جدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الثلاثاء، التأكيد على الاحترام الراسخ للسيادة الجزائرية، وذلك في خضم التوتر الأخير الذي ساد بين باريس والجزائر.
وحسب وكالة “فرانس 24”، قال لودريان أمام الجمعية الوطنية الفرنسية "مؤخرا جدد رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون التأكيد على احترامه الكبير للشعب الجزائري".
وأضاف "هذا الأمر يعني بالتأكيد الاحترام الراسخ للسيادة الجزائرية"، مؤكدا أن للجزائريين وحدهم لهم أن يقرروا مصيرهم وتحديد أطر خياراتهم ونقاشاتهم السياسية".
ولدى سؤاله عن استدعاء السفير الفرنسي، أبدى لودريان أسفه للخطوة، وقال "هذا الأمر لا يتناسب مع الأهمية التي نوليها للعلاقات بين أمتينا".
وتابع وزير الخارجية الفرنسي "نحن مقتنعون بأن العمل معا يصب في المصلحة المشتركة. أعتقد أن هذه الرؤية يشاطرنا إياها العديد من المسؤولين الجزائريين على كل المستويات".
وأثار الرئيس الفرنسي غضبا عارما في الجزائر وأزمة بين البلدين بسبب تصريحات نقلتها عنه صحيفة "لوموند" الفرنسية، واعتبر فيها أن الجزائر قامت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرّسه النظام السياسي - العسكري"، مشكّكاً بوجود "أمّة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي.
واستدعت الجزائر في 2 أكتوبر، سفيرها في باريس على خلفية تصريحات ماكرون، كما حظرت عبور الطائرات الحربية الفرنسية مجالها الجوي الذي تستخدمه فرنسا بشكل منتظم للوصول الى قواتها التي تقاتل الإرهابيين في منطقة الساحل الافريقي.
من جانبه، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام بثه التلفزيون الرسمي إن "عودة السفير الجزائري إلى باريس مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية".
وطالب تبون، باريس بالاعتراف بجرائمها في الجزائر خلال فترة استعمارها، مشيرا إلى أن "فرنسا أبادت قرى بأكملها خلال فترة الاحتلال وراح ضحيتها أزيد من 5 ملايين و630 ألف شهيد".
وأكد أن "فرنسا قتلت خلال إحدى المظاهرات ما يزيد على 45 ألف جزائري في يوم واحد"، "كما قتلت 4000 مصل كانوا معتكفين في مسجد كتشاوة بقلب العاصمة بعدما كانت تنوي تحويل المسجد لكنيسة ".
واستطرد قائلا "لا ننتظر من فرنسا الاعتذار عن جرائمها بل الاعتراف بها هو ما يهم"، مضيفا "لا يمكن إرضاؤنا بكلمة، الكلمة لن تمحوا كل البشاعة التي قام بها الاحتلال في بلادنا، 70 سنة وفرنسا تقتّل في الشعب الجزائري".