EN 
الكثير من الناس ما ينسي أننا في هذه الحياة في اختبار قصير الزمن وأنها مهما طالت ستنتهي حتما ، وأن الظلام مهما كان سواده فإنه يعقبه الفجر والعاقبة لمن صبر واحتسب .
كان النَّبي صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أزهدَ الناسِ في الدُّنيا؛ لِعلمِه بحَقيقتِها وأنَّها دارُ فَناءٍ، وليسَت باقية، وإنَّما هي مَرحَلة يتَزوَّدُ فيها المسلِمُ مِن الأعمالِ الصالحةِ والطَّاعاتِ؛ حتى يَعيشَ الحياةَ الباقيةَ في جَنَّةِ اللهِ عزَّ وجل.
وها هو سيدنا عبدالله بن مسعود يروي لنا ماحدث مع النبي الكريم لنتعلم ولنتقدي فقال رضي الله عنه "نامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى حصيرٍ فقامَ وقد أثَّرَ في جنبِهِ فقلنا يا رسولَ اللَّهِ لوِ اتَّخَذنا لَكَ وطاءً فقالَ ما لي وما للدُّنيا ، ما أنا في الدُّنيا إلَّا كراكبٍ استَظلَّ تحتَ شجرةٍ ثمَّ راحَ وترَكَها."
صحيح الترمذي
تلك الرحلة القصيرة التي تكاد تكون استراحة يتهرب منها الناس ويلقوا بأيديهم بكل أشكال التهلكة من الهجرة الغير شرعية أو الإنتحار وغير ذلك ؛ ماهو إلا نسيان أو تناسي لماهية تلك الدار وما المطلوب منا كعباد الله في الأرض.
علينا أن نرجع إلي أوامر الله عزوجل لتستقيم لنا الحياة ؛ولنسأل أنفسنا بحق ماذا نريد هل نريد الآخرة أم الدنيا ؟!
ولنتذكر الذين قال الله عزوجل عنهم :"مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " سورة هود.
الحياة نضال واختبار نستعين علي مواجهة الشدائد فيها بالله عزوجل وذكره ، والتصبر علي أنها مجرد مرحلة لدار القرار يجازي فيها العباد كلٌ بما كسب ، ونطمع جميعا برحمة الله ، ونسأل الله الثبات والعون والرحمة.
