الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر لا تتخلى عن الأشقاء|محكمة يهودية تنسف جهود التهدئة في القدس|والقاهرة تدين

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

أدانت وزارة الخارجية قرار  القضاء الإسرائيلي الذي يقضي بمنح اليهود الحق في الصلاة بـ باحات المسجد الأقصى المُبارك، وبما يُعد انتهاكًا للمُقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى الذي هو بمثابة مكان عبادة خالص للمسلمين. 

وجددت وزارة الخارجية، وفقا لبيان أصدرته، اليوم الخميس، تأكيد ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية اتساقًا مع قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.

كما أعربت  وزارة الخارجية عن قلقها البالغ من التبعات التي ستنتج عن قرار القضاء الإسرائيلي وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وطالبت وزارة الخارجية الحكومة الإسرائيلية بعدم الإقدام على أي إجراءات من شأنها وضع القرار موضع التنفيذ أو المساس بالوضع القائم للمسجد الأقصى المبارك.

وتوالت ردود الفعل الفلسطينية والعربية الغاضبة، حيال قرار محكمة إسرائيلية، الأربعاء، منح اليهود ما أسمته بـ "الحق المحدود" في أداء صلوات صامتة في باحات المسجد الأقصى المبارك

نزع الصفة الوطنية 

قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن قرار محكمة الاحتلال بالسماح للمستوطنين اليهود الصلاة في المسجد الأقصى، وتدنيس حرمته، وفرض تقاسمه على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل، هو نسف لكل الخطوط الحمر.

وأضافت: أن قرار محاولة مفضوحة، ليس للإعتداء على إحدى أهم مقدسات شعبنا الفلسطيني والعرب والمسلمين فحسب، بل وكذلك لفرض الرواية الصهيونية التوراتية المبنية على الخرافات والأساطير والأكاذيب والتلفيقات، ونزع الصفة الوطنية عن أرضنا وقدسنا.

ولفتت الجبهة، أن محكمة الاحتلال وهي تتخذ قرارها المشين والاستفزازي بحق المسجد الأقصى، إنما تدفع الأمور نحو الإنفجار الشامل، كما فعل من قبل رئيس حكومة إسرائيل ارييل شارون، وعلى هذه المحكمة، ومن خلفها حكومة بينيت - لابيد ومعها ايليت شاكيد، أن يتذكروا جيداً أن القدس بمقدساتها وأحيائها السكنية وآثارها وموقعها المميز في الوجدان الفلسطيني، عاصمة لدولة فلسطين، هي التي أشعلت نيران الانتفاضة الثانية.

رسم حدودا للتغول 

وتابعت: «وهي التي أشعلت نيران معركة القدس وسيف القدس، ومن شأنها أيضاً أن تشعل حرباً جديدة،  يخوضها شعبنا بكل فئاته وقواه، وبكل الأساليب الممكنة للدفاع عن أرضه، وعن عاصمة دولته، وليرسم للتغول الصهيوني حدوداً لا يتجاوزها».

واختتمت الجبهة: «سياسة التطرف غير المحدود، التي تتبعها حكومة بينيت- لابيد - شاكيد، تثبت مرة أخرى أنه لا سبيل لوقف هذا التغول إلا بالمقاومة، وأن المقاومة الشعبية بكل وسائلها هي الأسلوب الوحيد للتعامل مع دولة الاحتلال، بديلا لأي تحركات، ليس من شأنها سوى هدر الوقت وهدر تضحيات شعبنا».

الحق المحدود لليهود

وأقرت محكمة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، بـ«الحق المحدود» لليهود في أداء صلوات في باحات المسجد الأقصى المبارك.

وقالت المحكمة، إن «وجود مصلين يهود في الحرم القدسي لا يمثل عملا إجراميا طالما تظل صلواتهم صامتة»، وأمرت شرطة الاحتلال بإلغاء مذكرة الإبعاد الصادرة بحق المتطرف أرييه ليبو لمنعه من زيارة الحرم القدسي بسبب إقامته صلوات صامتة هناك.

جزء من منظومة العدوان

وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ردا على قرار المحكمة، إن ما تسمى "محكمة القدس" الإسرائيلية هي جزء رئيس في منظومة العدوان الإسرائيلي المستمر على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والشعب الفلسطيني بشكل عام.

ووصف الهباش، في بيان صحفي، القرار بأنه جريمة حرب جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي نفذتها وتنفذها ما تسمى منظومة القضاء في دولة الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، مضيفا ان مثل هذه الهرطقات هي بمثابة وصفة جاهزة لتفجير الأوضاع وإشعال فتيل الحرب الدينية التي لن تبقى في فلسطين فحسب، إنما سيصل مداها لكل أرجاء العالم ولن تكون دولة الاحتلال بمنأى عن لظاها وعواقبها.

مسجد إسلامي خالص

وأكد قاضي القضاة أن المسجد الأقصى كان وما زال وسيبقى مسجدا إسلاميا خالصا بقرار رباني كما جاء في سورة الإسراء وكما نصت عليه القوانين الدولية وقرارات منظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، والتي أكدت في أكثر من قرار أن الحرم القدسي تراث إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه.

كما أكد أن دولة الاحتلال تمارس عملية تزوير وسرقة كبرى بحق المقدسات الإسلامية، ومخططا شيطانيا لتهويد مدينة القدس ظنا منها أن استخدام المحاكم والقضاء سيغير من الحقيقة شيئا، وهذا لن يكون.

وطالب الهباش المنظومة الدولية وعلى رأسها "اليونسكو" بحماية قراراتها المتعلقة بمدينة القدس وعلى وجه الخصوص الحرم القدسي الشريف، والدفاع عن حق المسلمين في العبادة بكل حرية في المسجد الأقصى المبارك، وفرض العقوبات الرادعة على دولة الاحتلال ومنظومتها القضائية التي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والتراث العالمي وعقيدة المسلمين في العالم أجمع، بالإضافة لانتهاكها القانون الدولي.

منظومة احتلالية مجرمة 

وقال إن الشعب الفلسطيني لا يرى فيما يسمى "القضاء" في دولة الاحتلال إلا جزءا من منظومة احتلالية مجرمة تمارس الظلم والعدوان بحق أبناء شعبنا وعلى رأسهم الأسرى الأبطال وجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال فيما يعرف بمقابر الأرقام، وأخيرا وليس آخرا سلسلة القرارات العدوانية بحق المسجد الأقصى المبارك كإحدى خطوات مخطط تهويد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، مؤكدا أننا «لن نقبل بمثل هذا العدوان وسندافع عن أقصانا وقدسنا بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة ولن نرفع الراية البيضاء أبدا».

يمثل سابقة خطيرة

وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بقرار المحكمة الإسرائيلية بالسماح لليهود الصلاة في المسجد الأقصى، ما يمثل سابقة خطيرة، ويعكس نوايا الحكومة الجديدة وخططها المتواصلة لتهويد القدس، واستهداف الوجود الفلسطيني فيها.

وأكد أبو الغيط - في بيان صحفي - أن القرار يُمثل خطوة أخرى نحو التقسيم المكاني للأقصى «وهو أمرٌ نستنكره بأشد العبارات، ليس فقط على الصعيد العربي، وإنما على مستوى العالم الإسلامي كله».