الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقيقة أم بلاغ كاذب.. التفاصيل الكاملة لواقعة سقوط ميكروباص الساحل

صدى البلد

وكأننا نروي رواية للأطفال، عن الأشباح، لكن هذه المرة على أرض الواقع، فمنذ يومين سقط "ميكروباص" أعلى كوبري الساحل، ليختفي في نهر النيل، دون وجود أي أثر، ليختفي هو وركابه وكأنه لم يسقط على الإطلاق، أو أنه حبات من الملح ذابت في المياه.

قصة مريبة، تدور حولها العديد من التساؤلات، لماذا لم يتم تقديم أي بلاغات عن المفقودين حتى الأن؟، وأين هو الميكروباص؟ لماذا لم تظهر أي جثث حتى الأن؟!!

غموض سقوط ميكروباص الساحل

من الأمور الروتينية في حياتنا اليومية، للأشخاص الذين يستقلون المواصلات العامة، فإن الميكروباص يقف في محطته وينتظر ركوب الركاب، ويذهب بهم لوجهتهم، وبطبيعة الحال هناك عدد من الميكروباصات يكون طريقها المعتاد هو الصعود أعلى كوبري الساحل بـ كورنيش النيل، وإذ فجأة بعد ظهر أول أمس الأحد، ترصد كاميرات المراقبة المثبتة بالقرب من الكوبري سقوط جسم من أعلى الكوبري في مياه النيل.

يصادف الأمر مرور 3 شباب، كانوا في طريقهم من إمبابة إلى روض الفرج، سيرًا على الأقدام، شاهدوا سقوط الجسم، وعلى الفور اتصل أحدهم بالشرطة، وأبلغ عن سماع صوت انفجار، تبعه سقوط جسم من أعلى الكوبري.

تحرك الجهات المعنية

بعد إبلاغ الشباب عن الواقعة، توجهت قوات الإنقاذ النهري التابعة لشرطة المسطحات المائية إلى موقع الحادث لمسح المنطقة أسفل كوبري الساحل، ودفعت بـ 7 لانشات إنقاذ، ووسط الظلام الدامس وصعوبة الغوص بسبب التيار الشديد، نفذت قوات الإنقاذ عمليات إنزال غواصين من اللانشات  للغوص في أعماق المياه، في محاولات للعثور على السيارة المنكوبة، لكن لم يتم العثور على أي ضحايا.

توك توك أسقط سور الكوبري

 وسط حيرة من غرابة وغموض الأمر وصل فريق من المباحث الجنائية إلى مكان الحادث، حيث أوضحت المعاينة الأولية التي جرت أعلى كوبري الساحل، وجود آثار زجاج مهشم، تبين فيما بعد أن توكتوك اصطدم بسور الكوبري ظهر السبت، أي قبل واقعة سقوط ميكروباص في مياه النيل، تسبب في سقوط الجزء المفقود من سور الكوبري، لكن التوك توك لم يسقط.

الضفادع البشرية تخترق أعماق النيل 

بحثًا عن أي أمل أو دليل لسقوط الميكرباص في مياه النيل، أو العثور على جثث الضحايا، انطلق رجال الضفادع البشرية للبحث عن ميكروباص الساحل، أو جثمان الضحايا على عمق 100 متر، كما امتدت عملية التمشيط بامتداد تيار المياه، تحسبًا لسحب الميكروباص بعيدًا.

روايات حول الحادث

انتشرت روايات عدة بشأن الحادث، فقال أحد شهود العيان، أنه في تمام الـ 1 صباح اليوم كان قادمًا بسيارته الملاكي من منطقة إمبابة إلى كوبري الساحل، وشاهد سائق «توك توك» اصطدم بالسور الحديدي للكوبري، لكن الـ«توك توك» لم يسقط في المياه، مضيفًا: أن السائق استعان بسيارة نقل وحمل الـ«توك توك» وانتهت الواقعة، متابعًا: حضرت النهاردة بمكان سقوط السور، علشان أوضح إن الحادث دا من بالليل ومفيش ميكروباص وقع بالمياه".

تم عرض هذه الرواية على أحد عناصر فريق البحث الجنائي المشارك في التحقيقات بشأن هذه الواقعة والذي كان متواجدًا بمحيط كوبري الساحل لتفقد الأحداث عن كثب، فوصفها بأنها «غير منطقية ولا يقبلها العقل.

وفي رواية أخرى: كان عدد من عناصر الإنقاذ النهري، يشير إلى أن تيار المياه ربما يكون جرف الجثث لمناطق بعيدة مما يعيق حركة عملهم، في الوقت الذي كان يتساءل فيه مواطنون يتابعون الحادث: "ليه مظهرتش ولا جثة لحد دلوقتي، ولا العربية الميكروباص؟!".

وأسفل الكوبري، يتواجد عدد من الصيادين، والباعة، وسائقي الـتكاتك، وأصحاب الأكشاك، جميعهم قالوا إنهم متواجدون بالمكان منذ الصباح الباكر، وشاهدوا قدوم قوات الإنقاذ النهري وكانوا يتناولون وجبة الغداء، وأكدوا لهم عدم مشاهدتهم سقوط ميكروباص من أعلى الكوبري، ولا سماعهم لأية أصوات ارتطام بالمياه.

أما عن تقديم البلاغات من أهالي الضحايا عن اختفاء أي منهم، أوضح أحد القيادات الأمنية بموقع الحادث: "مفيش ولا بلاغ لحد دلوقتي، يمكن من خلاله نتأكد من وجود ضحايا ولم يأت إلينا سائقون يقدمون أية إفادة بشأن اختفاء زميل لهم ومن خلال ذلك نستدل على سقوط سيارة ميكروباص بعينها».