الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت؟ مبروك عطية يحسم الجدل

هل يجوزالتبرع بالأعضاء
هل يجوزالتبرع بالأعضاء بعد الموت

هل يجوزالتبرع بالأعضاء بعد الموت ؟  قال الدكتور  مبروك عطية الداعية الإسلامي، إن جسم الإنسان ليس ملكا له ولا لأقاربه وذويه، سواء كان حيا أو ميتا، مؤكدا أن من يتبرع بأعضائه بعد موته يتبرع بما هو ليس ملكه.

 

وأوضح «عطية»، عبر فيديو نشره على موقع “يوتيوب”، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل»، من هنا شرع العلماء تبرع الحي للإنسان الذي يحتاج التبرع بشىء من جسده شرط ألا يتضرر المتبرع.

 

وأكد أنه من باب أولى أن يتبرع المتوفى للحي المريض شرط أن يكون تبرعا وليس بيعا لأنه لا يملك شيئا ليبيعه، وأن يكون ذلك عن رضاه فإن لم يوصِ بالتبرع فمن حق الورثة التبرع بأعضائه.

 

وأضاف أن بعض الفقهاء حرموا مسألة التبرع حيا كان المتبرع أو ميتا، مشيرا إلى أن هذه القضية محل خلاف بين العلماء، وفي هذه الحالة يجب على الإنسان أن يتبع الأيسر، فمن أراد أن يتبرع فليتبرع ومن يريد أهله التبرع بأعضائه يتبرعون لا مانع في ذلك، وكل راجع إلى الله سبحانه وتعالى.

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن من الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء بإذن الله تعالى للمحافظة على النفس والذات نقلُ وزرع بعض الأعضاء البشرية من الإنسان للإنسان، سواء من الحي للحي أو من الميت الذي تحقق موته إلى الحي، وهذا جائز شرعا إذا توافرت فيه شروط معينة تبعد هذه العملية من نطاق التلاعب بالإنسان الذي كرمه الله ولا تحوله إلى قطع غيار تُباع وتشترى.

 

وأكد المفتي في إجابته عن سؤال: «ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية؟»، ضرورة أن يكون المقصد منها التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر، وإذا لم توجد وسيلة أخرى للعلاج تمنع هلاك الإنسان وقرر أهل الخبرة من الأطباء العدول أن هذه الوسيلة تحقق النفع المؤكد للآخذ ولا تؤدي إلى ضرر بالمأخوذ منه ولا تؤثر على صحته وحياته وعمله في الحال أو المآل، وهذا حينئذ يكون من باب إحياء النفس الوارد في قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» [المائدة: 32].

 

وتابع: “وكما يجوز أخذ عضو من الحي إلى الحي لإنقاذه من هلاك محقق حالًا أو مستقبلًا فإنه يجوز أيضا الأخذ من الميت إلى الحي لإنقاذه من هلاك محقق أو لتحقيق مصلحة ضرورية له؛ لأن الإنسان الميت وإن كان مثل الحي تماما في التكريم وعدم الاعتداء عليه بأي حال؛ لقوله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» (الإسراء: 70)، ولحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كَسْرُ عَظمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا» رواه ابن ماجه، فإن هذا التكريم لا يؤثر فيه ما يؤخذ منه بعد موته من أجزاء تقوم عليها حياة إنسان آخر أو رد بصره بعده؛ لأن مصلحة الحي مقدمة على مصلحة الميت”.

 

وواصل: “فالإنسان الحي يقيم شرع الله ودينه لتستمر الخلافة في الأرض ويُعبَد اللهُ وحده كما أراد، وإذا كان المقرر فقها أنه إذا تعارضت حياة الأم مع حياة جنينها فإنه تقدم حياة الأم عليه؛ لأن حياتها محققة وانفصال الجنين منها حيا أمر غير محقق، فيقدم لذلك ما كان محققَ الحياةِ على ما شُكَّ في حياته، فمن باب أولى أن يقدم الحي على مَن تأكد موته، ولا يُعَدُّ ذلك إيذاءً لميت، بل فيه ثواب عظيم له؛ لأنه يكون من باب الصدقة الجارية مدة حياة المنتفع المستفيد بالعضو المنقول له، لا سيما وأن ذلك النقل يتم بعملية جراحية فيها تكريم وليس فيها ابتذال كما يتم مع الأحياء تماما سواء بسواء”.


-