الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التنورة من التكايا إلى كافة الاحتفالات.. هل غيرت مودك يوما.. نوستالجيا

التنورة من التكايا
التنورة من التكايا إلى كافة الاحتفالات

بدأت بالاقتصار على التكايا في حلقات الذكر حيث يغمض الجميع أعينهم سباحين في فضاء الخالق - عز وجل- وتاركين ساقيهم للرياح تأخذهم من ناحية لأخرى في شكل دائري جميل لا يمكن أن تفلت عينك عنه يقوم به راقص متزن بروحانية عالية تدفعك إلى استشعار عظمة كل ما خلق الله في كونه من حولك كما تنتهي في وقت بسيط تود لو يطول من شدة تأثيرها الإيجابي عليك. 

 

تأثرت الرقصة الروحانية بالتطور الزمني على مر العصور واختلاف البلدان، فكانت منذ نشأتها تقتصر على الرجال لكن مع الوقت التحقت بها عدد من الشابات والأطفال من الجنسين متقنين الرقص بها دون كلل أو ملل لساعات متواصلة سواء في احتفالات دينية كالمولد النبوي الشريف ورأس السن الهجرية أو افتتاحات لأماكن عامة والمطاعم والنوادي وما إلى غير ذلك، مما غير من المقابل المادي، حتى أصبحت مصدر دخل لكثيرين بعدما كانت تقتصر على الهاويين. 

أطلق على راقص التنورة «لفيف» و هو من يرتدي تنورتين أو ثلاثة، يصل وزن الواحدة منها 8 كيلوجرام، ويبلغ قطرها 7 أمتار، وعرضها حوالي متر، كما يرتدي حزاما على نصفه الأعلي يسمى «السبته» وهو ما يجعله قادرا على شد ظهره وهو يدور حاملا كل هذا الحمل، وفي ذات الوقت  يتسع الجلباب من الأسفل ليعطي الشكل الدائري.

الأبيض كان يغلب على لون زي راقص التنورة الذي كان يتكون من  جلباب وصديري، ثم جيب يتدلي من الوسط إلى أسفل، و طربوشا على الرأس، فلم يكن هناك تعدد كبير في طبقاتها لكن مع الوقت بدأ كل عاشق لرقص التنورة خاصة في مصر في وضع إضافات على الزي الرسمي لها رغبة منهم في زيادة لفت الانتباه والتركير، كزيادة اعداد طبقات زي التنورة، وإدخال الألوان المبهجة عليها، وإضافة إضاءة أسلاك كهربائية للزي أيضًا. 

كانت التنورة تعمد في نشأتها على إيقاعات الذكر والمديح والمواويل الشعبية، والتي ابتكرها جلال الدين الرومي ليحيي بها ليالي الذكر في تكية أنشأها لاستقبال الفقراء وعابري السبيل والدراويش  حيث كان يبدأ الحلقات مع دراويشه بترديد لفظ الجلالة لينحنوا بعدها برؤوسهم وأجسادهم ويخطون في اتجاه اليمين، فتلف الحلقة كلها بسرعة، ثم يتجه أحدهم إلى وسط الحلقة ،ويلف حول نفسه بسرعة وهو فارد ذراعيه، فتنتشر تنورته على شكل مظلة أو شمسية، ثم ينحني أمام شيخه الذي يجلس داخل الحلقة، ويعود للذكر مع باقي الدراويش.

وعندما انتشرت التنورة في مصر أخذت طابعاً استعراضياً مميزياً فأدخل فيها الآلات الشعبية كالربابة والمزمار والدفوف، أما الفانوس فيعتبر الأصعب في هذه الاستعراضات، ولا يقوم بها إلا الراقص الذي يتميز بمهارة حركية كبيرة، وتركيز أكبر، فعلي الراقص أن يتجاهل جمهوره ويشغل كل تركيزه على الفانوس حتى لا يسقط من يده. 

ومع بداية التسعينات أدخل عليها الزخرفة والخطوط الهندسية، أما في عام 2000 خرجت التنورة من قماش الخيام الخشن، فوق الجلباب، وزخرفه بأشكال إسلامية، وهو شغل يدوي يُصنع في حي الحسين والغورية، وفي عام 2006 بدأ يدخل التطريز بالكمبيوتر على الزي، وأخيرا أضيفت الإضاءة إلي التنورة، فتحولت إلي أشهر الفنون التراثية الشعبية التي تشتهر بها مصر والتي تجذب العديد من الجماهير بمختلف طبقاتها وأعمارها وتحظى بإهتمام السائحين الذين يقبلون بشكل كبير على حفلاتها منبهرين بجمالها.