شهد محيط قصر العدل في بيروت بـ لبنان، توترا كبير، اليوم، حيث تجمع أنصار حزب الله اللبناني، وحركة أمل، للاعتصام ضد القاضي طارق البيطار، قاضي تحقيق انفجار مرفأ بيروت، وشهد التجمع إطلاق نار كثيف من المتواجدين، قتل على إثره 6 أشخاص وأصيب 16 آخرين، في انفجارات في منطقة الطيونة قرب قصر العدل.
الجيش اللبناني يحذر
وجاءت تلك التجمعات بعد رفض محكمة التمييز المدنية في لبنان، طلب "كف يد"، المحقق العدلي في القضية رغم الضغوط التي يمارسها حزب الله، ومن ناحية أخرى حذر الجيش اللبناني منفذي أعمال العنف من أن وحداته المنتشرة في منطقة الطيونة ستطلق النار باتجاه أي مسلح على الطرقات باتجاه من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر مطالبا المدنيين بإخلاء الشوارع.
أسباب الأزمة اللبنانية
وسعى حزب الله من قبل مرات عديدة، لإبعاد القاضي طارق البيطار عن تحقيقات قضية مرفأ بيروت، سعيا لإطالة أمد التقاضي، ووجه تهديدات علنية مستخدما الترهيب من أتباع وحلفائه في حركة أمل، لكف يد البيطار عن التحقيقات، وهي مساعي اعتبرها اللبنانيون محاولة اغتيال العدالة والقضاء في لبنان.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن الاشتباكات وإطلاق النار الذي وقع في بيروت كان متوقع، بعد تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لـ حزب الله، موضحا أنه لا يريد استمرار البيطار في التحقيقات.
كسر للحكومة اللبنانية
وأوضح نعمة خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الموافقة على مطالبة الأمين العام لـ حزب الله باستبعاد القاضي طار البيطار، هو كسر للحكومة اللبنانية، لكن التصريحات المضادة لسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، في كلمته أمس، عقب انتهاء اجتماع تكتل الجمهورية القوي بشأن عدم الإذعان لترهيب حزب الله ووقف التحقيقات بملف انفجار مرفأ بيروت، لأن هذا فيه خضوع، وعلى الحكومة الاستقالة فورا بدءا من رئيس الجمهورية، مرورا برئيس الحكومة ووصولا إلى الوزراء.
الأزمة في اتجاه متصاعد
وأكد المحلل السياسي اللبناني أن الأزمة مستمرة وفي اتجاه متصاعد، إذا لم يتم حسم الأمور والتحاور بين الأطراف خلال 72 ساعة القادمة، خاصة في ظل تهديدات جميع الأطراف بالنزول إلى الشوارع، وفي النهاية كل الأطراف يلعبون في معارك خاسرة، والخاسر الأكبر هو الشعب اللبناني.
موقف حزب الله من الأزمة
يقود وزراء حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، وحليفته حركة أمل، الموقف الرافض لعمل بيطار، ويتهمونه بـ"الاستنسابية والتسييس"، فيما يخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان، الذي نُحي في فبراير بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.
نزول الجيش اللبناني الشارع
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أكد أن الجيش يواصل تصديه للاشتباكات في منطقة الطيونة في بيروت، لافتا إلى أنه مستمر في إجراءاته الميدانية لضبط الوضع في العاصمة.
وقال ميقاتي في كلمته اليوم: "الجيش حامي الوطن ليس شعارا نردده في المناسبات الوطنية، بل هو فعل إيمان يترجمه الجيش كل يوم بتضحيات جنوده وشجاعتهم وحكمة قيادتهم، وهذا ما تجلّى اليوم في التصدي للأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة الطيونة".
وأضاف أن الجيش ماض في إجراءاته الميدانية لمعالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن وإزالة كل المظاهر المخلة بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث وإحالتهم على القضاء المختص".