قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من آداب دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة ألا يتخطى المسلمُ رقابَ الناس، ويتجاوز صفوفهم، بل يصلي ركعتي تحية المسجد، ويجلس حيث انتهى به المقام، ويستمع الذكر، دون إيذاء لأحد أو مُزاحمة.
وأضاف مركز الأزهر عبر الفيسبوك: جاءَ رجلٌ يتخطَّى رقابَ النَّاسِ يومَ الجمعةِ، وسيدنا النَّبيُّ ﷺ يخطبُ، فقالَ لَهُ ﷺ: «اجلِسْ فقد آذيتَ». [أخرجه أبو داود]
ومن آداب دخول المساجد والجلوس فيها:
1-أن يبدأ عند دخوله المسجد بقدمه اليمنى، وعند خروج بقدمه اليسرى، ويدعو بالدعاء المأثور في ذلك.
فعن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله، عنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلْ:اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»، رواه مسلم.
عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَنَّهُ كان إذا دخل الْمَسْجِدَ قال: أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، قال: أَقَطْ قلت نعم قال: فإذا قال ذلك قال الشَّيْطَانُ حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ» رواه أبو داود.
2- أن يدخل المسجد وعليه السكينة والوقار، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: « بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ فَلَا تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا».
3- ألا يجلس حتى يصلي تحية المسجد، فعن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين" رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي قتادة قال: دخلت المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس بين ظهراني الناس، قال: فجلست فقال رسول الله " ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس" ، قال: فقلت: يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس؟ قال: " فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين.
4- أن يتخذ المصلي لوحده سترة بين يديه ، فعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: سمعت النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ» رواه البخاري ومسلم.
والمصلى إذا اتخذ سترة فلا يجوز لأحد أن يمر بين يديه، لما جاء في الحديث قَالَ أَبُو جُهَيْمٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ، خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ»، رواه البخاري ومسلم.
5- ألا يخرج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر، فعن أبي الشعثاء قال: كنا قعودا في المسجد مع أبي هريرة، فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: "أما هذا فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-" رواه مسلم.