الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فهيم يكتب: «ناردين»

صدى البلد

 تقدم عمر ( ناردين ) مع رفضها "العرسان" تباعا ، فأي منهم لا يناسبها لأسباب مختلفة .. منهم الطويل بائن الطول .. 
القصير المتقزم .. المغرور المزهو بنفسه حد الهوس .. 
و البخيل حد الاختناق .. و الهمجي قليل الذوق الذي يعطس في وجه أبيها ، و يرمي بأغطية الكولا لأبعد زاوية في الصالة ، ثم يعود و يتجشأ في وجهه ..

و الثرثار الذي لا يكف عن الكلام ، فيبدأ بالكلام و هو يدق جرس الباب حتى المغادرة على درجات السلم ، و يستكمل حديثه في الهاتف معها فور وصوله بيته .. فلا نامت أعين الصامتين .

أما "بركات"  البدين الأكول الذي استطاع بمهارة و خفة أن يضبط زياراته على موعد الغداء يوميا ، حتى بدأ يسخط على بعض أصناف الطعام التي لا تروقه فيطلب منهم أصنافا محددة ، أغلبها من اللحوم و الأسماك باهظة الثمن .
و لا يكف عن مدح "نفس"  أمه في الأكل ، و كيف تطهو "الملوخية" بطريقة فذة ، و أسلوبها المتميز في عمل فتة الكوارع ، و البريوني ، و شوربة الجمبري  !

                                       ***
حتى جاء "فريد" .. 
وقور الطلعة ، ممشوق القامة ، أشيب الفودين ، لنظرته تأثير لا يقاوم ، عذب الحديث ، لا يتكلم إلا لعلة .. يبدو على هيئته الثراء .. لا يزورهم أبدا إلا و يحمل معه الهدايا بشتى الألوان و الأحجام .

مرت أيام الخطبة سريعة ، و "فريد" لا يتوانى عن اسعاد "ناردين" ، فيصنع لها أوقاتها على مدار فترة الخطبة ..

جاء يوم الزفاف .. 
كان علي "فريد" أن يصطحبها إلى "مركز التجميل" في العاشرة صباحا لتتهيأ لليلة العمر ..  
دخلت عليها أمها لتوقظها .. 
_ ناردين ، يلا بقى كفاية نوم .. 
= ايه يا ماما .. فريد وصل ؟!
_ فريد ؟! فريد مين يا عيون ماما ؟! 
أنت بتحلمي يا ناردين ؟!

"بركات" قاعد من الصبح في الصالة و منتظرنا نعمل له .. 
كوارع ، و بامية في الفرن ، و رقاق باللحمة ، و اسباجيتي ، 
و ورق عنب ، و شوربة خضار زي بتاعة بسلامتها أمه ..

هنا .. دخلت ناردين في غيبوبة حادة !

صرخت أمها صرخة .. لم تهتز لها شعرة في رأس "بركات" ، فالجوع يسلبه تركيزه !

-