الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة.. أزمة اتحاد الكتاب من من حسن صبري بالزمالك إلى ساحات المحاكم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على مدار السنوات الماضية مر اتحاد كتاب مصر الكائن في شاعر حسن صبري بالزمالك، بالعديد من الأزمات التي أضاعت مكانته بين الأدباء، والكيانات الثقافية الأخرى، خاصة بعدما وصل الكيان الذي تولى رئاسته في فترة زمنية كل من الكاتب الكبير توفيق الحكيم، والأديب يوسف السباعي،  والأديب ثروت أباظة، والكاتب محمد سلماوي، إلى ساحة المحاكم، والقضاء بسبب صراعات داخلية بين مجلس إدارته والجمعية العمومية، حيث إن مجلس إدارة الاتحاد المكون من 30 عضوا انتهت المدة القانونية لبعضهم، وكان من المفترض أن تجرى انتخابات تجديد نصفي لهم، إلا أن مماطلتهم في تحديد موعد للانتخابات منذ 2019 حتى الآن جعلت بعض أعضاء الجمعية العمومية يلجأون إلى القضاء للبت في الأمر.

 

نقل اتحاد الكتاب من الزمالك إلى ساحة المحاكم 

وبناءً على ما سبق، تقدم الكاتب محمد العوني، عضو الجمعية العمومية لاتحاد كتاب مصر، بدعوة قضائية إلى مجلس الدولة، يتهم فيها الشاعر علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد الكتاب، والمنتهية مدته القانونية في المنصب، بعدم إجراء الانتخابات، والمماطلة في تحديد موعد لها، وقضت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار فتحي توفيق، في أغسطس الماضي، بإلزام اللجنة المؤقتة لإدارة نقابة اتحاد كتاب مصر بإجراء انتخابات أعضاء لمجلس إدارة الاتحاد وتشكيل لجنة لإجراء الانتخابات.

 

القضاء ينصف الجمعية العمومية على المنتهية ولايته في إدارة الاتحاد

صدر الحكم في الدعوى رقم 36851 لسنة 74 ق، المقامة من محمد حامد سالم المحامي، وكيلا عن الكاتب محمد العون، والتي يطالب فيها بتشكيل لجنة لإدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، لحين إجراء انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الإدارة، بسبب انتهاء مدة إدارة النقابة الحالي برئاسة علاء عبدالهادي، وامتناعه عن إجراء الانتخابات.

اختصمت الدعوى، وزيرة الثقافة بصفتها، ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد الكُتاب بصفته، ورئيس اللجنة القضائية المختصة بالإشراف على إجراء انتخابات التجديد النصفي لمجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد الكُتاب بصفته.

وقال حامد في دعواه إن مرور أكثر من سنة على انتهاء ولاية مجلس الإدارة برئاسة علاء عبد الهادي، واستمراره بالمخالفة للقانون بزعم تسيير الأعمال الأمر قد أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة باتحاد كتاب مصر وأعضاء الجمعية العمومية للاتحاد خلال تلك الفترة بسبب تعطيل إجراء الانتخابات.

 

وزارة الصحة توافق على إجراء الانتخابات.. والمماطلة مستمرة

وقبل صدور الحكم القضائي بأيام قليلة، أرسلت وزارة الصحة والسكان، خطابًا إلى اتحاد الكتاب يفيد بموافقة الوزارة على تكليف فريق مركزي من القطاع الوقائي بالاشتراك مع الفريق الوقائي بمديرية الشئون الصحية في القاهرة لتوفير التأمين الطبي اللازم للإشراف على تنفيذ الإجراءات الوقائية بالجمعية العمومية وانتخابات اتحاد الكتاب.

وحددت الوزارة في خطابها اسم ورقم هاتف الطبيب المسئول بالوزارة الذي يجب الاتصال به للتنسيق معه بشأن الخطوات العملية وتوقيتاتها، وجاء خطاب وزارة الصحة ردًّا على خطاب أرسله أربعة من أعضاء الجمعية العمومية، هم: سمير درويش وسعيد عبدالمقصود وأحمد سويلم والدكتور محمد عبد المطلب، يسألون الوزارة عن إمكانية عقد الجمعية العمومية وانتخابات اتحاد الكتاب في الوقت الحالي، حيث جرى تأجيل انعقاد الجمعية العمومية والانتخابات 3 مرات (في مارس ويونيو وسبتمبر 2020)، بزعم من رئيس الاتحاد بأنه توصية من وزارة الصحة، وعلى الرغم من ذلك مازالت المماطلة مستمرة من قبل القائمين على الاتحاد في تحديد موعد الانتخابات.

 

سمير دوريش: تحديد موعد انتخابات التجديد النصفي في يد مجلس الإدارة

واستقبل أعضاء الجمعية العمومية قرار وزارة الصحة بالفرحة والسعادة، قائلين إن الحجة التي اعتمد عليها مجلس الإدارة المنتهية مدتهم القانونية في الاتحاد أزيلت. 

