في ضربة قاضية لتنظيم داعش الإرهابي، وعقب عملية استخباراتية معقدة، أعلن العراق، الإثنين، القبض على سامي جاسم الجبوري، نائب الزعيم السابق لتنظيم داعش أبو بكر البغدادي.

ويعتبر العراق الجبوري أحد أهم المطلوبين دوليا ومقرب من اللجنة المفوضة لإدارة التنظيم ومقرب من زعيم التنظيم الحالي عبد الله قرداش.

وقال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر "في الوقت الذي كانت عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لتنظيم داعش ونائب المقبور أبو بكر البغدادي، بوركت سواعد الأوفياء.. عاش العراق".

وبحسب خلية الإعلام الأمني في العراق، شغل الجبوري مناصب قيادية وأمنية ومالية داخل تنظيم داعش، من بينها منصب نائب أبو بكر البغدادي، كما تولى أيضا ما يسمى ديوان بيت المال في التنظيم ونائب والي دجلة.

نائب البغدادي.. العراق يعتقل مشرف المال لتنظيم داعش في مهمة صعبة

العراق ينشر أول صور لـنائب زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي

وكانت واشنطن حددت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن سامي جاسم محمد الجبوري الذي كان له دور فعال في إدارة الشؤون المالية لعمليات داعش.

ويشغل الجبوري منصب نائب زعيم داعش في جنوب الموصل منذ عام 2014، كما شغل منصب وزير مالية داعش، حيث أشرف على عمليات المجموعة المدرة للدخل من المبيعات غير المشروعة للنفط والغاز والآثار والمعادن.

من هو الجبوري؟

يعرف باسم سامي جاسم محمد جعاطة العجوز الجبوري، وهو من مواليد عام 1974، وله 3 ألقاب هي حجي حامد، وحجي سامي العجوز، وأبو عبدالقادر الزبيدي.

عام 2004 بايع تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين، وفي 2005، اعتقلته القوات الأمريكية وظل في معتقل بوكا، حيث كان رفقة الكثير من القيادات الإرهابية التي أهلته أن يستلم مناصب قيادية بعد خروجه من المعتقل عام 2011.

كان المسؤول الأمني لداعش عن قاطع الشرقاط والزاب في صلاح الدين، قبل أن يتسلم في 2014 منصب مسؤول النفط والغاز لداعش في العراق ومشرف المال في التنظيم.

ونهاية 2015، انتقل الجبوري إلى سوريا حيث عيّنه أبو بكر البغدادي "مسؤول النفط والغاز العام لداعش" واستلم الإشراف على المال بعد مقتل أبو علي الأنباري.

لكن بحلول نهاية عام 2017 وبأمر من البغدادي تم إلغاء قسم ما يسمى بـ"النفط والغاز" في داعش، وأصبح سامي جاسم مشرف المال للتنظيم.

يعتبر الشخص الثاني بعد أبو بكر البغدادي في التنظيم، قبل أن تتمكن العراق من اعتقاله بعملية استخبارية نوعية عالية المستوى من قبل جهاز المخابرات العراقي على الحدود العراقية السورية من جهة محافظة الموصل.

كيف سقط نائب البغدادي؟

بحسب موقع "الأمصار" العراقي التابع لمركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، فإن هذه العملية النوعية الكبيرة لاعتقال البجوري، استغرقت نحو 6 أشهر تم الإعداد لها، بإشراف مباشر ومتابعة من رئيس الوزراء العراقي.

ويقول مصدر خاص لشبكة "سكاي نيوز" إن الإرهابي المذكور "كان متواجدا في إحدى أكبر الدول الأوروبية، وبتوجيه مباشر من أعلى السلطات العراقية، ذهبت مجموعة من الضباط العراقيين هناك، وقاموا بالتواصل معه عبر تقديم أنفسهم كلاجئين، ونسقوا معه فيما بعد للعمل سوية لإحياء التنظيم في العراق".

وأضاف أنهم "التقوا فيما بعد في بلد أوروبي آخر، ومن ثم انتقلوا إلى بلد عربي، حيث التقوا سوية هناك مع مجموعة أخرى من ضباط المخابرات العراقية، المتنكرين مدعين كونهم أعضاء قياديين من الصف الثاني والثالث في داعش، ويسعون لإحياء التنظيم".

وتابع المصدر أنهم "قاموا بتزويده بالكثير من المعلومات التفصيلية عن بعض العناصر والخلايا في محافظتي الأنبار ونينوى وداخل الحدود السورية، وظلوا على تواصل وتعاون معه، إلى أن جاء لسوريا وفي منطقة قريبة من الحدود العراقية السورية، بحيث أوهموه أنهم سينطلقون نحو العراق، للمباشرة في تنفيذ مخططهم المشترك، حيث كان هناك مجموعة من ضباط المخابرات العراقية بانتظاره، وليتم إلقاء القبض عليه ونقله بواسطة طائرة عسكرية خاصة، إلى مطار العاصمة العراقية بغداد".

وكشف المصدر أن "الإرهابي البارز في تنظيم داعش، نقل عبر الجو إلى بغداد يوم الأحد، رغم أنه كان هناك حظر لحركة الطيران والرحلات الجوية، في أجواء العراق بسبب تنظيم الانتخابات في نفس ذلك اليوم".

من جانبها أكدت خلية الإعلام الأمني في العراق "اعتقال المجرم بعمل نوعي من قبل قواتنا الباسلة في جهاز المخابرات الوطني، وبعملية خاصة خارج الحدود، ويعد المجرم أحد أهم المطلوبين دوليا وهو مقرب من اللجنة المفوضة لإدارة التنظيم ومقرب من زعيم التنظيم الحالي، المجرم عبد الله قرداش".