الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصر أكتوبر الذى لم أحضره

يعد نصر 6 اكتوبر عام 1973 الذى لم احضره وكنت اتمنى ان اكون ضمن المشاركون فى صنعه الا ان إرادة الله ان أولد بعد تحققه بسنوات هو اعظم انتصار فى تاريخ العرب اجمعين وليست مصر فقط ، فبهذا النصر قضى جيشنا المصرى العظيم على اكذوبة الجيش الصهيونى الذى لايقهر ، مثلما حدث عند قيام  الجيش  المصرى بقيادة سيف الدين قطز بالقضاء على أسطورة التتار الذى أهابته الدول العربية وتم تدميرها بعد ان استسلمت الا ان الجيش المصرى  استطاع ان يقضى على الماغول مثلما قضى على الجيش الاسرائيلى فى نصر اكتوبر 1973 ، بالاضافة الى وأد المؤامرة الصهيوامريكية فى 2011 والوقوف كحائط صد لمنع تقسيم مصر والمنطقة العربية ككل ، وهذا ليس بجديد على جيش مصر الذى انتصر فى اعظم الحروب على مر التاريخ ،  حيث شهدت مصر العديد من الحروب التي خاضتها تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها، وتارةً أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، وتارةً ثالثة للتوسع بعد أن راود بعض حكامها الطامحين حلم تحقيق الإمبراطورية المصرية.
ويظل لبعض الحروب التي خاضها الجيش المصري دور كبير في تحديد مصير الدولة المصرية حاضرها ومستقبلها، وإذا كانت حرب 1973 التي خاضتها مصر بهدف استعادة كرامتها واسترداد أراضيها التي احتلها العدو الإسرائيلي الصهيوني تعد أبرز وأعظم حروب مصر في التاريخ المعاصر فقد شهد التاريخ المصري منذ العصر الفرعوني ومرورًا بالعصر الإسلامي ووصولاً لعهد الدولة المصرية الحديثة على يد محمد على العديد من الحروب التي لا تقل أهمية عن حرب 1973.
وبعيدًا عما باتت تشهده الساحة السياسية الداخلية المصرية من مواقف مؤيدة ومعارضة للجيش، لاسيما بعد استدعائه في أحداث 30 يونيو وعزله محمد مرسي فإن الهدف من تسليط الضوء على انتصارات الجيش المصري على مر التاريخ ليس بهدف التمجيد والركون إلى انتصارات الماضي بقدر ما هو لشحذ الهمم وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على هذا التاريخ العظيم الذي صنعه الشعب المصري الذي دائمًا ما مثل الوعاء الأكبر للجيش.
1. معركة «مجدو» 1468 ق. م.. عندما اختار الجيش المصري أن يلعب بسلاح المباغتة
واحدة من أشهر المعارك التي خاضها الجيش المصري وكانت ضد القادشيين الذين استولوا على «مجدو» وهي (تل المسلم حاليًا وتقع شمال فلسطين) وفيها باغت الجيش المصري العدو بعد أن سلك طريقًا صعبًا غير مباشر لم يتوقعه العدو بأمر من الملك تحتمس الثالث والذي يعد واحدًا من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، وخلال هذه المعركة كاد الجيش المصري أن ينهزم رغم انتصاره في أول المعركة بسبب انشغال الجنود بالاستيلاء على الغنيمة وعدم متابعتهم للعدو للقضاء على فلوله، ولكن أعاد تحتمس الثالث تنظيم الجيش وحاصر «مجدو» لينتصر في النهاية وليعيد هيبة مصر في فلسطين ويسترجع شمالها الذي كان قد خرج عن النفوذ المصري.
2. معركة «قادش» 1285 ق. م.. المصريون يحاربون من أجل السلام
معركة شرسة دارت بين الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثاني والحيثيين بقيادة «موتلي» على أرض قادش (في سوريا) بعد أن استغل الأخير انشغال الدولة المصرية بالقضاء على بعض الاضطرابات في النوبة واستمال إلى جانبه بعض حكام الولايات المعاديين لمصر والراغبين في الاستقلال والخروج عن سيطرة الدولة المصرية، فأعد رمسيس الثانى جيشًا قوامه ما يقارب 20000 مقاتل والتقى الجيشان في مدينة قادش وانتصر الجيش المصري، ولكن بعد فترة عاد الحيثيون وأثاروا القلاقل ضد مصر فحاربهم رمسيس واستمرت الحرب 15 عامًا حتى طلب ملك الحيثيين الصلح وتم توقيع معاهدة سلام بين الطرفين.