وقال الشاعر سمير درويش، عضو الجمعية العمومية: "صعب أن نظل (نتفرج) على الوضع القائم في اتحاد الكتاب ونمصمص شفاهنا، فانتخابات التجديد النصفي كان مقررًا أن تعقد في مارس 2019، أي منذ عامين ونصف، ولم تعقد لأسباب لا أريد تكرارها، وهناك 15 عضوًا في المجلس امتدت عضويتهم إلى ست سنوات ونصف دون انتخابات، منهم كل أعضاء هيئة المكتب، بالإضافة إلى وجود أعضاء لم تنتخبهم الجمعية العمومية، بل تم تصعيدهم في موجة تصعيد 2015/ 2016 الشهيرة، والتي استقال فيها عدد من مجلس الإدارة اعتراضا على إدارة علاء عبد الهادي للاتحاد، وكنا نراهن على انتهاء هذا الوضع وآثاره في مارس 2019، بعقد دورتي انتخابات تجديد نصفي تجعل المجلس منتخبًا بالكامل، لكن هذا لم يحدث، وقيل لنا إن وزارة الصحة هي التي تعطل الانتخابات، ونشروا خطاباتها الثلاثة، بالرغم من انعقاد انتخابات نقابات ونوادٍ وجمعيات كثيرة، بالإضافة إلى دور الصحف القومية، لذلك قررنا أن نخاطب وزارة الصحة، خصوصًا أن (بعبع) كورونا لم يعد كما كان في مارس 2020".

وأضاف: “طبعًا كنا ننتظر أن تبادر إدارة اتحاد الكتاب بمخاطبة وزارة الصحة مجددًا للسماح لنا بعقد جمعياتنا العمومية وانتخاباتنا، حرصًا على الشرعية، فالأحكام القضائية لا ترتب شرعية مثلما تفعل الانتخابات النزيهة الشفافة، لكن لا بأس، إدارة الاتحاد لم تتحرك في هذا الاتجاه، ولم تعلن عن ذلك، فقررنا أن نساعدها بمخاطبة السيدة الدكتورة الوزيرة، في توقيت مهم، حيث يتبقى أسبوع فقط على نظر استشكال الاتحاد على حكم القضاء الإداري بتأجيل عقد الجمعية والانتخابات”.

 

أعضاء الجمعية العمومية: القضاء أنصفنا ضد مجلس الإدارة المنتهية مدته

وعقب صدور الحكم القضائي البات في إقامة انتخابات التجديد النصفي، قال الشاعر الكبير أحمد سويلم: "نحن في هذه القضية، كنا 10 من الجمعية العمومية، تداخلوا في آخر جلسة، لكي تقتنع المحكمة بوجهة نظرهم في هذا الموضوع"، مؤكدًا أنه لوزارة الثقافة دور مهم في إنقاذ الاتحاد الآن، ولا بد أن تتدخل لبناء هذا الحكم، لتشكيل لجنة لإجراء الانتخابات في أقرب وقت.

وأكد الشاعر أحمد سويلم أن الحكم في صالح الجمعية العمومية، والاتحاد، ويجيب عن كل الأسئلة الحائرة التي تم طرحها على مدى عامين ونصف حتى الآن، لافتًا إلى أنه حكم نهائي، قابل للتنفيذ، مطالبًا الجمعية العمومية بالتكاتف لعودة الاتحاد إلى مكانته العظيمة التي كانت قبل 6 سنوات.

وقال الكاتب محمد العون، إن الدعوى التي رفعها ضد رئيس اتحاد كتاب مصر، لإجراء انتخابات، وليس لأزمة شخصية بينه وبين أي فرد في الاتحاد، لافتا إلى أنه على الرغم من صدور الحكم إلا أن الأمر لم ينتهي حتى الآن، يبقى التنفيذ.

 وأوضح أن الأمر صعب، لتعنت رئيس الاتحاد الحالي، في ترك الكرسي، وعدم تعاونه مع الجمعية العمومية، وهو ما تسبب في أضرار كثيرة للاتحاد طيلة الأعوام الماضية.

وأكد أنهم التزموا بالقانون منذ البداية، وذلك احتراما له، بعيد عن الدخول المعارك الشخصية، التي كانت من الممكن أن تسيء للاتحاد أكثر مما وصل له على أيدي المجلس الحالي.

كما أكد الكاتب حمدي البطران، أن مجلس إدارة الاتحاد أصبح ملزمًا بالدعوة لعقد الجمعية العمومية لإجراء انتخابات التجديد النصفي، وهي الانتخابات التي تم تأجيلها بحكم محكمة.

وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على الحكم القضاء واجب النفاذ بإقامة انتخابات التجديد النصفي لمجلس إدارة إتحاد كتاب مصر، إلا أنه حتى كتابة تلك السطور، لم يحدد موعد إقامتها، مما يثير غضب الكثير من الكتاب والأدباء، وتواصلنا مع الشاعر علاء عبد الهادي، القائم بأعمال رئيس اتحاد الكتاب، عن طريق الهاتف إلا أنه لم يرد.