الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبطال أكتوبر فى ندوة "سقوط الفانتوم": لدينا سلاح جوي قوي

صدى البلد

شهد المركز الدولى للكتاب التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي ، ندوة لمناقشة كتاب "سقوط الفانتوم" من مذكرات اللواء طيار فكرى الجندي عن بطولات وأسرار الطيران المصري على جبهة الجولان في أكتوبر 1973، إعداد صلاح البيلى.

جاء ذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى نصر حرب أكتوبر المجيدة، وبمشاركة لواء طيار فكري الجندي، ولواء مخابرات حربية ناجي شهود، وأدار اللقاء الكاتب صلاح البيلى.

قال اللواء طيار  محمد فكرى الجندى أحد رموز سلاح الجو المصرى فى معركة أكتوبر المجيدة، انضممت للواء قوات قاذفة فى سوريا فى مارس 1973، وقد ذهبنا إلى سوريا بكامل عتادنا ولم نكن لدينا معلومات عن الحرب سوى أننا لو حدثت حرب سنعمل من سوريا.

وأضاف أننا لم نشعر بغربة فى سوريا وقد شعرت أننا فى مستوى حضارى متقارب لما نحن عليه فى مصر، وهذا الأمر ساهم فى إحداث نوع من الراحة الشديدة فى العمل هناك، ولكن كانت لدينا أزمة هناك فى اختلاف أنواع التدريب، حتى وصلنا لصيغة مشتركة فى التدريب أضفنا لهم من خلالها وأضافوا لنا.

وأشار إلى أن عملنا على مسرح العمليات  بهضبة الجولان كان يختلف كليا عما تدربنا عليه فى شمال سيناء، خاصة أن معظم تدريبنا كان فى شمال سيناء.

وفى يوم 2 أكتوبر فوجئنا بسرب جديد يأتى للانضمام لسربينا المتواجدين فى الجولان، وتكدس المطار فى الجولان بالطيران والذخيرة، وفى يوم 3 أكتوبر فوجئنا بطائرة مصرية أمريكية الصنع تحمل لنا قنابل، ثم جاءت طائرة ثانية للمشير أحمد اسماعيل القائد العام زائرا لدمش فى زيارة سرية التقى خلالها مع بعض القادة السوريين، وهنا شعرنا باقتراب الحرب.

وفى يوم 5 أكتوبر بعد أن انتهيت من تدريب الطيارين قلت لهم نصا، "ده هيكون آخر تدريب ويوم السبت 6 أكتوبر لو محاربناش يبقى ضعنا"، ويوم السبت صباحا كنا قد حصلنا على توقيت الساعة سين التى توافق الثانية ظهرا إلا خمس دقائق، وحصلت على تعليمات أننا سننطلق من لبنان وليس من سوريا.

وبالفعل قبل أو طلعة قلت للطيارين سنحارب وننتصر وهذا ما حدث، وقد تعلمت من الحرب أن الشجاع سيظل شجاعا، فالشجاعة مثل الموهبة، ومعظم من كانوا قلبهم ميت لم يموتوا فى الحرب.

وأوضح أن الطيران الإسرائيلى لم يقم بأي عمل فى يوم 6 أكتوبر، ولكن فى 7 أكتوبر فوجئنا بطلعات وهجوم من العدو الاسرائيلي شديد ولكن للأمانة الدفاع الجوى السورى قام بعمل بطولى وتمكن من إسقاط بعض طائرات العدو.

ولكن للأسف بعدها حدثت خسائر كبيرة لدى الجانب السورى فى الطائرات والدبابات، حتى قمت بسربى بطلعة فى سماء دمشق تنفيذا لتوجيهات القيادة ونحن معنا طائرات ميج 17 وهى طائرات قديمة نسبيا، وفوجئنا بمقاتلات الفانتوم الرهيبة تواجهنا فى سماء دمشق وهى طائرات للعدو.

وكانت المفاجئة أنه رغم أن طائرتنا غير مجهزة بشكل كبير للقتال مقارنة بالفانتوم إلا أننا اشتبكنا بقوة وتمكننا من إسقاط طائرات الفانتوم، وكان هذا له علاقة كبيرة باهتمامنا بالتدريب، والدرس المستفيد هنا أن التدريب أهم شىء.

واختتم حديثه بأننا حاليا أصبح لدينا سلاح طيران قوى جدا بعد اهتمام الجيش بتنويع السلاح ومقاتلات القوات الجوية، وتسليحنا فى نطاق الدفاع الجوى يوازى إمكانات العدو الإسرائيلي.

فيما قال لواء مخابرات حربية ناجى شهود، أحد رموز حرب أكتوبر المجيدة، إن نصر أكتوبر قبل أن نتحدث عنه يجب أن نتحدث أولا عن حرب 1967، فقد جاءت إسرائيل إلى سيناء التى كانت تمثل فى ذلك الوقت ٣ أضعاف مساحة إسرائيل، فقد كانت إسرائيل تسعى أن تأتى إلى سيناء بلا عودة.

وأضاف أن مصر استفادت بشكل كبير من كل أخطائها التى وقعت بها فى 1967، لتداركها فى حرب 1973، فقد كانت مصر تعانى من ضعف التسليح، وعدم رغبة الدول الكبرى فى منحنا السلاح الذى نحتاجه، ومن هنا بدأ الاهتمام بتجهيز المقاتل المصرى ورفع الظلم عن كاهله وتجهيز الداخل المصرى بشكل كبير وراهنت القيادة على الإنسان المصرى وهو ما شكل الفارق بشكل كبير فى انتصار أكتوبر.

ولفت إلى أن جيل أكتوبر لم يكن القوات المسلحة فقط ، ولكنه كان الشعب المصرى كله، فقد كانت القوات المسلحة هى أذرع لتنفيذ أوامر الشعب المصرى، وكان هنا أهم شىء تم الرهان عليه بعد الإنسان المصرى هو التدريب والتخطيط الجيد أمام كل العالم..

وهذا كان سببا فى ترحيل الخبراء السوفيت الذين كانوا عاله على الجيش المصرى، فقد كان السوفييت لا يمنحنونا السلاح الذى نريده.

يذكر أن كتاب "سقوط الفانتوم" يتحدث عن بطولات سرب الطيران المصري على جبهة الجولان السورية في ملحمة العبور العظيم سنة 1973، يوم نجح المصريون في قطع ذراع إسرائيل الطولى وتحطيم وهم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.