مع حلول فجر الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري تنطلق مسيره شعبيه عمرها يتجاوز قرنين من الزمان، تجوب شوارع مدينة نقاده جنوب قنا ، بالجمال و الخيول بمشاركة بعض القيادات الرسمية في الكثير من الأحيان.
المسيرة التي كانت تتقدمها فرقة موسيقية رسمية تعزف أناشيد و تواشيح إسلامية، تشدوا بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لا تقتصر على المسلمين فحسب، بل تشهد مشاركه واسعة من قبل المسيحيين بمركز نقاده، سواء بتقدم المسيرة مع كبار الأعيان بالمدينة أو تقديم الحلويات و المشروبات للمشاركين في المسيرة.
ووقت خروج المسيرة لم يتغير منذ عقود طويله ، فتوقيتها يبدأ عقب صلاة الظهر و يستمر حتى صلاة العصر بمشاركة واسعة من أهالى المدينة ، دون فرق بين رجال أو نساء ، كبار أو صغار.
وتشهد المسيرات مدائح نبوية، و هتافات فى حب النبى ، أبرزها " إلا رسول الله" تضامناً مع رسول الله ضد الإساءة المتكررة التى تحدث مع حلول ذكرى المولد النبوى الشريف، وسط تفاعل الأهالى بالزغاريد و إلقاء الحلويات و الفول السودانى على المشاركين فى المسيرة.
وقال الشيخ عبدالناصر مناع ، واعظ بالأزهر الشريف، إن مظاهر الاحتفال في مدينة نقاده والقرى التابعة لها تختلف عن أي مكان اخر، حيث يتبارى أهالى المدينة فى حب النبى صلى الله عليه وسلم، من خلال الاحتفالات التي تستمر على مدار ١٢ يوما بداية مع شهر ربيع الأول ، لكنها تقلصت إلى أسبوع فى الفترة الأخيرة.
و تابع مناع: و تتولى كل عائلة إحياء ليلة من الليالى الاثنى عشر ، كل ليلة يكون فيها قارىء مختلف من عمالقة القراء و المداحين ، رحم الله من توفى منهم و حفظ من على قيد الحياة، و هو ما يجذب آلاف المواطنين من مدينة نقاده و المناطق المحيطة للمشاركة فى فعاليات الليالى النبوية.
و أضاف مناع : كانت ليلة الدورة يخرج على رأسها مأمور مركز شرطة نقاده و عمد و مشايخ البلاد ، وفى الفترة الأخيرة يتقدم المسيرة مشايخ الطرق الصوفية مع الالتزام بالآداب الأخلاقية اللازمة ، لكن لكل فترة زمنية ظروفها و آدابها.
و أشار مناع ، إلى أن فعاليات الدورة تنتهى فى جلسة ودية يحضرها رجال الدين الاسلامى و المسيحى والتى تكون بمثابة ختام لفعاليات الاحتفال بالمولد النبوى الشريف الذي يبدأ مع بداية شهر ربيع الأول، يتبادل خلالها الجميع التهانى.