الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من قلبي سلام لـ«بيروت»

أعادت احداث الخميس الدامي  في لبنان التي راح ضحيتها 7 اشخاص وعشرات الجرحي  ذكرى سنوات الحرب الأهلية اثر اشتباكات مسلحة وتبادل اطلاق نار اندلعت  في نفس المنطقة التي انطلقت منها الحرب الأهلية عام 1975 الا انها هذة المرة أتت على وقع توتر سياسي مرير مرتبط بمسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. 
الطائفية واحدة من اعقد مشكلات لبنان والتي تسببت في صراع اهلي فيه علي مدار سنوات طويلة لا تغادر ذاكرة الشعب اللبناني وكان حصيلته الاف الضحايا وترجع الأزمة التي تسبب فيها التحقيق في انفجار مرفا بيروت إلى الاتهامات التي يوجهها المحقق العدلي طارق بيطار بحق سياسيين مقربين من حزب الله وحركة امل الشعيتين واللذان قامتا بالرد علي تلك الاتهامات بدعوة أنصارهم إلى تجمع حاشد أمام قصر العدل للمطالبة بتنحية القاضي طارق البيطار تحت ذريعة تسيس التحقيقات
ومواجهة كانت ذات بعيدين اولهما رسالة بعثت بها مليشات حزب الله الي الجميع بانهم وحدهم من يحكمون لبنان ومن يتوهم غير ذلك فيجب تذكيره بمن هم وادوات قهوتهم  ثانيا كان لابد من خطوة استباقية تطالب باقالة القاضي  خشية  ان يتم  توجيه اتهام لحزب الله بالادانة في تفجير المرفأ وتترسخ الصورة اكثر بانهم جماعة ارهابية وهو ما يعرقل سعيهم الحثيث للانفراد بالحكم في لبنان.
ومشهد لبناني ينذر بانفجار داخلي في ظل  التركيبة السياسية والطائفية والذي بدأت شرارته بالفعل  فلبنان المتنوع والمتعدد بين حزب له جناح عسكري تجاوزت قوته قوة الدولة مدعومة بحليفه الاقليمي والراعي الرسمي له يوظف فائض قوته وسلاحه الخارج عن سلطة الدولة  للاستئثار بالحكم وفرض قواعد لعبته ودولة ذات سيادة أصبحت في وضع مازوم لا تحسد عليه.
وحالة ضعف أصبحت مطية لصالح أجندة خارجية تستخدم احد مكونات المشهد اللبناني ضد بقية المكونات وشركاء الوطن بل ضد مصلحة لبنان وياتي هذا في الوقت الذي تئن فيه البلاد علي خلفية تردي الوضع الاقتصادي والتى نجمت عن انهيار نظامه المالى عام 2019وارتفاع نسب الفساد والبطالة.
هذا الانهيار الذي ألقى بنحو ثلاثة أرباع اللبنانيين إلى هاوية الفقر وأطاح باكثر من 80% من قيمة العملة اللبنانية كنتيجة لسوء الإدارة المالية وياتي انفجار مرفا بيروت ليزيد من وطاة الوضع الداخلي سوءا ويزيد المشهد اشتعالا.
حكومة نجيب ميقاتى التي لم يمر علي تسلم مهامها  سوي شهر واحد في اختبار صعب بعد تصاعد التوترات بشان تحقيقات مرفا بيروت التي تشغل اهتمام الراي العام الداخلي والخارجي فهل تصمد امام تهديدات حزب الله  وحزب امل بالتصعيد واللعب المحظور على وتر الطائفية والانفجار الداخلي ام تستجيب للتهديدات.        
تقويض  مساعي حكومة ميقاتي  واحراجها امام الشارع اللبناني ازمة  تضيف واحدا إلى الشكوك التي تساور الجميع  بشأن جدوى هذه الحكومة.  
لبنان امام مرحلة مفصلية وازمة سياسية جديدة تضاف لسلسلة ازماته زادت المشهد قاتمة وتعقيدا فبعد احداث الطيونة الدامية لم يعد السؤال المطروح كيفية العودة الي المسار الإصلاحي لانقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي بل اصبح التساؤل عن كيفية تجنب الانزلاق نحو حرب اهلية بدات رياحها تهب ويخشي من تداعياتها المواطن اللبناني.
تساؤلات وسيناريوهات كثيرة فرضتها الاحداث المتلاحقة فهل تخرج لبنان من غرفة الانعاش الي مرحلة التعافي ام اننا امام منحني خطير قد يتجازو حدود السيطرة في ظل شبكة التجاذبات الطائفية فهل تستطيع الدولة اللبنانية العبور من النفق المظلم ازمة كبيرة سيكون لها ما بعدها . نتمني ان تتجاوز لبنان تلك المرحلة الصعبة ويتحقق لها ولشعبها الامن والاستقرار.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط