الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. غادة جابر تكتب: ماذا نعرف عن حرب أكتوبر؟

صدى البلد

 

ماذا نعرف عن حرب أكتوبر 
    كنتُ دائماً أستمع و أستمتع بالأحاديث عن نصر أكتوبر ، كنتُ أصغي جيداً للروايات و الحكايات وكأنها أساطير ، وكنتُ أتمني أن أكون أحد أبطال هذه القصص التاريخية أو حتي أحد الشاهدين علي العصر ، قصص لبطولات قام بها فدائيين ومجندين و عسكريين وقادة ، جميعهم شاركوا في ملحمة تاريخية ، وإن لم يفعلوا هذه الملحمة كان التاريخ لم يرحمهم ، " التاريخ " أقف بثبات أمام هذه الكلمة التي تحمل في طياتها سنوات ودماء وأحداث ، لم يستطع أحد أن يجزم بمصداقيتها إلا من عاش هذه الفترة ، التي يتحدث عنها التاريخ ، ونحن اليوم في إحياء ذكرى نصر السادس من أكتوبر و العاشر من رمضان ، يحدثنا بالفعل أجيال عاشوا هذه الفترة ، التي يقرها التاريخ ، أجيال حاربت و أنتصرت بعد أن أنتكست ، ويجب علي َأن أذكر :" أبي " أول رجل تحدث معي عن حرب 67 ، وحرب 73 ، أبي الذى زرع في نبتي مبادئ العزة والكرامة ، الذى سرد لي التاريخ ، الذى عاصره فعلاً ، فكان أحد الجنود المقاتلين ، في حرب 73،67، كان يقول لي أنا وأخوتي " أنا حاربت كنت علي خط النار 7 سنين في الجيش " كنتُ أتأمل هذه الجملة وأنظر لأبي ، لهذا الرجل الذى أراه أمامي ، يغمرنا بحنيته ، وعطاؤه ، يتكبد متاعب الحياة من أجلنا ، لا يكل و لا يمل ، دائماً يحدثنا عن النصر و القوة والتميز وأننا نستطيع ، علمت وقتها أن هناك رجال كثيرون ، مثل أبي ، جيل تعلم الإرادة والقوة و التحدى ، وعلمنا كذلك ، علموا الحرب والهزيمة وعملوا النصر .
    كلما مررتُ بالنصب التذكارى المواجه للمنصة علي طريق النصر ، أحدث نفسي " من أنتم وكم عددكم "وكذلك عند مرورى بالنصب التذكارى للجندى المجهول في مدينتي الباسلة " السويس " فأنا أحد أبناء محافظة السويس ، المحافظة التي خاضت الحروب التي مرت علي مصر وكانت الحصن المنيع لحماية مصر بأكملها ، وأحدث نفسي أيضاً أنه لم يكن جندى مجهول واحد ، هذه الحرب التاريخية التي مهما تحدث عنها التاريخ لم يأتي بكل خباياها ، فهم جنود وجنود وجنود ، جميعهم نالوا شرف الشهادة ، " العقيدة – الشهادة " هذه الكلمات التي يعرفها ويتقنها ويترعرع عليها المصريين ، فنحن جميعاً وطنيون ، من الطراز الأول ، جميعنا نعشق تراب هذا الوطن ، رغم كل شئ ، ومهما أختلفنا ، لكننا نتحد وبقوة ، في وجه أي عدو يحاول أن ينال من هذا الوطن .
    تعلمت في أكاديمية ناصر العسكرية ، هذا الصرح العظيم الذى أتاح لنا نحن المدنيين ، أن نعرف الكثير عن العلوم العسكرية ، أن نعرف أن هؤلاء العسكريين لهم حياة وأهداف ، غير حياتنا وأهدافنا ، فماذا نحن مهما فعلنا ، ماذا نقدم للتاريخ و للأرض ، للوطن " مشروع هندسي ، معالجة مرضي ، تعليم أجيال " كلنا جنود في مواقعنا ، لكن العسكرى جندى مقاتل ، يذهب ويعلم أنه قد لا يعود ، بل و يتمني ، لأن الشهادة عقيدة راسخة ، ويعرف أنها أسمي شرف قد يناله .
    قرأتُ عن حرب أكتوبر ، وأنتم أكيد قرأتم الكثير ، عن أبطال لا حصر لهم ، من أبطال أكتوبر ، والفخر أن نقرأ ما قاله القادة في الجيش الإسرائيلي وقت حرب أكتوبر ، فوصفوا ما شاهدوه بالذهول ، أصبح الجندى المصرى علامة للقتال والإصرار الساحق ، الذى لا يعرفون عنه شيئاً ، فالبطولة ليست في الأسلحة ، أو العدة العسكرية والتسليح ، البطولة الحقيقية التي لا يعرفونها ، هي " العقيدة " , " الايمان " النصر أو الشهادة . " بلادى بلادى بلادى لكي حبي و فؤادى مصر ياأم البلاد " أنت خير البلاد والعباد والأجناد.
الوطن لمن يحب الوطن.