3. معركة حطين عام 1187 م.. الجيش المصري درع دولة الخلافة الإسلامية المتين
وهي إحدى أعظم المعارك التاريخية التي خاضها جيش المسلمين وتحت لوائه جيش مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبين وذلك بعد نقض رينالد شاتيون أحد قادة الصليبيين الهدنة التي عقدها ملك بيت المقدس بلدوين مع صلاح الدين ومهاجمته قافلة تابعة للمسلمين ورفضه تسليم الأسرى وقتل بعضهم ليدعو بعدها صلاح الدين المسلمين في كل بقاع البلاد الإسلامية إلى الجهاد ضد الصليبيين وقاد أكبر جيش من المسلمين وهو ما دفع ملك بيت المقدس، جي دي لويزينيان، الذي تولى الحكم بعد وفاة بلدوين للخروج على رأس جيش جرار لملاقاته.
ودارت معركة ضارية بين الطرفين على أرض حطين قتل فيها عدد مهول من الصليبيين الذين كانوا يعانون من العطش بعد أن قطع عنهم المسلمون طريق الوصول إلى المياه كما أسر عدد كبير منهم أيضًا لدرجة دفعت ابن الأثير إلى القول بأن ساحة الحرب «ظلت مرتعاً للطيور الجارحة لمدة سنة فكان من يري القتلي لا يظن أنهم أسروا أحداً، ومن يري الأسري لا يظن أنهم قتلوا أحداً».
4. معركة عين جالوت 1260م.. الجيش المصري يعيد لدولة الخلافة الإسلامية هيبتها الضائعة
معركة من أشرس المعارك التي شهدها التاريخ درات بين جيش المسلمين والذي كان التعداد الأكبر فيه للجيش المصري وبقيادة ملك مصر سيف الدين قطز وبين المغول أو التتار على أرض عين جالوت بفلسطين، وذلك بعد أن رفض ملك مصر التسليم للتتار والخضوع لرغباتهم وقتل رسلهم وعلق رؤوسهم على باب زويلة.
ودارت معركة ضارية بين الجيشين استدرج خلالها جيش المسلمين جيش التتار إلى سهل عين جالوت بعد أن قام بعض الجنود بقيادة بيبرس بالتظاهر بالانهزام ببراعة ليدخل كتبغا وجيشه بالكامل دون أن يترك أي من قواته الاحتياطية خارج السهل لتأمين خروجه حال الانهزام لتلتف من ورائه الكتائب والقوات الإسلامية وتحاصره ويحتدم القتال بين الطرفين ويُقتل كتبغا قائد التتار وينتصر المسلمون في النهاية بعد أن كادوا أن يهلكوا من قوة التتار وعددهم المهول.
5. معركة المورة باليونان 1824 م.. جيش مصر قوة العثمانيين الضاربة في المهام الصعبة
حرب خاضها الجيش المصري في اليونان بناءً على أوامر السلطان العثماني الذي أمر محمد على بالتوجه بجيشه إلى اليونان لإخماد الثورة التي اندلعت بها ضد العثمانيين بعد فشل خورشيد باشا في السيطرة عليها، وفي منتصف يوليو من العام 1824 أقلع الجيش المصري من الإسكندرية تحت قيادة القائد العظيم إبراهيم باشا في طريق إلى «رودس» حيث تقابل مع الجيش العثماني ودخلا في معارك شرسة مع جيوش بلاد المورة وأعادوها إلى سيطرة الدولة العثمانية.
6. معركة عكا 1831م.. أعظم الحصون تفتح أبوابها أمام الجيش المصري
معركة دارت بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها حوالي 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين، ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة عظيمة فقام الجيش المصري بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها حوالي 50 ألف قنبلة وحوالي 203.000 قذيفة ليقتحم بعدها المصريون الأسوار وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون وأسروا فيها والي عكا وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصري 4500 قتيل وخسرت حامية عكا 5600 قتيل.
وكان هذا النصر أحد أعظم الانتصارات التي حققها الجيش المصري لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين في التاريخ وهو نابليون بونابرت في وقت سابق.
7. معركة قونية 1832م.. الجيش المصري على أعتاب الآستانة
بعد أن حقق الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على حاكم مصر العديد من الانتصارات على الجيش العثماني في أكثر من معركة منها معركة حمص في يوليو 1832 ومعركة بيلان في 30 يوليو 1832 واستولى على سوريا وبدأ يزحف على الأناضول.
قام رشيد باشا بإعداد جيش عثماني كبير لقتال إبراهيم باشا الذي بات يهدد الدولة الإسلامية والتقى الجمعان في قونية ودارت معركة عنيفة انتهت بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام 7 ساعات، وكانت خسارة المصري حوالي 262 قتيلًا و530 جريحًا، أما الجيش التركى فقد أسر قائده رشيد باشا مع 5000 من قواته بينهم عدد كبير من الضباط والقواد وقتل حوالي 3000.
وكانت معركة قونية من المعارك الفاصلة في حروب مصر لأنها فتحت أمام الجيش المصرى طريق الآستانة حيث أصبح على مسيرة 6 أيام من البسفور، وكان الطريق خاليا أمامه.
