الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يوجد علاج لها .. عدوى الشيجيلا خطر جديد يهدد حياة الأطفال

أرشيفية
أرشيفية

لا يمر يوما بدون أن نسمع عن ظهور أو اكتشاف داء أو عدوى تصيب البشر وتهدد حياتهم خاصة صغار السن من الأطفال.

فبعد أن أثار فيروس كورونا الرعب في النفوس على مدارس العامين الماضيين، رغم إنه ليس جديدا، طفت على السطح عدة أدواء، قال عنها الأطباء، أنها «تهدد حياتنا إذا ما وجدت البيئة المناسبة التي تساعدها على الانتشار، آخرها كان داء أو عدوى الشيجيلا

وفي التقرير التالي نرصد لكم بعض المعلومات عن جرثومة أو عدوى الشيجيلا، وأسباب الإصابة بها وأعراضها وطرق الوقاية منها:

عدوى الشيجيلا

تعتبر عدوى الشيجيلا عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تعرف باسم الشيجيلا، وتؤدي إلى إسهال مائي أو زحار «التبرز بكميات قليلة ومتكررة، والذي يكون مؤلما غالبا، ويحتوي على الدم والقيح والمخاط».

وتنشط جرثومة الشيجيلا في المناطق التي تتدنى بها مستويات النظافة، وتصيب الأطفال من سن 2-4 سنوات، ويعود السبب في الكثير من الحالات إلى انتشار العدوى بين الأطفال في مراكز رعاية الأطفال أو بين الأطفال وكبار السن داخل العائلة نفسها.

هل الشيجيلا معدية؟

عدوى الشيجيلا معدية جدا، ويصاب الأشخاص بـ الشيجيلا عند ملامسة كميات صغيرة من البكتيريا من براز شخص مصاب بـ الشيجيلا ويبتلعونها، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يحدث ذلك في بيئات رعاية الأطفال، حيث قد لا يغسل العاملون أيديهم جيدًا بما يكفي بعد تغيير الحفاضات للأطفال، أو بعد مساعدة الأطفال الرضّع أثناء التدريب على استخدام المراحيض.

ويمكن أن تنتقل أيضا بكتيريا الشيجيلا من خلال الأطعمة الملوثة أو بسبب شرب مياه أو السباحة في مياه ملوثة.

وتزداد احتمالية إصابة الأطفال دون سن الخامسة بعدوى الشيجيلا، لكن يمكن أن يحدث ذلك في أي عمر، وتشفى عادة الحالات المرضية الخفيفة من تلقاء نفسها في خلال أسبوع.

عندما يتطلب الأمر تناول علاج، يصف الأطباء عادة مضادات حيوية.

أعراض الشيجيلا

تبدأ علامات وأعراض الإصابة بعدوى الشيجيلا في الظهور عادة بعد يوم أو يومين من التعرض لـ الشيجيلا، ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوع للإصابة بالمرض، حيث تشمل العلامات والأعراض ما يلي:

تسبب حالات العدوى البسيطة ارتفاعا محدودًا في درجة الحرارة (حوالي 38-38.9° درجة مئوية).

إسهال مائي بعد 1-4 أيام من وصول البكتيريا إلى السبيل الهضمي.

قد لا تظهر الحمى عند بعض المرضى من البالغين

الأعراض الأولى عند المرضى البالغين هي التشنجات البطنية المؤلمة، والرغبة الملحة والمتكررة بالتغوط.

يمكن للتغوط أن يُخفف بشكل مؤقت من الألم.

تصبح هذه الأعراض أكثر شدة وتحدث بمعدل أكبر مع تفاقم العدوى.

وقد تسبب العدوى الشديدة حُمَّى بسيطة أو متوسطة، وإسهالاً مائيًا قد يتفاقم إلى إصابة بالزحار.

وعند الإصابة بالزحار، يزداد معدل التغوط، ويكون البراز حاويًا على دم، وقيح، ومخاط.

