اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجرائم فرنسا وخطاياها في قارة أفريقيا، ولا سيما التدخل في ليبيا، ما أدى لاحقا كما هو معروف للإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ولكن على الرغم من ذلك رفض ماكرون تقديم اعتذار عن سياسات بلاده.
وحسب "روسيا اليوم"، جاء اعتراف ماكرون خلال مشاركته في اليوم الأخير من القمة الفرنسية الإفريقية، ردا على انتقادات من أحد المشاركين في الحوار الذي أعرب عن أسفه لتعليقاته الأخيرة حول مالي وقال:"أود أن أذكر الرئيس أن ما يحدث في منطقة الساحل هو فقط نتيجة لما تم القيام به في ليبيا.. هذا التدخل الذي نسيت خلاله وجود الاتحاد الإفريقي".
وقال ماكرون:"لم نحترم سيادة أي شعب، لم نتدخل في مالي فقط من أجل مصالحنا العام 2013، مع أنني أتفق معكم تماما حول الملف الليبي، لقد تدخلت فرنسا دون أخذ رأي الشعب الليبي بعين الاعتبار".
وأضاف ماكرون أن الوجود العسكري الفرنسي في الساحل، جاء بناء على طلب الدول المعنية بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وأن فرنسا لا تنوي البقاء هناك بشكل دائم.
وأكد ماكرون تمسكه بمواقفه إزاء مسألة اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية في أفريقيا، رافضا فكرة الاعتذار لكنه أقر ماكرون بنتائج سياسة الاستعمار داعيا إلى إعادة كتابة تاريخ مشترك.
وقال ماكرون خلال لقمة الأفريقية-الفرنسية بمدينة مونبلييه إن الإعتذار لن يحل المشكلة، والمهم هو الإعتراف الذي يقود إلى الحقيقة من خلال عمل المؤرخين.
وتابع:"نحن مدينون لإفريقيا.. هي القارة التي تبهر العالم بأسره، والتي تخيف الآخرين أحيانا"، في إشارة إلى النقاشات حول الهجرة.
وأكمل ماكرون:"كلنا في هذه القاعة لم نختار تاريخنا وجغرافيتنا.. نحن ورثة كل هذا. ما يهم الآن كيفية بناء المستقبل".