الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرها 33 قرنًا.. كل ما تريد معرفته عن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل

معبد رمسيس الثانى
معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية

مدينة أبو سمبل السياحية والتى تبعد عن مدينة أسوان العاصمة بنحو 280 كم،  تضم أبرز المعابد الأثرية فى العالم ، وهو معبد رمسيس الثاني والذى سيشهد فجر الجمعة القادم 22 أكتوبر 2021 حدوث الظاهرة الفلكية الفريدة من نوعها وهى تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس داخل قدس الأقداس .

وفى هذا الصدد يستعرض " صدى البلد " قصة هذا الأثر التاريخى الذى يجسد عظمة الحضارة المصرية ، وتفاصيل حدوث الظاهرة الفلكية الفريدة لتعامد الشمس مرتين سنوياً خلال يومى 22 فبراير و 22 أكتوبر من كل عام .

وقد اختار الموقع رمسيس الثاني الذى يعرف أيضاً رمسيس الأكبر وتم بناؤه خلال خمس سنوات من فترة حكمه الطويلة، ولكنه لم يستكمل بناؤه إلى حين العام الخامس والثلاثين له كفرعون، إنه الأكثر جمالاً بين العديد من الآثار التى أقامها رمسيس الأكبر فى جميع أنحاء مصر لكي يظهر سلطته، والواجهة الضخمة المقطوعة فى جانب الجبل تصور أربعة تماثيل لرمسيس نفسه كل منها بارتفاع 20 مترا، ويقف أصغر تماثيل الأسرة الملكية بين التماثيل الأربعة العملاقة وهذه تشمل أم رمسيس وزوجته نفرتاري وأبناءهما وبناتهما.

وأيضاً بالخارج قريباً من التماثيل يوجد "زواج ستيلا"، الذي يحيى ذكرى الزواج لابنة رمسيس الثانى وملك من الحيثيين، وهو نقش على مدخل الواجهة يقرأ "رمسيس الثانى بنى معبدا" محفورا فى الجبل للعبادة الأبدية للملكة الأولى نفرتارى، معشوقة مو فى النوبة إلى الأبد ودائماً، نفرتارى التى تلمع الشمس لأجل خاطرها.

وداخل المعبد هناك ثمانية تماثيل ضخمة تصف رمسيس كالإله أوزوريس يدعم السقف الضخم والثقيل للغاية، وبعد المرور خلال القاعات المحتوية على الغرف لمختلف الشعائر، يصل الزوار إلى الجزء الأكثر شهرة للمعبد الداخلي أبو سمبل، وغرفة مقدسة مع مذبح صغير وأربع تماثيل لرمسيس كآلهة مختلفة، وقد تم تصميم المعبد بدقة هائلة، بحيث إنه خلال يومين في العام في أكتوبر وفبراير تسقط شمس الصباح أشعتها المتلالأة مباشرة إلى داخل المعبد وعلى الغرفة المقدسة الصغيرة مضيئة التماثيل الأربعة، وإلى جنوب المعبد الرئيسى هناك معبداً أصغر مخصص لزوجة رمسيس نفرتارى والآلهة هاتور.

ومع إعلان خطة بناء السد العالي في أسوان، تهددت أبو سمبل بأن تصبح مشهداً تحت الماء وظهرت صور التماثيل العملاقة على الصفحات الأولى للصحف حول العالم، ولم يرغب أحد ما في أن يرى التماثيل غارقة تحت مياه النيل المرتفعة، وبدأ إنقاذ أبو سمبل فى عام 1963 في مشروع بين مصر واليونسكو بتكلفة 36 مليون دولار أمريكي تقريباً، وتم تحريك التماثيل والمعابد إلى هضبة أعلى، حيث يمكنها الترحيب بالشمس المشرقة كل صباح.

وتعد هذه الأسطورة التاريخية لمعبد رمسيس الثانى خالدة، حيث بقيت أبو سمبل في حالة عظيمة إلى العصور الحديثة، وعندما زار الإغريق الموقع في القرن السادس ق. م، تزايدت أكوام الرمال في علوها حتى غطت تماثيل رمسيس إلى الركبة.

فى السياق نفسه، أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان بأن معبدى رمسيس الثانى يشهدان حدوث ظاهرة تعامد الشمس الفريدة على وجه الملك العظيم، والتى تعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريون، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير، والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان، وكانت هذه الآثار شاهدة على حضارة عظيمة خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة من العالم.

وقال عبد المنعم سعيد بأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالًا ببدء موسم الحصاد، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالًا بموسم الفيضان والزراعة، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة (أمون ورع حور وبيتاح) لتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى التى ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين.

 أما عن قصة الصوت والضوء بمعبد رمسيس الثانى بأبو سمبل، حيث يستمتع كل من يشاهد ويستمع لهذا العرض بتسليط الأضواء المبهرة على معبدى نفرتارى ورمسيس الثانى، والسماء تكون مليئة بالنجوم التى ينعكس بريقها على صفحة مياه بحيرة ناصر الزرقاء وسط نسمات الهواء اللطيفة، مع سرد مشوق بتقنيات صوت وصورة وإضاءة حديثة لفترة حكم رمسيس الثاني وحبه لنفرتارى وحروبه الإمبراطورية وصولاً لأول معاهدة سلام فى التاريخ مع الحيثيين فى دقائق تنقلك فى ثوانٍ لتاريخ مشرف لبلد عظيم، وتتم ملاحظة انبهار السائحين والزائرين المصريين في عيونهم لنظراتهم ومشاهدتهم لهذا العرض وأياديهم تكون على كاميراتهم وموبايلاتهم لتسجيل وتصوير ما يشاهدوه من إبداعات مصرية.

ويساهم عرض الصوت والضوء في نقل المشاهد والمتابع إلى زمن الفراعنة، حيث يتم الاستمتاع بالموسيقى الشجية، ويعيد العالم القديم إلى الحياة حولك، ويشمل العرض أجهزة إسقاط (بروجيكتور) على المعابد، موضحة كيف يبدون في الحال، ويتم عرض البرنامج بلغات متعددة مع توفير سماعات الأذن.

 

الصوت والضوء بمعبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية
معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل السياحية