مضاعفات الشيجيلا

يكون الأطفال، وخاصة الصغار منهم، أكثر عرضةً للإصابة بمضاعفات شديدة، مثل:

حمى شديدة (حتى 41° درجة مئوية)، وفي بعض الأحيان هذيان، واختلاجات، وسبات.

جفاف شديد مع انخفاض في الوزن.

التغوط بمعدل 20 مرة في اليوم أو أكثر.

بروز جزء من المستقيم خارج الجسم (تدلي المستقيم) في حالات الإسهال الشديد.

تورم واضح في الأمعاء الدقيقة وتمزق في الأمعاء الغليظة في حالات نادرة.

الإصابة بـ متلازمة انحلال الدم اليوريمية في حال كانت العدوى ناجمة عن الشيجيلا الزحارية.

ويمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى الصدمة والموت، وخاصةً عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، وعند المصابين بأمراض مزمنة، أو الذين يعانون من سوء تغذية، أو البالغين الضعفاء، أو المسنين.

وفي متلازمة انحلال الدم اليوريمية، تتخرب كريات الدم الحمراء، مما يُسبب فقر الدم مترافق مع إرهاق، وضعف، وخفة في الرأس (دوخة).

كما ويتخثر الدم بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى فشل كلوي، وقد تحدث أيضًا سكتات دماغية واختلاجات.

قد يعاني بعض المرضى البالغين من التهاب عيني، وألم عند التبول، والتهاب مفاصل تفاعلي بعد بضعة أسابيع أو أشهر من الإصابة بالإسهال.

وتستمر الأعراض بوجه عام لمدة خمسة إلى سبعة أيام. وفي بعض الحالات، قد تستمر لفترات أطول.

وبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض بعد الإصابة بعدوى الشيجيلا، بالرغم من أن برازهم قد يظل معديا لبضعة أسابيع.

أسباب عدوى الشيجيلا

وتحدث العدوى عندما تبتلع بكتيريا الشيجيلا بالخطأ، قد يحدث هذا الأمر في حالات:

لمس الفم؛ المخالطة المباشرة بين الأشخاص هي الطريقة الأكثر شيوعًا لانتشار المرض، وعلى سبيل المثال، قد تحدث الإصابة بالعدوى في حالة عدم غسل اليدين جيدًا بعد تغيير حفاضات طفل مصاب بعدوى الشيجيلا.

تناول أطعمة ملوثة؛ يمكن أن يتسبب المصابون بالعدوى ويتعاملون مع الأطعمة في نقل البكتيريا إلى الأشخاص الذين يتناولون هذه الأطعمة. يمكن أن يكون الطعام أيضًا مصدرًا للعدوى ببكتيريا الشيجيلا إذا نمت مكوناته النباتية في حقل يروى بمياه الصرف الصحي.

شرب المياه الملوثة؛ قد يكون الماء مصدرا للعدوى بـ بكتيريا الشيجيلا إذا اختلط بمياه الصرف الصحي أو سبح فيه شخص مصاب بعدوى الشيجيلا.

مضاعفات الشيجيلا

تظهر بعض المضاعفات عند الإصابة بـ الشيجيلا ومنها؛ الجفاف؛ قد يؤدي الإسهال بشكل مستمر إلى الجفاف، وتشمل مؤشرات هذه الحالة وأعراضها الدوار والدوخة وقلة الدموع عند الأطفال، والإصابة بداء العيون الغائرة، وجفاف الحفاضات، الجفاف الشديد يمكن أن يؤدي إلى الصدمة والموت.

النوبات المرضية؛ يعاني بعض الأطفال المصابين بعدوى الشيجيلا من هذه النوبات المَرضية، وتنتشر مثل هذه النوبات المرضية بين الأطفال المصابين بحمى شديدة، ولكنها تصيب أيضا الأطفال غير المصابين بالحمى.

