شفاعة أدوات الرسول..تحتفي الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 2021م /1443 هـ، حيث يبحث الكثير من أمة المصطفى عن شفاعة أدوات الرسول كأمر فضل الله تبارك وتعالى واختص به النبي الأمين من بين سائر ولد آدم عليه السلام.
شفاعة أدوات الرسول..وردت في شأن الشفاعة أحاديث وآيات عديدة منها، قول الله تبارك وتعالى:" ولسوف يعطيك ربك فترصى"،وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "أنا أوَّلُ شَفِيعٍ في الجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيًّا ما يُصَدِّقُهُ مِن أُمَّتِهِ إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ".
شفاعة أدوات الرسول.."نعله صلى الله عليه وسلم" أكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن شفاعة أدوات الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة بالقرآن والسنة، موضحاً أنه حينما يلقى رسول الله سيطلب منه أن يتصدق عليه ببردته الشريفة.
وقال الجندي: "كان في الزمن القريب يحكمنا في الحواديت أن الملك حين يرسل مرسال يقول: خد خاتمي هذا لتبلغ الملك أنها مني كعلامة، وسيدنا النبي كان كده، أدواته لها شفاعة".
ولفت الجندي إلى أنسيدنا الحسن البصري كان في حالة تجلي كان يصف قميص النبي وفي نعله كان يقول كان نعل نعلوا بذكره، فسئل يا إمام كيف نعلوا بذكر نعله، فقال أمر موسى بخلع نعله ولم يؤمر الحبيب في ليلة الإسراء والمعراج،
وشدد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على إيماننا بعصمة الأنبياء والتبرأ إلى الله ممن ينتقص من حقهم وممن ينزلهم عن قدرهم، مشدداً على إيماننا بأن الأنبياء منزهون عن الذنب والمعصية والخطيئة، وإيمانه بأن الخطأ البشري والنسيان قد يرد على الأنبياء.
شفاعة أدوات الرسول.."قميصه صلى الله عليه وسلم" أكد الداعية الإسلامي رمضان عبد المعز، على أن متعلقات النبي محمد صلى الله عليه وسلم بها من البركات والتبريكات ما شهد به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، مستشهداً بما حدث مع أم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال عبد المعز: لما ماتت أم سيدنا علي بن أبي طالب بكى النبي وقال كفنوها في قميصي، وذهب بها للبيقع ونزل في قبرها ولما سؤل عن فعله فقال أم القميص فلكي تكسى من حلل الجنة، وأما اضجاعي في قبرها فكي يكون روضة من رياض الجنة".
شفاعة أدوات الرسول.. "شعره صلى الله عليه وسلم"قال الداعية الإسلامي هاني تمام الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن شعر النبي صلى الله عليه وسلمك له فضائل عظيمة والصحابة كانوا يتبركون به، ومنهم خالد بن الوليد ما دخلت غزوة من الغزوات إلا ونصرني الله تعالى ببركة شعر النبي.
ولفت "تمام" ، إلى أن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يحتضر طلب من خادمه وضع خصلة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم تحت لسانه، يقول الخادم: فمات وهي تحت لسانه، الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة كان عنده 3 شعرات فلم شعر بوفاته طلب أن توضع شعرة على عينه اليمنى وأخرى على اليسرى، وشعرة على فمه وكفن ودفن بها رضي الله عنه"، مشدداً في حجة الوداع كان الصحابة يتسابقون في أخذ شعيرات النبي صلى الله عليه وسلم.
شفاعة أدوات الرسول.. "خاتمه وبردته صلى الله عليه وسلم"جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن ابن عمر "رضي الله عنهما" أنه قال: (اتخذ رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خاتمًا من ورق فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع منه في بئر أريس، نقشه - محمد رسول الله).
كما ورد في شأن البردة والقضيب قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفًا عن سلف، وكان الخليفة يلبسها يوم العيد على كتفيه، ويأخذ القضيب المنسوب إليه صلوات الله وسلامه عليه في إحدى يديه، فيخرج وعليه من السكينة والوقار ما يصدع به القلوب، ويبهر به الأبصار".
شفاعة أدوات الرسول
أكدت دار الإفتاء المصريةجواز التبرك بآثار النبي "صلى الله عليه وسلم" في حياته وبعد وفاته، سواء بالتقبيل أو باللمس ونحوه، مؤكدة في الوقت نفسه جواز التوسل بالنبي، حيث بينت أن التَّوَسُّل: تَفَعُّلٌ من الوسيلة، والوسيلة في الأصل: ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشيء ويُتَقَرَّبُ به، كما قال العلامة ابن الأثير في "النهاية" (5/ 185، ط. المكتبة العلمية).
ولفتت إلى أن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا العبادات وفتح باب القربة إليه، ليتقرب المسلم إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، والقرآن كله يأمرنا بالوسيلة إلى الله، أي بالتقرب إليه سبحانه، مضيفة أنه قد أجمع المسلمون أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم هو الوسيلة العظمى، واتفقت الأمة على التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم من غير خلاف من أحد يُعتَدُّ به.
واستشهدت ببعض النصوص والأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة بمشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ذلك حاصل قبل مولده، وفي حياته الدنيوية، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ذلك اتفقت المذاهب الأربعة:
فمن الكتاب:
- قوله تعالى يخبر عن حال أهل الكتاب قبل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: 89].
أخرج الإمام الطبري في "جامع البيان" عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يقول: "يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم على مشركي العرب -يعني بذلك أهل الكتاب- فلما بعث الله محمدًا صلى الله وآله عليه وسلم ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه".
- وقوله تعالى: ﴿ولو أَنَّهم إذ ظَلَمُوا أَنفُسَهم جاءوكَ فاستَغفَرُوا اللهَ واستَغفَرَ لهم الرسولُ لوَجَدُوا اللهَ تَوّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64].
فبينت أن الصحابة قد فهموا من هذه الآية العموم؛ فروى ابن جرير وابن المنذر في "التفسير"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، والبيهقي في "الشعب" عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إنّ في النساء لخمسَ آياتٍ ما يَسُرُّني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمتُ أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها.. فذكر منها قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾. قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 12، ط. مكتبة القدسي): [رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح] اهـ.
كما فهم سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه العمومَ من الآية؛ حيث حَدَّث بذلك التابعين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وشددت ورد ما يدل صراحةً على أن هذه الآية عامة لكل المسلمين وجميع الأمة:
فقد رواها معاوية بن قرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ: "خَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا" أخرجها الكلاباذي في "بحر الفوائد"، واللالكائي في "شرح السنة"، والتيمي في "الحجة".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت" أخرجه ابن جرير والثعلبي في "التفسير"، والبيهقي" في "شعب الإيمان".
وأما الأدلة من السنة النبوية المطهرة، فأوضحت الإفتاء أنه قد جاء في حديث الأعمى الذي علَّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه جمع من الحفاظ، وفي بعض رواياته أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «وَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْل ذَلِكَ»، وعند الطبراني وغيره أنَّ راوي الحديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه علَّم هذا الدعاء لمن طلب منه التوسط له في حاجة عند عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته، وفي ذلك طلب صريح للمدد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.