أبدى صندوق النقد الدولي توقعات متشائمة بشأن نمو الاقتصاد العالمي، فخفض توقعاته لنسبة نموه إلى 5.9% خلال عام 2021، أي بانخفاض قدره 0.1% مقارنة بتوقعاته السابقة في شهر يوليو، ما يعكس انخفاضا في أداء اقتصادات الدول المتقدمة بسبب أزمات إمدادات الطاقة، فضلا عن تداعيات جائحة كورونا.
وتوقع أحدث تقرير لآفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي أمس الثلاثاء انخفاض نمو الاقتصاد العالمي في عام 2022 إلى 4.9٪، وانخفاضه مجددًا في عام 2026 إلى 3.3٪.
وعزا التقرير انخفاض النمو الاقتصادي العالمي إلى عدة عوامل منها الانتشار السريع لمتحور دلتا، وخطر ظهور متحورات جديدة، إضافة إلى عدم التوزيع العادل للقاحات حول العالم وتباين ذلك بين الدول المتقدمة والدول الناشئة.
ويمكن القول إن صندوق النقد الدولي كان يردد صدى وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش سيطرة الدول الغنية على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بأنه أمر "لا أخلاقي" و"غبي"، مؤكدا أن ذلك يفتح الطريق لظهور متحورات قد تكون خطيرة.
وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي مشترك مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الخميس الماضي، إن عدم المساواة في الحصول على اللقاحات "هو أفضل حليف لوباء كوفيد-19".
وأضاف أن ذلك يسمح للنسخ المتحورة بالتطور بحرية مما يؤدي إلى وفاة ملايين آخرين وإطالة أمد الانكماش الاقتصادي"، مؤكدا أن "عدم تأمين توزيع عادل للقاحات ليس فقط مسألة لا أخلاقية، بل تنم عن غباء أيضا".
و نسلط الضوء على لمحة من بيانات توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا عالميًا وفقًا لآخر تحديث لإحصاء وكالة رويترز.
أعلى 10 دول من حيث نسبة السكان المطعمين باللقاحات إلى إجمالي عدد السكان:
تتصدر الإمارات دول العالم من حيث نسبة السكان الذين تلقوا اللقاحات إلى إجمالي عدد السكان، حيث قدمت 20,479,211 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 96% من عدد السكان.
في المركز الثاني البرتغال، قدمت 16,104,710 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 87% من عدد السكان.
في المركز الثالث كوبا، قدمت 22,982,472 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 84% من عدد السكان.
في المركز الرابع تشيلي، قدمت 33,399,434 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 84% من عدد السكان.
في المركز الخامس سنغافورة، قدمت 9,706,124 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 82% من عدد السكان.
في المركز السادس كمبوديا، قدمت 25,162,526 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 81% من عدد السكان.
في المركز السابع إسبانيا، قدمت 70,822,813 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 80% من عدد السكان.
في المركز الثامن كندا، قدمت 57,220,781 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 78% من عدد السكان.
في المركز التاسع كوريا الجنوبية، قدمت 69,872,766 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 77% من عدد السكان.
في المركز العاشر ماليزيا، قدمت 46,044,734 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 76% من عدد السكان.
أما أقل 10 دول تطعيما للسكان فترتيبها تنازليًا كالتالي من الأكثر إلى الأقل:
الصومال، قدم 542,501 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
بنين، قدمت 247,674 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
ليبيريا، قدمت 93,617 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
مالي، قدمت 413,563 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
السودان، قدم 1,499,982 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
الكاميرون، قدمت 476,512 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
بوركينا فاسو، قدمت 297,231 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
اليمن، قدم 356,173 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 1% من عدد السكان.
هايتي، قدمت 88,133 جرعة لقاح بنسبة تطعيم أقل من 1% من عدد السكان.
الكونغو الديمقراطية، قدمت 140,254 جرعة لقاح بنسبة تطعيم أقل من 1% من عدد السكان.
وتحتل مصر المركز 74 من حيث نسبة المطعمين إلى إجمالي عدد السكان، حيث قدمت 20,154,366 جرعة لقاح بنسبة تطعيم 13% من عدد السكان
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم، 283.26 مليون نسمة، ووصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الوباء إلى 5 ملايين و64007 حالات، أوصت لجنة خبراء من منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعة إضافية من اللقاح المضاد للفيروس للأشخاص الذين «يعانون من نقص معتدل أو شديد في المناعة» من كل اللقاحات المصرح بها من قبل هذه الهيئة الأممية.
وأوصى الخبراء بأن يتلقى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاماً والذين تطعموا بلقاحَي سينوفاك وسينوفارم الصينيين، جرعة ثالثة من اللقاح المضاد ل«كوفيد-19». ويستخدم اللقاحان في 70 و37 دولة ومنطقة على التوالي، بينها دول عدة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا.
وقالت الطبيبة كايت أوبراين مديرة دائرة التلقيح في المنظمة، إن «التوصية التي نصدرها الآن هي إعطاء الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة جرعة إضافية» لرفع استجابتهم المناعية إلى مستوى الحماية المطلوب لمنع إصابتهم بأشكال حادة من المرض تتطلب دخول المستشفى، أو تتسبب بالوفاة.
ومن المتفق عليه أن العودة إلى عالم خالٍ من فيروس كورونا لن يتحقق، إلا بإعطاء الجميع فرصًا متساوية في الحصول على اللقاحات.
والتوزيع غير المنصف للقاحات لا يجعل الملايين من الناس عرضة للفيروس القاتل فحسب، بل يسمح أيضًا بظهور المزيد من التحورات الفتاكة، وانتشارها في جميع أنحاء العالم.
وتختلف إستراتيجية توزيع اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" من بلد إلى آخر، إذ فضل البعض تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن، بينما حاول البعض الآخر إعطاء الأولوية لتلقيح مجموعات ضعيفة معينة.