موعد مع ملوك الفراعنة.. سيناريو احتفال مصر بـ طريق الكباش والافتتاحات الجديدة

أنت على موعد مع احتفالية مهيبة، ستعود بك إلى عصر ملوك الفراعنة، ملكا متوجا في عمق التاريخ، عبر المرور من طريق المواكب الملكية بالأقصر "طريق الكباش"، حدث فريد لن تراه سوى في أرض طيبة، بتاريخها العريق الممتد لآلاف السنين.

طريق الكباش، يصطحب العالم عبر 3 كيلو مترات، في رحلة واحتفالية تخليدا لذكرى زفاف الإله آمون وزوجته الآلهة موت، وطقوس خاصة ومهرجان يصطحبك بـ ثلاثة مراكب مقدسة تسبح عبر أكتاف الكهنة، حاملة تماثيل الملوك.

ولنتعمق في رحلتنا وما سيدهش العالم من تاريخ واحتفالية ضخمة، لتكون أيقونة ترويج قوية تتخطي عشرات الحملات السياحية، فكان علينا الحديث مع أحد الكوادر الأثرية الهامة لتوضيح حجم الإنجاز والإعجاز وسيناريوهات الاحتفال وسرد القصة الكاملة لطريق الكباش.

وقال الطيب غريب، مدير معابد الكرنك، إن تاريخ طريق المواكب الملكية "طريق الكباش" يصل بين مجموعة معابد الكرنك ومعبد الأقصر مرورا بمعبد موت، وخصص للاحتفالات، خاصة احتفالات عيد الاوبت، أشهر كرنفال احتفالا بعيد الزواج المقدس بين الإله آمون وزوجته الآلهة موت.

وأوضح الطيب، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن مظاهر الاحتفال قديما تتمثل في خروج الثلاث مراكب المقدسة تحمل التماثيل داخل "ناوس" تابوت، ليخرج على أكتاف الكهنة ليطلق البخور والروائح الذكية وتتم مجموعة من الطقوس الدينية والرقصات الأكروباتية.

وأوضح مدير معابد الكرنك أن ذلك يتم مرورا بالمقاصير والمعابد الموجودة على الطريق إلى معبد الأقصر، حوالي 2750 مترا، أي قرابة 3 كيلو مترات، تتخللها الطقوس الطينية.

وأشار أن مظاهر الاحتفال تضمنت "إمساك" الملك بـ الصولجان السخم أو المجداف، وهي أداة لاحتفال الملك، ويقوم ببعض الرقصات الدينية، بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال التي يقوم بها الكهنة.

وحول اهتمام الدولة بهذا الحدث، أكد الطيب غريب أن “هناك اهتماما بالغا به الفترة الراهنة، ونلمس دعما كاملا من القيادة السياسية، خاصة افتتاح طريق الكباش الذى يمثل جزءا من مدينة الأقصر وتحولها لأكبر متحف مفتوح على مستوى العالم، خاصة أنها لقبت بـ عاصمة للثقافة العربية مرتين كأكبر متحف مفتوح في العالم، حيث تحوي مدينة طيبة خمس آثار العالم”.

سيناريو متوقع للاحتفالية

توقع الطيب أن سيناريو احتفالية طريق المواكب الملكية "طريق الكباش" بنسبة 99% سيحاكي مظاهر الاحتفال بعيد الأوبت، المراكب المحملة على ظهور الكهنة الذين يرتدون ملابس بيضاء يتقدمهم كبار الكهنة في مقدمة الموكب لإطلاق البخور وتلاوة التعاويذ والصلوات المختلفة أمام التماثيل المقدسة للثلاث آلهة "الثالوث المقدس" لمدينة طيبة، وهم آمون وموت وخنسو.

وأوضح أنه سيكون هناك مجموعة من الراقصين والراقصات والعازفين والعازفات الذين يقومون بمجموعة من الرقصات الدينية والاحتفالية كنوع من المحاكاة لما كان يحدث في مدينة طيبة في ذلك الوقت إبان فترة الدولة الحديثة للأسرات الـ 18 و19 و20 في الحضارة المصرية القديمة.

ولفت إلى أن هناك مجهودا مكثفا وبأعلى احترافية لإعادة طريق الكباش إلى رونقه كما كان قديما، حيث إن منتصف الطريق مرصع بـ أرضيات حجرية وتم ترميمها وتم استكماله وتم ترميم الكباش الموجودة، بالإضافة إلى ترميم واستكمال القواعد المندثرة، بالإضافة إلى الانتهاء من مشروع إضاءة الطريق بشكل كامل وتشجيره، خاصة أن كل كبشين قديما كان لهما حوض من الزهور ومجموعة من الأبيار والقنوات.

أيادٍ مصرية خالصة

وقال مدير معابد الكرنك: “نريد إحياء الطريق مرة أخرى على نفس شاكلته القديمة في زمن المصريين القدماء”، مؤكدا أن جميع عمليات الترميم كاملة من اللحظة الأولى قرابة من عام 2002 إلى اليوم بأيادٍ مصرية خالصة.

افتتاحات جديدة 

وكشف أنه بالتزامن مع طريق الكباش سيكون هناك هدية مصر للعالم وهي افتتاح أثرية داخل معابد الكرنك نقطة انطلاق الموكب، صالة الأعمدة الكبرى وتزيينها وإزالة الاتساخات وإظهار ألوانها كاملة، والانتهاء من وضع اللمسات النهائية للملك تحتمس الثاني وهو أضخم تمثال، بالإضافة إلى الانتهاء من وضع اللمسات النهائية للطريق الثاني للكباش خلف الفناء الأول لمعبد الكرنك، وهى مشروعات هامة للإنسانية.