8. معركة نصيبين 1839م.. عندما لقن الجيش المصري نظيره العثماني درس النهاية
معركة دارت بين الجيشين المصري بقيادة إبراهيم باشا والعثماني بقيادة فريق من الضباط الألمان وعلى رأسهم القائد الشهير، فون مولتك، في «نصيبين» وكان قوام الجيش العثماني آنذاك 38 ألف مقاتل بينما كان تعداد الجيش المصري حوالي 40 ألف مقاتل.
ودار بين الطرفين قتال ضاري بدأ بنيران المدفعية من الجانبين وانتهى بانتصار الجيش المصري واستولى المصريون على جميع أسلحة الجيش العثماني الذي فر جنوده بعد الهزيمة وبلغت خسائر الأتراك نحو 4500 قتيل وجريح ومن 12-15 ألف أسير، كما ترك الجيش العثمانى خزينته وبها نحو 6 ملايين فرنك، أما خسائر الجيش المصرى فبلغت نحو 3000 ما بين قتيل وجريح.


وتأتى المعركة الاخيرة او الحرب الأكثر شراسة والتى شاءت الأقدار ان اكون حاضره بها وشاهدة عليها من واقع تجربة صحفية خلف خطوط العدو وداخل صفوف جيشه الجديد وهى الحرب الناعمة التى عرفت بالتغير السلمى اللاعنيف بالرغم من انها لم تكن ناعمة ولَم يكن تغيرا سلمياً بل كان تغيرا دمويا مازالت مصر تدفع ضريبته حتى هذه اللحظات

خاض الجيش المصرى العظيم بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى والدولة المصرية ككل معركة شرسة لصد المؤامرة الصهيوامريكية التى استهدفت تقسيم مصر الى اربع دويلات سبق وشرحتها بالتفاصيل فى المقالات السابقة التى حملت عنوان " من طرف خفى " .
استطاع جيشنا المصرى العظيم ان يحبط تلك المؤامرة فى اسرع وقت ممكن والعبور بمصر لبر الأمان بتحقيق انتصار 30 يونيه 2013 والإعلان رسميا بقيادة وزير الدفاع حينها الفريق اول عبد الفتاح السيسى إنهاء احتلال الجماعة الإرهابية برعاية امريكية لحكم مصر وتنصيب المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية كرئيسا مؤقتا لإدارة شئون البلاد . 
كان لذلك ردود افعال دولية ومحليه وأصبح الجيش المصرى والشرطة المصرية يحاربون الاٍرهاب فى كل دقيقة تمر وتساقط الاف الشهداء فى سيناء ومختلف محافظات مصر برصاص الاٍرهاب الغاشم الذى يقف خلفه تمويلا وتدريبا وتخطيطا الكيان الصهيونى برعاية امريكية ، من اجل الاستسلام وترك مصر لهم لقمة سائغة لينفذوا مخططتهم الشيطانى الذى شرعوا فى تنفيذه على الارض عقب نصر اكتوبر 1973 ، حيث بداؤ فى تصدير دين جديد يحمله العناصر الهدامه التى شكلت جماعات الاسلام السياسى وقامت بأول استهداف لها بخلق فتن طائفية لخلخلة المجتمع المصرى خلال فترة السبعينيات ثم توجت إجرامها باغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات بطل الحرب والسلام فى ذكرى الاحتفال بنصر اكتوبر لربط ذكرى هذا اليوم بحدث آليم يتذكره المصريين بكل حزن وآسى لمحو فرحة الانتصار على بنى صهيون ، الا ان ذلك لم يحدث بل اصر المصريون على الاحتفال بنصر اكتوبر واحياء ذكرى بطل الحرب والسلام ، فالبرغم من مرور 48 عاما على هذا النصر العظيم الا ان الشعب المصرى والعربى مازالوا يحتفلون ويتفاخرون ويتباهون بهذا النصر العظيم حتى الشباب الذين ولدوا بعد هذا النصر بعشرات السنوات يحتفلون به وهم يتمنون من داخلهم ان يكونوا من ضمن المشاركون فى صنع هذا الانتصار العظيم . 
وعلى الصعيد الاخر هناك من الشباب من باع هذا الوطن وتربح وكون ثروات مقابل ان يكون يد للأمريكان فى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير لصالح الكيان الصهيونى ، والذى مازال يستقوى بهم للنيل من مصر وتركيعها . 
انتظروا فى المقالة القادمة " عبيد الاخوان 2 " مزيدا من التفاصيل عن اختراق الاخوان التيارات والتنظيمات والأحزاب الليبرالية واليسارية ، واكتفى فى هذه المقالة بالحديث عن انتصارات جيشنا المصرى العظيم حتى لا أُفسد فرحة المصريين والعرب بنصر أكتوبر المجيد . 
أراكم على خير  إن شاء الله…

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط