الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحتاج ذاكرة.. قصيدة للشاعر أشرف البولاقي

الشاعر أشرف البولاقي
الشاعر أشرف البولاقي

خص الشاعر أشرف البولاقي، موقع "صدى البلد"، بقصيدة بعنوان "أحتاج ذاكرة"، ومن أشهر دواوين "البولاقي":  جسدي وأشياء تقلقني كثيراً، سلوى وِرد الغواية واحدٌ يمشى بلا أسطورةٍ،  التينِ والزيتونةِ الكبرى وهند، وإلى نص القصيدة:

 

سَيمُر وقتٌ

قبْلَ أن أتبيّن الأشياءَ حولِي

ربّما أغمَضتُ عينِي

أو رَماني إخوتي في البئرِ

أو سَقطتْ على رأسِي الحقيقة فجأةً

شيءٌ غريبٌ أن أنام على سريري

لا أفكرُ في عناقكِ

أن أسافر بالقطارِ

وليس في قلبي حنينٌ

للمَحطاتِ الصغيرةِ

مستحيلٌ أن يكون الأمر عاديًا وسهلاً

أعرِفُ الآنَ احتمالاتِ التورطِ

في الجنونِ وفي الهزيمةِ

هذه سيّارةُ الموتَى

سَينهضُ ميّتٌ ويشيرُ ناحيتي

ويَضحكُ

هذه الأشجارُ وهْمٌ

والبِنايَاتُ التي تبدو مزخرَفةً سَرابٌ

والذين يصوّبون مسدّساتٍ

نحو أعدائي همُ الأعداءُ

لن يَخفَى تنكّرهم عليَّ

وثمّة امرأةٌ .. وشيءٌ غامِضٌ

يحتلُّ صورتَها

أنا أحتاج ذاكرةً 

لتنفجِرَ التفاصيل الأخيرةُ

لستُ أدري هل تشيرُ 

كما أشار إليَّ مِن سيارةِ الموتَى رفيقي؟

أم تحدّثُ كائناتٍ عن غيابي!؟

هل أنا وحدي أخيرًا؟

هذه الأشياءُ لن تَبقَى طويلاً

ربما أغمَضتُ عينِي

أو رَماني إخوتي في البئرِ

أو سَقطتْ على رأسي الحقيقةُ فجأةً!

 

(2)

 

سيمرُّ وقتٌ 

ربما تترنحُ الأشياءُ فيه

قُبيلَ أن يرتدّ منطقُها إلينا

بعدَها تتوالدُ الأفكارُ حول جحيمِنا

هل نحن مجنونانِ

نفتحُ قلبَنا للنار؟

أم كانت هي النيرانُ فاتحةَ الغوايةِ بيننا؟

لا القُبلةُ الأولى

ولا نهداكِ

لا يدُكِ التي امتدت لخارطتي

ولا عيناكِ في عينَيَّ

لا قلبي

ولا حتى الذي سيكونُ وحيًا في الكتابةِ

وحدَه التاريخُ يَمنحني وإياكِ 

مساحتَه التي ضاقت على الجبناءِ 

من قبلُ احترقْنا مرةً

كلٌّ بمفردِه:

أنا حين التفتُّ إلى مواسمَ من دخانٍ

حين قالت كل عاشقةٍ أحِبُّكَ 

أنتِ حين جلستِ عاريةً أمامي

كانت اللحظاتُ ضيّقةٌ علينا

والإلهُ هناك يَعرفُ

أننا سنخوضُ تجربةَ التصوفِ 

كافريْن بها

أنا شيخي هنا قلبي

وأنتِ طريقةٌ وأنا المريدُ

وحَضرةُ الشوقِ احتفالي 

بالعناقِ إذا التقينا

بالبكاءِ إذا خلوْنا

بالذي سيكونُ سِرًا

لو صبَرنا ... واحتَمَلْنا!