ولا يمكن الجزم بما إذا كانت هذه النوبات المرضية ناتجة عن الحمى أم عن عدوى الشيجيلا نفسها، إذا كان لدى طفلك نوبة صرع، فاتصل بطبيبك على الفور.

تدلي المستقيم؛ وفي هذه الحالة قد يؤدي الضغط أثناء التبرز أو التهاب الأمعاء الغليظة إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم عبر فتحة الشرج.

متلازمة انحلال الدم اليوريمية؛ فـ المضاعفات النادرة لداء الشيجيلا – والناتجة عادة عن نوع من بكتيريا الإشريكية القولونية وليست عن بكتيريا الشيجيلا – تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم الانحلالي)، وكذلك انخفاض عدد الصفيحات الدموية (نقص الصفيحات) والفشل الكلوي الحاد.

تضخم القولون السمي؛ تحدث هذه المضاعفات النادرة عندما يصاب القولون بالشلل، ويمنعك من التبرز أو خروج الأرياح؛ وتتضمن المؤشرات والأعراض ألم المعدة والتورم والحمى والضعف، إذا لم تتلقى علاج لتضخم القَوْلون السمي، يمكن أن يتمزق قولونك (التمزق) مسببا التهاب الصفاق، وهي عدوى تهدد الحياة وتتطلب عملية جراحية طارئة.

التهاب المفاصل التفاعلي؛ يحدث التهاب المفاصل التفاعلي كاستجابة للعدوى؛ وتتضمن العلامات والأعراض: ألم والتهاب المفاصل عادة في الكاحلين والقدمين والوركين، واحمرار وحكة وإفرازات من إحدى أو كلتا العينين «التهاب الملتحمة» وتبول مؤلم «التهاب الإحليل».

عدوى مجرى الدم (تجرثم الدم): قد تضر عدوى الشيجيلا ببطانة الأمعاء، وفي حالات نادرة، قد تدخل بكتيريا الشيجيلا مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء التالفة وتحدث عدوى في مجرى الدم.

الوقاية من الشيجيلا 

لا يوجد علاج حتى الآن ولكن للمساعدة في منع انتشار الشيجيلا:

غسل اليدين كثيرا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

مراقبة الأطفال أثناء قيامهم بغسل أيديهم.

التخلص من الحفاضات المتسخة بطريقة صحيحة.

طهر مناطق تغيير الحفاضات بعد الاستخدام.

لا تجهز الطعام لأشخاص آخرين إذا كنت مصابا بالإسهال.

ابق الأطفال المصابين بالإسهال بالمنزل بعيدا عن مناطق رعاية الأطفال، أو مناطق اللعب، أو المدرسة.

تجنب ابتلاع الأطفال لمياه البرك، أو البحيرات، أو حمامات السباحة غير المعالجة.

عدم ممارسة السباحة حتى تمام شفائك.

علاج الشيجيلا

يمكن علاج الجفاف المصاحب للإسهال والذي يصاحب جرثومة الشيجيلا عن طريق السوائل الوريدية.

تستخدم المضادات الحيوية في علاج الحالات الشديدة فقط.

يجب تجنب استخدام مضادات الإسهال لأنها تجعل الحالة أسوأ.

ظهور الشيجيلا في الأردن

كشفت وزارة الصحة الأردنية، السبت، عن دخول 9 أطفال إلى مستشفى جرش، بعد الاشتباه بإصابتهم بجرثومة الشيجيلا.

وقال وزير الصحة الأردني، فراس الهواري، خلال زيارته مستشفى جرش الحكومي، السبت، للاطمئنان على صحة الأطفال، إن احتمال أن تكون جرثومة الشيجيلا السبب في التسمم، موضحا أن «هذه الجرثومة تعتبر من الجراثيم المعدية، والأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بها».

كما أوضح أنه من المرجح شفاء المصابين بهذه الجرثومة خلال 3 أيام من الإصابة، لافتا أنه «لا حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية إلا نادرا».