الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى حصول نجيب محفوظ على نوبل.. لماذا لم يسافر صاحب أولاد حارتنا لتسلم الجائزة؟

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

33 عامًا مرت على حصول الكاتب الكبير نجيب محفوظ، على جائزة نوبل، والتي تحل اليوم ذكراها، حين أعلنت الأكاديمية السويدية فوزه بجائزة نوبل فى الأدب.

وعللت الأكاديمية حينها منح "محفوظ"، حيث إنه واظب محفوظ على الكتابة طيلة خمسين سنة، وهو فى سن السابعة والسبعين ما زال ناشطاً لا يعرف التعب، إن إنجاز محفوظ العظيم والحاسم يكمن فى إبداعه فى مضمار الروايات والقصص القصيرة، ما أنتجه عنى ازدهاراً قوياً للرواية كاختصاص أدبى، كما أسهم فى تطور اللغة الأدبية فى الأوساط الثقافية على امتداد العالم الناطق بالعربية بيد أن مدى إنجازه أوسع بكثير، ذلك أنه أعماله تخاطبنا جميعاً.

وحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل عندما كان في السادسة والسبعين من عمره، وكان يتعين عليه السفر للسويد لتسلم الجائزة في العاشر من ديسمبر من ذلك العام لكنه لم يسافر، ورفض السفر للحصول على الجائزة وقضى ليلته حينها بين أصدقائه، وشاهد الحفل في التلفاز كباقى المشاهدين، وأرسل الكاتب الصحفي محمد سلماوي رفقة ابنتيه لتسلم الجائزة وإلقاء كلمة نيابة عنه.

وكشفت من قبل أم كلثوم، ابنة نجيب محفوظ، في تصريحات صحفية لها عن سبب عدم سفر أبيها، قائلة إنه لم يكن محبًا للسفر، وأرسلها مع أختها فاطمة لاستلام الجائزة، مضيفة:" لم يغير شيئا فى جدوله اليومى وذهب للقاء الحرافيش وأصدقائه".

وألقى الكاتب محمد سلماوى، كلمة محفوظ نيابة عنه، أعرب فيها عن تقديره وتقديمه الشكر إلى الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل التابعة لها على التفاتها الكريم لاجتهاده المثابر الطويل.

ولفت في الكلمة إلى أن  مندوب جريدة أجنبية فى القاهرة أخبره بأن لحظة إعلان اسمه مقرونا بالجائزة سادها الصمت، وتساءل كثيرون عمن يكون، متابعًا: "فاسمحوا لى أن أقدم لكم نفسى بالموضوعية التى تتيحها الطبيعة البشرية.. أنا ابن حضارتين تزوجتا فى عصر من عصور التاريخ زواجا موفقًا، أولهما عمرها سبعة آلاف سنة، وهى الحضارة الفرعونية، وثانيهما عمرها ألف وأربعمائة سنة، وهى الحضارة الإسلامية، ولعلى لست فى حاجة إلى التعريف بأى من الحضارتين لأحد منكم، وأنتم من أهل الصفوة والعلم، ولكن لا بأس من التذكير ونحن فى مقام النجوى والتعارف".

وعن الحضارة الفرعونية لن أتحدث عن الغزوات وبناء الإمبراطوريات، فقد أصبح ذلك من المفاخر البالية التى لا ترتاح لذكرها الضمائر الحديثة والحمد لله، ولن أتحدث عن اهتدائها لأول مرة إلى الله سبحانه وتعالى، وكشفها عن فجر الضمير البشرى، فلذلك مجال طويل، فضلاً عن أنه لا يوجد بينكم من لم يلم بسيرة الملك النبى إخناتون، بل لن أتحدث عن إنجازاتها فى الفن والأدب ومعجزاتها الشهيرة الأهرام وأبو الهول والكرنك، فمن لم يسعده الحظ بمشاهدة تلك الآثار فقد قرأ عنها وتأمل صورها.. دعونى أقدمها - الحضارة الفرعونية - بما يشبه القصة ما دامت الظروف الخاصة بى قضت بأن أكون قصاصا، فتفضلوا بسماع هذه الواقعة التاريخية المسجلة.. تقول أوراق البردى إن أحد الفراعنة قد نما إليه أن علاقة آثمة نشأت بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية.