الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا.. كيف هرب جمال الغيطاني من الوقوع ضحية لـ نجيب محفوظ؟

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

تعلق الكاتب جمال الغيطاني، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله،  بمثله الأعلى وأستاذه نجيب محفوظ، لكنه نجح في  الإفلات من شرك الوقوع ضحية لمحاولة الوصول إلى مكانة الأساتذة بالتحول إلى صور منهم.


ودفع نجيب محفوظ الغيطاني إلى الكتابة عنه والاستعانة به مثالا في شتى أحاديثه، ومحاولة كشف تفاصيل حياته في أكثر من تجربة تليفزيونية وكتابية، وفي الوقت ذاته حرص دائما على التمسك بشخصيته ككاتب، وفى ذلك قال إن علاقته بالروائي العالمي أساسها الانبهار الإنساني بروائي كبير، وإن ذلك الانبهار بدأ منذ كان في الرابعة عشر من عمره، وأن علاقتهما توطدت حتى أن اعتبره أبيه، وكاتم أسراره.


وامتدت علاقة الكاتب جمال الغيطاني بالروائي نجيب محفوظ إلى أبعد من مجرد الإعجاب بكاتب مفضل، إلى اعتبار كتاباته تبث فكرا لا بد من الاستعانة به للتنبؤ بالأزمات وتجنب وقوعها أو الخروج منها دون أثر.


وقال الكاتب جمال الغيطاني في أحد أحاديثه الصحفية: "لو كان عبد الناصر قرأ روايات نجيب محفوظ لكان حذر من حدوث ما حدث في النكسة، فالأديب يرى بعين شاملة ورؤية بانوراميه أوسع، أما السياسي فيركز على التفاصيل فقط".


ومن بين محاولات إثبات الولاء لمعلمه الأول، قام الكاتب جمال الغيطاني بعدة تجارب يخلد بها الأديب العالمي نجيب محفوظ، كان من بينها تقديمه لبرنامج "قاهرة نجيب محفوظ" الذى قدم من خلال حلقاته نماذجا للأماكن التي لعبت أدوار البطولة في روايات الأديب الراحل، فجابت كاميرا برنامجه في حوارى وأزقة وشوارع مصر القديمة، وكان يتناول أثناء بث الحلقات حياة محفوظ ويعرض جوانب شخصيته التي ارتبط بمصر وأماكنها.


وعلى الرغم من علاقته الوثيقة بنجيب محفوظ، إلا أن الغيطاني «لم يكن في يوم من الأيام ساعيا لتقليد محفوظ أو استنساخ شخصيته، فقد حافظ علي خصوصيته صامدة كما هي رغم قوة تأثير محفوظ عليه، ولم يحدث في يوم من الأيام أن أسقط ناقد أدبي علي أي تشابه بين نصوص المبدعين»، ومع ذلك، تتكرر أسماء الأماكن ذاتها في أعمال ونصوص الكاتبين مع اختلاف المعالجات، نظرا لأن الكاتبين معا «وقعا في هوي القاهرة المعزية والوله والهيام بحي الحسين»، وذلك بالإضافة إلى اشتراكها معا في صفة الانضباط والانصياع لنظام في الحياة، وتشمل تلك الأماكن التي تتكرر أسماؤها في أعمال الأديبين قصر الشوق والغورية وخان الخليلي وشارع المعز وخوش قدم، ووفقا للكاتب السيد ياسين، فمنذ بدايات مسيرته، «كانت هناك مؤشرات على أن الغيطانى ولو أنه كان من «مريدى شيخه» «نجيب محفوظ» إلا أنه حرص على أن يتميز عنه ولا وأماكنه.


كما أصدر الكاتب جمال الغيطاني في 2013 كتابا عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان "نجيب محفوظ يتذكر"، كان بمثابة سيرة ذاتية وحياتية عن الأديب الكبير الراحل، الذى كتب مقدمة الطبعة الأولى من الكتاب بنفسه عام 1987 والتي قال فيها "هذا الكتاب أغناني عن التفكير في كتابة سيرة ذاتية لما يحويه من حقائق جوهرية وأساسية في مسيرة حياتي، فضلا عن أن مؤلفه يعتبر ركنا من سيرتى الذاتية".


وتناول الكاتب جمال الغيطاني في الكتاب أيضا عددا من روايات الأديب نجيب محفوظ، والأماكن التي عاش وتأثر بها والعديد من ذكرياته.