتِيَ بِالشّظَاظِ حَتّى رَدّوا عَلَيْهِ مَالَهُ بِأَسْرِهِ لَا يَفْقِدُ مِنْهُ شَيْئًا ، ثُمّ احْتَمَلَ إلَى مَكّةَ ، فَأَدّى إلَى كُلّ ذِي مَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَالَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَبْضَعَ مَعَهُ . ثُمّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، هَلْ بَقِيَ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ عِنْدِي مَالٌ لَمْ يَأْخُذْهُ ؟ قَالُوا : لَا . فَجَزَاك اللّهُ خَيْرًا ، فَقَدْ وَجَدْنَاك وَفِيّا كَرِيمًا قَالَ : فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ ، وَأَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَاَللّهِ مَا مَنَعَنِي مِنْ الْإِسْلَامِ عِنْدَهُ إلّا تَخَوّفُ أَنْ تَظُنّوا أَنّي إنّمَا أَرَدْت أَنْ آكُلَ أَمْوَالَكُمْ . فَلَمّا أَدّاهَا اللّهُ إلَيْكُمْ وَفَرَغْتُ مِنْهَا أَسْلَمْتُ . ثُمّ خَرَجَ حَتّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ﷺ.
فَرَدّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ ﷺ زَيْنَبَ عَلَى النّكَاحِ الْأَوّلِ لَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتّ سِنِينَ .
أبناء السيدة زينب من أبي العاص
ولدت زينب من أبى العاص غلاما يقال له : عَلِىٌّ . مات وقد ناهز الحلم . وكان رديف –يجلس خلفه- رسول الله ﷺ على ناقته يوم الفتح . وجارية يقال لها : أُمَامَةُ . وكان رسول الله ﷺ يحبها ، وكان ﷺ يحملها في الصلاة على عاتقه ، فإذا ركع وضعها وإذا رفع رأسه من السجود أعادها .
فَعَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِىَّ ﷺ يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِى الْعَاصِ وَهْىَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِىِّ ﷺ عَلَى عَاتِقِهِ ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا .
وتزوج على بن أبى طالب رضي الله عنه أمامة بنت أبي العاص بعد فاطمة الزهراء ، وقيل : إن فاطمة كانت أوصته بذلك .
فلما قتل على رضى الله عنه تزوجها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان علىٌّ قد أَمَرَهُ بذلك بعدُ ، لأنه خاف أن يتزوجها معاوية ، فتزوجها فولدت له يحيى ، وبه كان يكنى وماتت عنه.
وتوفيت السيدة زينب صلوات الله على أبيها وعليها في حياة أبيها ﷺ في سنة ثمان من الهجرة .
5 – السيدة رقية بنت رسول الله ﷺ :
كانت رقية تحت عتبة بن أبى لهب ، وأختها أم كلثوم تحت أخيه عتيبة ، فلما نزلت (تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ) قال لهما : رأسي من رأسكما حرام إن لم تفارقا ابنتى محمد . ففارقاهما ، ولم يكونا دخلا بهما ، فتزوج رقية عثمان بن عفان بمكة ، وهاجر بها الهجرتين إلى أرض الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكانت ذات جمال .
عن أنس قال : أول من هاجر إلى الحبشة عثمان ، خرج برقية ابنة رسول الله ﷺ ، فأبطأ على رسول الله ﷺ خبرهما ، فجعل يتوكف الخبر ، فقدمت امرأة من قريش فسألها ، فقالت : رأيتها . فقال : على أي حال رأيتها ؟ فقالت : رأيتها وقد حملها على حمار من هذه الدواب وهو يسوقها . فقال النبي ﷺ : صحبهما الله ، إن كان عثمان لأول من هاجر إلى الله عز وجل بعد لوط.
وأصيبت رقية بالحصبة فمرضت ، وتخلف عليها عثمان ليمرضها ، فلم يشهد بدرا .
وماتت بالمدينة ، فجاء زيد بن حارثة بشيرا بفتح بدر وعثمان قائم على قبر رقية .
وكانت وفاتها لسنة وعشرة أشهر وعشرين يوما من مقدمه ﷺ المدينة .
ولدت رقية لعثمان رضى الله عنهما بالحبشة ولدا سماه عبد الله ، وكان يكنى به ، ومات صغيرا .
6 – السيدة أم كلثوم بنت رسول الله ﷺ:
وهى ممن عرف بكنيته ولم يعرف اسمه ، ولدت قبل البعثة بست سنين ، تزوجها عتيبة بن أبى لهب ثم فارقها قبل دخوله بها ، فخلف عليها عثمان بن عفان بعد موت أختها رقية سنة اثنتين للهجرة .
ماتت أم كلثوم في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة وصلى عليها أبوها ﷺ.
7 – السيدة فاطمة بنت رسول الله ﷺ:
ولدت قبل البعثة بخمس سنوات في مكة المكرمة ، وهاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة في الثامنة عشرة من عمرها وصاحبتها في الهجرة أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة وأم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر وزيد بن حارثة ، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة
تزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصدقها درعه الحُطمية في ذي القعدة سنة اثنتين بعد معركة بدر .
قال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب : آية 33]
وعَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ وَهْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّى ، يُرِيبُنِى مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا آذَاهَا » .
وعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ".
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِى قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.
قَالَتْ : وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِى مَجْلِسِهِ ، وَكَانَ النَّبِىُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِى مَجْلِسِهَا ، فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِىُّ ﷺ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ ، ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ ، فَقُلْتُ : إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا ، فَإِذَا هِىَ مِنَ النِّسَاءِ . فَلَمَّا تُوُفِّىَ النَّبِىُّ ﷺ قُلْتُ لَهَا : أَرَأَيْتِ حِيْنَ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَبَكَيْتِ ، ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَضَحِكْتِ ، مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : إِنِّى إِذًا لَبَذِرَةٌ ، أَخْبَرَنِى أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ أَخْبَرَنِى أَنِّى أَسْرَعُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ فَذَاكَ حِينَ ضَحِكْتُ .
وتوفيت السيدة فاطمة بنت رسول الله البتول الزهراء رضي الله عنها بعد ستة أشهر من وفاة رسول الله ﷺ.