الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطبقة الحاكمة ترتعش.. هل تنذر أحداث بيروت بعودة لبنان للحرب الأهلية؟

أرشيفية
أرشيفية

على وقع طلقات الأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جيه وصراخ النساء والأطفال المحاصرين داخل منازلهم وشوارع بيروت، أعادت أحداث حي الطيونة الدامية الواقع جنوبي العاصمة اللبنانية الأذهان في الشارع اللبناني إلى الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 وستمرت لمدة 15 عاما.

بيروت التي استيقظت يوم أمس على أصوات طلقات القناصة من فوق المبان السكنية، والأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جيه التي يحملها ملثمون يجوبون شوارعها، تحولت إلى جبهة قتال رئيسية، بعد أن انتشر العنف على طول "الخط الأخضر" الذي يقسم شرق بيروت المسيحي عن غربها ذي الأغلبية المسلمة منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990، بحسب مقال تحليلي نشرته شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.

 اشتباكات الطيونة في بيروت

وتقول الشبكة إن كل ما سبق كان كافيا لشعور اللبنانيين بـ "القشعريرة" في عمودهم الفقري، الذي ما زال يعاني من الصدمات، وكان آخرها انفجار مرفأ بيروت، فلا تزال جراح الحرب الأهلية التي يعاني منها لبنان تتفاقم، كما أن رؤية الدخان يتصاعد من البنايات نتيجة الاشتباكات المسلحة كان أكثر من أن يتحمله البشر العاديون.

وترى "سي.إن.إن" أن العنف الذي وقع أمس في بيروت، لم يكن بين مسيحيين ومسلمين، وأن الدوافع لم تكن طائفية، وإنما كانت التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل محور تلك الأحداث، إذ يُنظر إلى التحقيق الذي يعد أكبر تحد قانوني على الإطلاق للنخبة الحاكمة في لبنان، على أنه نقطة نقطة فارقة يمكن للبنان من خلاله البدء في محو ماضيه الملطخ بالدماء.

وتابعت "سي.إن.إن" في المقال التحليلي "لا المسلحين الملثمين الذين خرجوا خلال مظاهرة نظمها حزب الله ضد تحقيقات انفجار المرفأ ولا عناصر القناصة المجهولين الذين ظهروا كمدافعين عن التحقيق لديهم مصلحة خاصة في المضي قدما في لبنان أو العثور على إجابات عما حدث في 4 أغسطس عام 2020".

مرفأ بيروت بعد تعرضه للانفجار

وكان حزب الله وحركة أمل في لبنان، اتهما حزب القوات اللبنانية، الذي يعد أبرز حركة مسلحة مسيحية في لبنان، بالوقوف وراء عمليات القنص في بيروت أمس، لكن الجيش اللبناني رفض هذا الادعاء.

ورأت الشبكة الأمريكية، أن المشاركين في أحداث العنف أمس، حريصون على إبقاء الدولة المتوسطية الصغيرة ]لبنان[ عالقة في الماضي، بينما نصب حزب الله نفسه كأكبر خصم لقاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار.

واعتبرت "سي.إن.إن" أن رفض القضاء اللبناني المحاولات المتكررة لرفع يد بيطار عن التحقيق عبر تقديم طلبات لاستبداله دليلا على أن "الطبقة الحاكمة في لبنان بدأت ترتعش داخل أحذيتها"، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن نفس النخبة السياسية التي نجت من الحرب الأهلية بفضل قانون العفو الذي وضع نهاية الحرب.

واختتمت الشبكة الأمريكية، مقالها التحليلي بأن تداعيات التحقيق في انفجار بيروت يمكن أن تمتد لخارج لبنان والعالم العربي ككل، حيث تشتهر هذه المنطقة ]الشرق الأوسط[ بتقويض السلطة القضائية، حتى مع استمرار تزايد الرغبة لدى الشباب في تحقيق العدالة، وإذا تمكن قاضي التحقيقات في انفجار المرفأ من متابعة تحقيقه رغم الصعوبات، فقد يشكل سابقة للمنطقة بأكملها.

طارق بيطار

يٌذكر أن لبنان شهد يوم أمس، أحداث عنف غير مسبوقة، بعد أن سُمع دوي إطلاق نار خلال مظاهرة تابعة لحزب الله مناهضة لقرارات قاضي التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، ليتحول حي الطيونة جنوبي بيروت في غضون ساعات قليلة إلى ساحة حرب شوارع.

وجاءت الاحتجاجات التي نظمها حزب الله  بعد رفض محكمة التمييز في بيروت، الطلب الثاني بتنحية القاضي بيطار، وهو ما يعني استكمال التحقيقات بشكل طبيعي.

وتم تعليق التحقيقات في قضية انفجار المرفأ مؤقتا، يوم الثلاثاء الماضي، بعد تقدم وزير المالية السابق، علي حسن خليل، ووزير الزراعة السابق، غازي زعيتر، بطلب استبدال بيطار.