الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمانى أحمد تكتب: طائرٌ يتخبط بين الهجرة والحنين

صدى البلد

عيناه تراوغان بين الهجرة والحنين

هل يترك الوطن ويُلقى بذكريات السنين

والصداقة والتعاون ويذهب للمصير الحزين

فمهما كانت الفرصة فلا أب ولا أمُ ولا وطن أمين

فيا هواجس الفرار إليكِ عني فإني اخترت تراب وطنى وأن أكون فيه الدفين

عندما تترابط خيوط حلمك وتُشكل اللوحة  التى فى خيالك وتبدو ملامحها وكأنها جنين ينتظر أن يخرج إلى الحياة بفارغ الصبر بعد أن كرَّست جُهدك وتفكيرك ووقتك ثم يتمخض الحلم ويشق لنفسه طريقًاللنور وتظن ساعتها أنك على مشارف تحقيقه وأنك تخطيت كل الحواجز والعقبات لتقص الشريط وتنتهى آلامك وتنعم بما أعددت له أيامًا بل ربما سنوات ثم تصطدم بالواقع الأليم وأنه قد تغيرت الآليات وليس هناك إمكانية الوصول إلى الإعتراف به وأصبح عليك أن تُفكر من جديد وأن تختزل حلمك فى خانة الذكريات تُصاب ساعتها بخيبة أمل وإحباط ونقم على الإمكانيات وضيق ذات اليد وأن العقل الذى عَمِلَ على الحلم كل هذه السنوات قد أخذ عطلة ليخلو بنفسه ويعيد ترتيب غرفة الحياة بداخله وكأن لعبة الفسيفساء ينقصها جزءًا لا تكتمل إلا به وأن ماتم بباقي الأجزاء ماهو إلا محاولات تحتمل الفشل أو النجاح،
كم منا صافحه ذلك الشعور وعَضَ على يديه حتى انهار من البكاء
وربما أخذه الحزن ساعات أو أيام على حسب المحيطين به فنحن لسنا بمفردنا إنما نشكل خلايا الجسم الواحد فاليد التى تشعر بالألم تربط عليها اليد الأخرى وهكذا باقى الجوارح والحواس
عندما يدركك الإحباط فرّ منه إلى صديق وفيّ أو أحد أفراد الأسرة ولا تجعل من ألمك مادة للإنتشار فكما أن الضحك والسعادة عدوى أيضًا الحزن والألم
لكن هناك شباب  حساباتهم مختلفه فكيف يلجأوا إلى أسرهم وكلٌ منهم فى عالمه المستقل منهم من ليس بينهم أى ترابط وذلك يرجع إلى عوامل كثيرة الكل يلهث وراء لقمة العيش الأب يعمل طوال النهار وكذلك الأم وحين عودتهما منهكان لا يستطيعان إلا الطعام والنوم لم تكن هناك مشاركة إلا فى المكان ولم تتربى داخله عقيده التكاتف والتآلف فهل من سبيل إلا الهجرة وترك كل ذلك وراء ظهره فمن أين يأتى بنفقاتها وإن نجح فيها ووجد فرصته أيعود ثانيةً  أسئلة متكررة تدور فى عقله ويرجع بذاكرته وهو طفل صغير إخوته من يبلغ العاشرة يخرج إلى العمل ليس هناك أى حوار حتى كبر وقد عمل على مشروعه منذ الصغر كى يتحرر من الأسرة أولا ومن قيود المجتمع التى لا تعطى قيمة إلا لمن يملك المال والنفوذ فقد كفر بكل شيئ وضاعت أحلامه وطموحاته بضياع الفرصة وأصبح يتخبط فبماذا يصدق وبمن يؤمن والأجواء حوله توحي بالإنهيار ومن يحاول الهروب فى شكل هجرةٍ غير شرعية لا يحصد إلا الموت أو القبض عليه و ترحيل سلطات تلك البلاد له والعالم الخارجي ممن يدَّعى الحرية يحمى ويشجع الإنحراف والخارجين عن الدين والعقيدة والمبادئ  بإسم الحرية فقد شاعت الفوضى فى كل شيء هناك    ويصدرون العرى بكل أشكاله السياسية والتفكيرية هكذا يفكر الشباب اليائس الباحث عن الفرص السهلة  والذى تكوَّنت من اليأس والفقر والجهل وعدم تكافؤ الفرص ولكن يبقى هناك نازعٌ فطرى بداخله يقول أن هناك رب يلجأ إليه ويحن إلى الإحساس بالوطن وشغفه ليصبح أجمل بلاد الدنيا ولكن ما هى الوسيلة وأين السبيل فقد باء يتخبط وتترنح خطواته مابين الهجرة والبقاء وكيف يستعيد عقيدته التى اهتزت بفعل العوامل الخارجية والمؤثرات العقلية التى تدعوا إلى الإنخراط فى المحرمات دون خجل حتى يموت الضمير ويجد الجاهل نفسه تتوق إلى تلك البلدان فيهجر وطنه باحثًا عن الحرية وفرص العمل المتوفرة وأيضًا التكافؤ  فهل يُترك هؤلاء الشباب يتخبطون فى متاهة الدنيا
وهنا يأتى دور علماء الدين ومؤسسات الدولة فى تصحيح المفاهيم وترسيخ العقيدة فى بناء الوطن وحمايته فنحن نواجه حرب شرسة على الوطن والمواطنة وكأننا نواجه وحش جيوشه حياتٌ وعقارب من لم يظعن إليه  وينطوي  بين جنباته ويتلون بألوانه ويصدح بصيحاته يهُلكه 
أعز الله الدين الإسلامي وحفظ الله الأزهر الشريف منارة العلم وأكرم علماؤه ومشايخه المرابطون على الحق يحملون راية الدين الحنيف ويمسكون على الزمام
اللهم ثبت قلوبنا على دينك وإملأ ياربنا عقولنا بيقينك وثبت أقدامنا على طريق الحق واحفظ مصرنا وشبابها اللهم آمين يارب العرش العظيم والسلطان القديم.