الحجاب..الحجاب هو غطاء فرضه الله عز وجل على المرأة؟، وله شروط الحجاب يجب الالتزام بها كي يكون صحيح، ويجب معرفة أهمية الحجاب، ومتى تكلف البنت بالحجاب، وأيضاً لماذا نصلي بالحجاب.
آيات قرآنية عن الحجاب
ومن الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التى نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل النساء المسلمات، قول الله ﷻ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...} [المؤمنون: 31]، وقوله ﷻ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].
شروط الحجاب
كي يكون الحِجاب شرعيًّا لابُدّ من توافر بعض الشروط كي ترتدي المرأة الحجاب؛ بحيث تضعه على رأسها ثُمّ تلفّه حول عنقها وتغطي به صدرها ونحرها، وألا يكون الحِجاب رقيقًا يشفّ ويصف ما تحته من الشَّعر والنَّحر والعُنق والصَّدر وموضع الأقراط من الأُذن، وأنْ ترتدي المرأة الجلباب وهو من ضِمن الحِجاب، وهو أنْ ترتدي المرأة ثوبًا من رأسها حتى أخمص قدميّها -العباءة-؛ بحيث يوضع على الرأس فوق الحجاب وتتركه لينسدل على سائر جسدها وزينتها، ألا يكون الجلباب ملتصقًا بالجسد؛ فيبدي تفاصيل الجسد ومفاتنه، ألا يشتمل الحِجاب على زينةٍ في تفصيلته أو لونه أو إكسسواراته وزخارفه، اختيار الألوان التي لا تلفت النَّظر كالأسود والبنيّ، تجنب رشّ العِطر أو استخدام العود والبخور وأنواع الطِّيب المختلفة على الحِجاب عند الخروج من المنزل.
أهمية الحجاب
أمر الله سبحانه وتعالى المرأة بالحِجاب وفرضه عليها أمام الرِّجال الأجانب؛ فتُثاب من تلتزم بالأمر وتعاقب تاركته، وذلك من أجل تحقيق مصالح كبيرةً، منها: حفظ العِرض؛ فالحِجاب صيانةٌ شرعيّةٌ للأعراض من الاعتداء بسبب ظهور مفاتن المرأة وزينتها، وتطهير القلوب؛ فالحِجاب يمنع أسباب النَّظر بين الرِّجال والنِّساء، وذلك مدعاةٌ لطهارة القلوب وسلامة النُّفوس، وتحقيق مكارم الأخلاق للمرأة والرَّجل من الاحتشام والعِفّة وغضّ البصر والحياء والغيرة، وتحصين النَّفس من الوقوع في الزِّنا والانجرار وراء الشَّهوات؛ فالحجاب علامة المرأة العفيفة المحافظة على نفسها وعرضها ودينها.
متى تكلف البنت بالحجاب
متى تكلف البنت بالحجاب ، ورد أن الفقهاء حسموا الأمر واشترطوا أن الطفل لا يكون مكلفلًا إلا بعد البلوغ ويكون البلوغ للفتى بالاحتلام وللفتاة بظهور الحيض، فإن لم يظهر ذلك منهما فببلوغ خمس عشرة سنة قمرية لكليهما، وبناء عليه فإن البلوغ هو شرط التكليف، ولا يجب فرض الحجاب على هؤلاء الأطفال، إلا بظهور علامات البلوغ عليهن، ويمكن تربية الأطفال على مبادئ الإسلام من الصدق، والأمانة، وتحمل المسئولية، وغير ذلك، وحجاب المرأة المسلمة فرض على كل من بلغت سن التكليف، وهي السن التي ترى فيها الأنثى الحيض.
لماذا نصلي بالحجاب
لماذا نصلي بالحجاب ، ورد فيه أن ستر العورة من شروط صحة الصلاة، وإنما فرض الله على عباده أن يستروا عوراتهم في الصلاة رجالا كانوا أو نساء ليقفوا بين يديه سبحانه على أكمل الهيئات وأحسن الحالات، وقد أمر الله بأخذ الزينة للصلاة فقال: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف:31}، فالله سبحانه أحق من تزين له وأحق من يستحيا منه، وإذا كان الشخص -ذكرا أو أنثى- لو وقف بين يدي كبير من البشر أخذ زينته وحسن هيئته، فالله سبحانه أولى بذلك كله، قال الخطيب الشربيني رحمه الله: وَثَالِثُهَا سَتْرُ الْعَوْرَةِ عَنْ الْعُيُونِ، وَلَوْ كَانَ خَالِيًا فِي ظُلْمَةٍ عِنْدَ الْقُدْرَةِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ {الأعراف: 31}.
لماذا نصلي بالحجاب ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُرَادُ بِهِ الثِّيَابُ فِي الصَّلَاةِ، وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إلَّا بِخِمَارٍ ـ رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَقَالَ: إنَّهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَالْمُرَادُ بِالْحَائِضِ: الْبَالِغُ الَّتِي بَلَغَتْ سِنَّ الْحَيْضِ، لِأَنَّ الْحَائِضَ فِي زَمَنِ حَيْضِهَا لَا تَصِحُّ صَلَاتُهَا بِخِمَارٍ، وَلَا غَيْرِهِ، فَإِنْ قِيلَ: مَا الْحِكْمَةُ فِي السُّتْرَةِ فِي الصَّلَاةِ؟ أُجِيبَ بِأَنَّ مُرِيدَ التَّمَثُّلِ بَيْنَ يَدَيْ كَبِيرٍ يَتَجَمَّلُ بِالسَّتْرِ وَالتَّطْهِيرِ، وَالْمُصَلِّي يُرِيدُ التَّمَثُّلَ بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِ الْمُلُوكِ، فَالتَّجَمُّلُ لَهُ بِذَلِكَ أَوْلَى، وعلى أن المسلم وإن لم تظهر له الحكمة من أحكام الشرع وأوامره فإنه يمتثلها طاعة لله تعالى، وإذعانا لحكمه، وعلما منه بأنه سبحانه حكيم لا يشرع شيئا إلا لحكمة ومصلحة.