الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب العبور الآمن

صدى البلد

رجب الشرنوبي:يكتب
العبور الآمن

يشهد اليوم الذكري الثامنة والأربعين لإنتصارات أكتوبر المجيدة..الكثير من أولادنا وبناتنا من الأجيال الجديدة ربما لايعلمون مايكفي عن هذا اليوم الفاصل في تاريخ أمتنا العظيمة،حتي نكون أكثر صراحة مع أنفسنا يجب ألا نحملهم المسئولية كاملة عن هذا الخطأ الكبير في حق الوطن، كما يجب أن تتوافر لدينا شجاعة الإعتراف أمام أنفسنا أولاً ثم أمامهم، أننا نحن الآباء والأمهات إلي جانب بعض المؤسسات نشاركهم جزء كبير من هذه المسئولية.

هذا إذا كنا بصدد الحديث عن إرادة حقيقية لتصويب أخطاء الماضي وعدم الوقوع فيها مستقبلاً، خصوصاً ونحن نعيش معركة من البناء والتنمية لا تقل المخاطر التي تحيط بها عن تلك التي كانت تحيط بعملية العبور الآمن لقناة السويس..أثناء حرب التحرير علي أرض سيناء الغالية.

لم تكن القوة العسكرية المتوفرة 
للقوات المسلحة المصرية والأسلحة التي بين يديها وبحسب معظم الخبراء العسكريين المصريين قبل الدوليين..تضمن لها التفوق والحسم في أرض المعركة،لم تكن هذه القدرات العسكرية المصرية وبحسب رواية كثيرين منهم في أكتوبر المجيد،أفضل بحال من الأحوال مما كان يمتلك جيش العدو الصهيوني من معدات وأسلحة بل ربما العكس يكون هو الصحيح.

لكن من المؤكد كان ما يتوافر لدي الجيش المصري في أكتوبر وأي وقت آخرحاسماً في هذا الإنتصار التاريخي..كما يعد بمثابة الضمانة الحقيقية وراء تحقيق هذا الإنتصار المجيد، فالقوات المسلحة المصرية دائماً لديها داخل صفوفها ما قد يغيب عن صفوف أي جيش آخر..من جيوش المنطقة بما فيها ذلك الجيش الذي ظل سنوات وسنوات يدعي أمام العالم أنه الجيش الذي لا يقهر.

قد تكون طبيعة تكوين الجيش المصري التي تختلف إختلافاً جذرياً عن جيوش دول المنطقة.. هي ما تميزه عن غيره من الجيوش،قد يكون شعور كل مواطن ومواطنة مصرية بأن له من الإسهامات وشرف الإلتحاق بالقوات المسلحة المصرية وهو ما لا يوجد بصفوف الآخرين..لكن الحقيقة المؤكدة أن هذا الإرتباط بين الشعب وجيشه هو من نوع خاص يتزامن معه دعماً غير محدود.

طبيعة العلاقة التي ترتبط بها القوات المسلحة المصرية مع الشعب المصري..هي طبيعة خاصة تبدو من خلالها وكأنها شركة مساهمة مصرية، يمتلك كل مواطن مصرياًسهماً من أسهمها..ما أقدم عليه الشعب المصري من تضحيات ودعم أثناء حرب الإستنزاف وخلال أيام أكتوبر المجيدة ولايزال يقدمه حتي الآن،يثبت بما لايدع مجال للشك ان الجيش المصري هوجيش قوامه شعب بأكمله..لايوجد بيت واحد في مصرلم يقدم من خلالها شهيد لايوجد مواطن واحد لم تكن له إسهامات في معاركنا الخالدة..حتي من لم ينال شرف الإلتحاق العسكري ساهم بجهوده في الخدمة العامة للوطن.

بذلت القوات المسلحة كل غال ونفيس منذ قرابة الخمس عقود..في سبيل تحرير كل ذرة رمل من أرض سيناء التي أرتوت بالدماء الطاهرة من أبناء المصريين..قدمت العسكرية المصرية دروساًظلت المعاهد والكليات العسكرية حول العالم تدرسها وتقوم بتحليلها سنوات وسنوات..إجتمعت الإرادة الوطنية بين الشعب وقيادته السياسية ومؤسسته العسكرية حتي تحقق العبور الآمن لفصل جديد من فصول الزمن..ضاربةبذلك أروع الأمثلة من التضحيات فداء للوطن في أكتوبر العزة والكرامة.

تخوض مصر منذ سنوات وبدعم كامل من الشعب المصري لقيادته السياسة تحدياً وطنياً من نوع آخر..بعدما تغيرت طبيعة الحروب التي تتبعها قوي الشر في العالم..كما هي العادة وجدت القوات المسلحة نفسها في مواجهه معارك شرسة،تستهدف النيل من الشعب المصري ومقدراته وطمس معالم هويته الوطنية،معركة البناء والتنمية التي تقودها مصر وفي طليعة صفوفها أبنائها من القوات المسلحة..تثبت دائماً أن الجيش المصري هو خط الدفاع الأول وهو الحصن الآمن لأبناء هذا الوطن.

مساهمات وحقائق علي أرض الواقع لايستطيع أحد أن ينكرها..قدمتها القوات المسلحة عبر أجهزتها المختلفة في معركة البناء والتمنية خلال السنوات الماضية،المساهمات التاريخية للجيش المصري في منظومةالمشروعات القومية،التي تسير فيها الدولة علي محاور التنمية الشاملة من خلال كل قطاعاتها الوطنية تؤكد علي هذا الرباط المقدس،الذي يربط الشعب بقواته المسلحة.

معركة البناء والتنمية التي يقودها الجيش المصري في أرض الفيروز،تؤكدأن التخطيط الإستراتيجي الذي كان حاسماً في معركة الكرامة في أكتوبر المجيد،وكذلك لايغيب عن ذهن القوات المسلحة المصرية في أي معارك تخوضها..تعمير سيناءوهو جزء هام من إستراتيجية مصر الشاملة2030 لم يخلو كما هي العادة من قراءة عميقة وإستراتيجية.

أرض الفيروز التي تحمل من المخاطر ماتحمل وتحمل أهلها من التضحيات مالاينكره أي عادل أو منصف،كانت تنميتها والإستفادة بخيراتها ورد الجميل لأهلهابمثابة الإختيارالأنسب والأكثر أمناً،بعد إهمال إستمرلعقود طويلة منذعودتها إلي الوطن.

معارك التنمية التي تخوصها مصر الآن وتسير فيهابثبات علي طريق بناء حديث يستطيع الصمود والتصدي في مواجهه التحديات..تستدعي تضافر كل الجهود الوطنية حتي يكتمل تحقيق الحلم والعبور الآمن نحو الجمهورية الجديدة..كل عام ومصر وأهلها قيادة وشعباً وقوات مسلحة بالف خير.