الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية شقيقين فرقتهما الحرب وجمعهما نصر أكتوبر

صورة من حرب أكتوبر
صورة من حرب أكتوبر

في السادس من أكتوبر عام 1973 كانت  "سميحة عطا" تناهز من العمر 14 عاما  حين سمعت ضحيح بالشوارع المجاورة لها بحي العباسية في محافظة القاهرة  في الساعة 2:30 ظهراً ليطلب منها والديها  فتح التلفاز والراديو  لمعرفة ما يدور في الخارج، لتتفاجئ "سميحة" ووالدتها  ووالدها واخواتها الثلاثة ببيان  عبور الجيش المصري  لقناة السويس و إعلان نصر أكتوبر لتقفز "سميحة" و أسرتها من السعادة والحماس و دمع الفرح والأنتصار  تنهمر من أعيونهم، ليخرجوا بعد ذلك إلى شرفة منزلهم الكائن بمنطقة عبده باشا  مرددين التكبيرات و وكلمات النصر .

 

غلب التفكير والقلق  على سعادة عائلة  "سمحية"  بعد أن اغفلتهم  فرحة الانتصار عن شقيقيها اللذان يخوضان معركة أكتوبر، حيث كان أحد اشقاء "سميحة" ضابط بالدفاع الجوي والاخر جندي بمنطقة الكبريت في محافظة السويس، ليقود  تفكير أسرة "سميحة" للعديد من السناريوهات المقلقة حول شقيقيها اللذان كانا في معترك معركة النصر بينما كان أهالي حيهم العتيق يحتفلوا ببوادر نصر حرب 6 أكتوبر.

 

ظلت أسرة "سميحة" في حالة من القلق  والتوتر صاحبها نبضات قلب متسارعة خوفاً على شقيقيها اللذان تجهل الأسرة مصيرهم، لتبات هذه الحالة مستمرة لقرابة الثمان أيام حتى عاد شقيق "سميحة" الأكبر الضابط بالدفاع الجوي وهو مرتيداً زيه العسكري ونجومه الثلاثة تزين كتفيه رافعاً رأسه بشمية الأبطال وسط حفاوة جيمع أهالي منطقته الذين كانت تلمع اعينهم من الفرح والفخر حين تقع  انظارهم على شقيق "سميحة"  البطل العائد من حرب اذاقوا خلالها العدو الأسرائيلي مرارة الهزيمة.

 

احتفت "سميحة" وأسرتها بعودة شقيقها ولكنهم ظلوا قلقين بشأن أخيهم الاخر الجندي المحارب بقناة السويس،  متسائلين حول مصيره المجول، ليزداد الأمر صعوبة بعد أن قضى شقيق "سميحة" الأكبر يومين وسط أحضان عائلته معاوداً بعدها إلى مهامة العسكرية في منطقة  الدفرسوار جنوب شرق الإسماعليلة والتي شهدت واقعة الثغرة العسكرية، وذلك بحسب رواية الحاجة "سميحة"، لموقع "صدى البلد".


بعد أيام قليلة من عودة  شقيق "سميحة" الأكبر إلى جبهة القتال، علمت  أسرة "سميحة" بأصابة شقيقها المجند القابع أمام خطوط العدو في السويس بشظية  في رقابته لينقل على أثرها إلى مشتشفى المعادي ليتلقى العلاج بروح بطولية ويتعافى من  أصابته الحربية.

 

لم تهنئ أسرة" سميحة" بأنتصار أكتوبر إثر إصابة شقيقها المجند في الحرب و خوض شقيقة الأكبر معركة شرسة بحصار   الدفرسوار  ليتولى شقيق " سميحة" مهمة الدفاع الجوي أمام الجبة الأسرائلية بشجاعة وجسارة افضت إلى الأنتصار في موقعة تعد الأشهر بعد حرب السادس من أكتوبر.

 

وبعد فترة حصار ليست بهينة عاد شقيق " سميحة" مرة أخرى بثوب الأنتصار العسكري بعد نجاحه في مجابهة العدو الأسرائيلي وأصابته بخسائر فادحة أوجعت العدو في صميم المعركة، لتكون تلك البطولات وساماً عسكرياً تزين الزي العسكري لشقيق “سميحة” الأكبر ليصبح مصدر فخر هو شقيقه المقاتل لأسرتهما ولأهلي منطقتهما ويلتم شمل العائلة بعد أن فرقتهم مرارة الحرب.