ماذا لو كان القائمين على مهرجان الجونة السينمائي قد انتجوا فيلم افتتاح روائي قصير عن الموسيقى والغناء شبيه بالفيلم الرائع "ميكرفون" طالما يعشقون الموسيقى هكذا! بدلا من الفقرة الغنائيةالاستعراضية"السيئة " التي شاهدناها للممثل و مؤدي المهرجانات محمد رمضان وهواستعراضلأغنية ليس لها علاقة بالسينما التي نحتفي بها، حقا لماذا لا يسعى صناع المهرجان لإنتاج فيلم روائي "قصير" بمشاركة نجوم ومخرجين ومؤلفين ليكون فيلم خاص بافتتاح المهرجان بدلا من أغنية الجونة المعتادة كل عام والتي لا محل لها من الإعراب غير انها أغنية سياحية دعائية للمكان ! ووجدنا حالة تسابق من ممثلين وممثلات للغناء وتصوير كليبات بالتزامن مع المهرجان !
لو كان ركزوا جهودهم طوال فترة التحضيرات وانتجوا فيلما قصيرا عن الموسيقى والغناء وبطولة دينا الشربيني ومحمد رمضان "المهمومان بالغناء"! وتم عرضه في الافتتاح كان الحالأفضلكثيرا بدلا من إلغاء أهم ما يميز أي مهرجان في العالم وهو فيلمالافتتاحالذي يكون المفاجأة الكبرى لجمهور الحفل.
ولكن تشعر أن الحفل مثل أي حفل في نادي وليس افتتاح مهرجان سينمائي يقول صناعه انه لولا كورونا كان أصبح من أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وأقول لهم really !
لم أشاهد مهرجان سينما "حقيقي" يقدم دعوات بهذه العشوائية فنجد ضيوفا منالانفلونسرزواليوتيوبروالرابرزأكثر من نجوم السينما !؟ سوى بعض المهرجانات العربيةالشبيهةولذلك بدأت وانتهت سريعا.
أي مهرجان سينمائي مهم يضع معاييرا صارمة حول أسماء الضيوف المدعوين، يجب أن يكون لهم إنتاج سينمائي واضح أو أفلاما مشاركة، لنأقارنهبمهرجاني القاهرة وقرطاج "الاعرق" والأهم في المنطقة العربية وافريقيا، فالتاريخ لا يمكن تجاوزه واختصاره.
سأتحدثعن تجربة ناجحة حديثة وهو مهرجان مراكش حيث نجح أن يكون له شخصية سينمائية مهمة وصلت للمستوى الدولي من برمجة ولجان تحكيم وضيوفوماستركلاس ، ولذلك كنت تشاهد أسماء مهمة ترأس لجان التحكيمأوتقدمماستركلاس المهرجان، شاهدت بنفسيسكورسيزيوجوناثان ديم، كوبولا، أمير كوستاريكا، فاتح أكين وغيرهم.
بخلاف نجوم السينما العالمية في الافتتاح والختام، وجدتهم يدققون بشكل كبير حول أسماء المدعوين وعلاقتهم بالسينما وشخصيا تحدثت ذات مرة عن بعض الأسماء قالوا يجب أن يكون إنتاجهم السينمائي مهم حتى يتم دعوتهم !
في مهرجان الجونة تجد ضيوفا بشكل عشوائي، وليس لهم علاقة بالسينما! ولكن ربما لغياب الجمهور العام فيكون المدعوين هم البديل لملء فعاليات المهرجان وحفلاته.
بداية المهرجان كانت مبشرة ولكن تراجع دورة بعد أخرىو للأسفأصبح الحديث عن فساتين وسهرات الجونة كل عام أكثر من الأحاديث عن الأفلام التي تعرض ! هذه الحقيقة والتي يحاول صناعهإبعادهاعن المهرجان ولكن بسهولة يمكن التأكد من التايملاينسيجدون "لا صوت يعلو فوق صوت الفساتين" وعن سخرية الجمهور حدث ولا حرج!
أبرز ما في حفل الافتتاح كان الاستعراض الخاص بتكريم أسطورة الكوميديا سمير غانم وواضح انه عمل تمبإتقانوكان يجبالاكتفتاءبه، دون إضافة فقرة غنائية استعراضية احتار الناس في تفسير ما حدث بها من عشوائيةوبداظهور الفنانمحمد رمضان على المسرح وطريقة الاحتفاء به وكأنه منقذ حفل الافتتاح! رغم انه على مستوى الموسيقى العالمية كان يقف بجواره من هو أهم "ريد وان" الذي تعاون مع أشهر مطربي العالم وكان يجب الترحيب به بباقة ورد أيضا!
اليوتيوبر والأنفلونسر يتفوقون على السينما!
