الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشيخ سعد الفقي يكتب: نبي الرحمة

صدى البلد

 

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت لعموم البشر فقد كان رحمة للعالمين للعدو والحبيب للبشر والحجر رحمة للحيوان والنبات قبل صدور المواثيق الدولية والعهود من جميع المنظمات كان محمد الرحمة المهداة للعالمين( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الرحمة بأصحابه ( محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم ) الرحمة بالعدو فقد كان يأمر أصحابه وقت الحرب ألا يروعوا طفلاً ولا سيدة ولايقلعوا شجراً بل هو من شدد علي رعاية الأسير وإكرامه وحسن معاملته وجاءت آيات القرآن الكريم لترسم العلاقة التي يجب 
ترسيخها لمعاملة الأسير ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكيناً ويتيما وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله ) فقد ساوي القرآن في آياته بين إطعام المسكين واليتيم والأسير بميزان العدالة ليس هناك أرقي من هذا القانون السماوي الذي سبق كل التشريعات الوضعية .الرحمة بالحيوان فقد دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار فوجد فيه جملا يبكي وسأل نبي الرحمة لمن هذا الحائط قالوا لفلان من الأنصار فعاتبه صلي  الله عليه وسلم وقال إنه يشكوك أنك تجيعه وتحمل عليه فوق طاقته.

الرحمة بالنبات وكانت توجيهاته في وقت الحرب بالمحافظة علي البيئة وحذر من هؤلاء الهمج الذين يعيثون في الأرض فساداً عندما يهلكون الحرث والنسل .الرحمة بالكبير والصغير فقد كان صلي الله عليه وسلم يحنو علي الصغير ويربت علي كتف الكبير ويشمله بالرعاية والعناية وكان يقبل الحسن والحسين حتي قال له أحد الصحابه إن لي عشرة من الأبناء ماقبلت منهم أحداً فقال له المعصوم صلي الله عليه وسلم ( من لا يرحم لا يرحم ) الرحمة بالخدم يقول أنس بن مالك رضي الله تعالي عنه خدمت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين ماقال لي أف قط .الرحمة سلوك نبيل وقد دخلت امرأه النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض .وغفر الله عز وجل لامرأه من بني إسرائيل كانت غانية لأنها سقت كلبًا . الرحمة بالوالدين ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) يالها من توجيهات سبقت كل التشريعات في رسم خريطة للوئام ومد جسور الود بين الناس جميعا مهما اختلفت العقائد والألوان والأجناس .نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ضرب لنا المثل والقدوة في التواضع فقد كان يخدم نَفسه، ويحلب شاتَه، ويغسل ثوبه، ويرقّع بردته، ويأكل مع الخادِم، ويعود المريض، ويعين أهل بيته، ويحمل مع خادمه أغراض السّوق. لم يكن يجلس في مكان متميز وسط أصحابه؛ حتى أنّ القادم لَيتساءل: أيكم محمد؟ فكان يوصي بالشّجر ألا يُقطع، وبالنّساء والصّبيان وأصحاب الحاجة، كان يقضي حاجة الأرملة والمسكين والعبد، ويحمِل الضّعيف على دابته، ويلاطف الصّغار بكلمة وبسمة ولمسة حانية.‏هو العظيم الذي يرفض التّعظيم... يقول لأصحابه: "لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم يُعظّمون ملوكهم"... وإذا سار في جماعة سار خلفهم كي لا يتأخر عنه أحد!  لم يعتريه الكِبر... ولم يتعاظم على أحد... ولم يَقبل أن يُفضّله أحد على الأنبياء.