بعد سنوات طويلة من العداء والحرب، تريد كوريا الجنوبية إنهاء حالة الحرب مع جارتها الشمالية، حيث أعلن مدير الأمن القومي بالرئاسة الكورية الجنوبية “سوه هون” أنه ذهب إلى أمريكا ليخبر نظراءه هناك، ببحث مقتراح الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، حول إعلان انتهاء الحرب الكورية، وفق ما ذكرت صحف دولية.
قال “سوه هون” إنه سيبحث مع الأمريكيين كيفية عودة الهدوء للكوريتين ، وذلك في أول تصريح له بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يلتقي نظيره الأمريكي جاك سوليفان في واشنطن اليوم، الثلاثاء.
وذكر سوه هون: "مع عودة قنوات التواصل بين الكوريتين للعمل، أعتقد أن هذا هو الوقت الذي علينا فيه التحقق من العلاقات بينهما من جهة، وبين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من جهة أخرى، وعقد مباحثات شاملة".
هل ستعقد أمريكا إعلان انتهاء الحرب
وردا على سؤال صحفي عما إذا كان يتوقع موقفا إيجابيا من الجانب الأمريكي بشأن الاقتراح المعلن، قال سوه هون إن الموضوع من بين بنود جدول أعماله.
ويخطط سوه أيضا خلال زيارته إلى واشنطن لمناقشة مسألة تخفيف العقوبات الأمريكية ضد بيونج يانج، وهو ما يقول إن كوريا الجنوبية صارت تتبنى سياسة مغايرة مع جارتها، فترغيبًا لها على التخفيف من التوتر بينهما، تريد كوريا الجنوبية أن تخفف الضغط على جارتها، عاملة بذلك جهودًا كانت تؤديها الصين.
يأتي هذا في الوقت الذي تعزز فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتصالاتهما لاستئناف التواصل مع بيونج يانج من خلال الحوافز الإنسانية وغيرها، مع تأكيد واشنطن على أنها ليست لديها نية عدائية ومستعدة للقاء الشمال في أي مكان وزمان بلا شروط مسبقة.
قالت سيئول قبل ذلك، إنها تنظر إلى رد الفعل الإيجابي الذي أبدته بيونج يانج على اقتراح رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن بإعلان نهاية الحرب رسميا، على أنه "مهم للغاية وذو شأن كبير".
جاء ذلك بعدما صرحت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في وقت سابق بأن اقتراح مون بإعلان نهاية رسمية للحرب الكورية هو "فكرة تستحق الإعجاب"، وأكدت استعداد بيونج يانج لمناقشة تحسين العلاقات بين الكوريتين إذا توقفت سيئول عن "سياساتها العدائية" تجاه الشمال.
ولا تزال الكوريتان من الناحية الفنية في حالة حرب، حيث انتهت الحرب الكورية 1950-1953 بوقف لإطلاق النار، وليس بمعاهدة سلام.
وقال بارك سو هيون، السكرتير الأول للتواصل مع الشعب بالمكتب الرئاسي، في مقابلة إذاعية إن سيئول ترى رد الشمال على أنه "مهم للغاية وذو شأن كبير"، وإن السلطات لا تزال تحلل تصريحات بيونج يانج، مضيفا أنه من السابق لأوانه إصدار رد رسمي.
وفيما يتعلق باختلاف النبرة بين الردين اللذين صدرا من الشمال في نفس اليوم، قال بارك إنه لا يرى تباينا بين العبارات من حيث الرسالة التي يحملها كلا الردين.
وأصر على أن تصريح نائبة وزير الخارجية كان موجها إلى واشنطن خاصة، وكانت تقصد به توضيح أن بيونج يانج منفتحة على الحوار، في حين كان تصريح كيم يوجونج "يبعث برسالة حول دور كوريا الجنوبية" في الدبلوماسية الدولية بشأن شبه الجزيرة الكورية.
وسبق وقال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي ري تيه سونج في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية ، إن إعلان نهاية الحرب ليس له قوة ملزمة قانونيا، وسيصبح مجرد قصاصة ورق في لحظة عند حدوث تغييرات في المواقف.
وأضاف أنه لا يوجد ضمان على أن مجرد إعلان نهاية الحرب سيؤدي إلى انحسار السياسة العدائية تجاه كوريا الشمالية في ظل الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية "الذي يقترب شيئا فشيئا من وضع خطر".
واعتبر ري أن الإعلان ستترتب عليه عواقب وخيمة يمكن أن تخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة وتدفع الكوريتين إلى سباق تسلح لا ينتهي.
وأكد أن تراجع الولايات المتحدة عن سياستها العدائية ومعاييرها المزدوجة يمثل أولوية قصوى في إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وقال إنه "يجب أن يكون مفهوما بوضوح أن إعلان نهاية الحرب لا يساعد على الإطلاق في استقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية في الوقت الحالي، لكنه يمكن إساءة استخدامه كستار دخاني يغطي السياسة العدائية الأمريكية تجاه بيونغ يانغ".
كما عارض ري تجربة واشنطن لإطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات مينتمان-3 في فبراير وأغسطس وقرارها الأخير بمساعدة أستراليا في تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية.