الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطل نصر أكتوبر 73..

بطل الحرب والسلام.. الزعيم الراحل أنور السادات أول رئيس مصري يتولى رئاسة البرلمان.. بروفايل

أنور السادات، بطل
أنور السادات، بطل الحرب والسلام

تحل علينا اليوم، الأربعاء، الذكرى الـ 48 لأعظم معركة في التاريخ الحديث، حيث انتصرت قواتنا المسلحة واستعادت روح العزة والكرامة باسترداد أرض سيناء  الحبيبة، والتي سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

 

يوم السادس من أكتوبر لعام 1973، لا يمثل فقط نصرًا عسكريًا باهرًا، بل يعد بمثابة تعبير فريد عن إرادة أمة، وتماسك شعب، استمدت من تاريخها العريق، صلابة وقوة لا تقهر، وتعبيرًا عن رجل نادرا ما يتكرر كثيرًا، وهو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل نصر أكتوبر 73.

 

"بطل الحرب والسلام وقائد الانتصار العظيم"، عبارات ظلت راسخة في جميع أذهان المصريين لما تمثله من قيمة تاريخية كبرى جسدها الرئيس الراحل أنور السادات، كي يثبت للعالم أن مصر تملك درعًا وسيفًا، تحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال، وكان بقدر ثقة مصر وشعبها فيه، قائدًا وطنيًا ذا عبقرية استراتيجية، وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر، وعبر بها بر الأمان والسلام، إنه الشهيد محمد أنور السادات، قائد ملحمة العبور في 6 أكتوبر عام 1973، والذى فاجأ العالم وأبهره بحرب من أعظم حروب القرن العشرين، أعاد الحياة لقناة السويس من جديد، وكـ ثاقب للرؤية، اتخذ قرار السلام، زار القدس فى مفاجأة أذهلت العالم، ودعا لإنهاء مرحلة الحروب، ومن ثم هرولت العديد من الدول العربية لـ الالتحاق بركب السلام الذى أرسى قاعدته الأولى.

 

نشأته

ولد محمد أنور السادات في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1918، لأب مصري وأم من ذوي أصول سودانية، في قرية "ميت أبو الكوم"، بمحافظة المنوفية، وبدأ حياته في كتَّاب القرية ومكث به قرابة 6 سنوات استطاع خلالها أن يحفظ القرآن كاملا، ومن الكتّاب انتقل إلى مدرسة الأقباط الإبتدائية بقرية طوخ دلكا المجاورة لقريته، حيث لم يكن بقريته آنذاك أية مدارس للتعليم الابتدائي وحصل منها على الشهادة الابتدائية.


ثم انتقل إلى القاهرة بعد عودة أبيه من السودان، في أعقاب مقتل السردار الإنجليزي "سير لي ستاك"، قائد الجيش المصري والحاكم العام للسودان، فقد كان من أهم العقوبات التي وقعتها إنجلترا على مصر أن يعود الجيش المصري من السودان، فعاد معه والد السادات حيث كان يعمل كاتبًا بالمستشفى العسكري، والتحق السادات بالعديد من مدارس القاهرة؛ مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بالزيتون، ثم مدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة، فمدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم مدرسة رقيّ المعارف بشبرا، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة.
 

وفى عام 1936، أبرم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر معاهدة 1936 مع بريطانيا، والتي سمحت باتساع الجيش المصري تأهبًا للحرب العالمية الثانية مما أتاح لأبناء الطبقة المتوسطة فرصة الالتحاق بالكلية الحربية وأن يصبحوا ضباطًا في صفوف الجيش فدخل على أثرها أنور السادات، وجمال عبد الناصر، ومجموعة كبيرة من رموز ثورة يوليو إلى الكلية الحربية.
 

وفور تخرجه في الكلية الحربية، ألحق بسلاح المشاة بالإسكندرية، وفي العام نفسه نقل إلى "منقباد" بصعيد مصر ضمن مجموعة من زملائه الضباط الشبان، وهناك التقى لأول مرة بالرئيس جمال عبد الناصر.

 

ويعد محمد أنور السادات ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، خلال الفترة من عام 1970 حتى عام 1981، وواحدا من أهم الزعماء المصريين والعرب في التاريخ المعاصر، كان أحد ضباط الجيش المصري وأحد المساهمين في  ثورة يوليو 1952، كما قاد حركة 15 مايو 1971 م، وقاد مصر والعرب نحو تحقيق نصر أكتوبر 1973 م.

 

الحياة النيابية لـ بطل الحرب والسلام

تم انتخاب السادات رئيسا لأول مجلس نيابي بعد قيام الثورة في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فترتين متواليتين، عن عمر ناهز 43 عاما، ليكون أول رئيس مصري يتولى رئاسة البرلمان.

 

واستمرت الفترة الأولى عاما واحدا، من 21 يوليو 1960 إلى 27 سبتمبر 1961، ثم تكرر الأمر عام 1964، إذ اعتلى نائب دائرة تلا بالمنوفية، كرسي رئاسة المجلس لمدة 4 سنوات بدأت في 26 مارس 1964 وانتهت في 12 نوفمبر 1968.

 

وشهدت فترة رئاسة السادات لمجلس الشعب آنذاك تطورات سياسية وعسكرية هامة، على رأسها حرب 1967، والمعروفة إعلاميًا بـ “النكسة”، حيث كان للمجلس أهمية كبيرة في القرارات التي كانت تتخذها الإدارة السياسية في ذلك الوقت، إذ كان من اختصاصه إصدار قرارات تسليح الجيش وتوفير الاحتياطات التموينية وتنظيم صفوف القوات على الجبهة، وشهدت هذه الفترة إعادة تسليح الجيش، وغيرها من القرارات التي تختص بحرب الاستنزاف، وعقب انتهائها، جاء السادات رئيسًا مرة ثانية ولكن تلك المرة معتليًا كرسي رئاسة الجمهورية.

 

وجاء نص خطابه الشهير أمام مجلس الأمة عقب توليه رئاسة الجمهورية بعد استفتاء الشعب خلفا للرئيس عبد الناصر، والذي قال فيه: "إنني أعدكم أنني سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا، إن الوطن للجميع والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء.. لقد شرفني أن يقول أكثر من 6 ملايين رأيهم بـ نعم واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به وأرجو الله أن يمنحني القدرة على أن أكون أهلا له وجديرا به".

 

وواصل الرئيس خطابه، متابعا حديثه على النحو الآتي: "لقد شرفني في نفس الوقت أن يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بـ لا ولم أعتبر ذلك رفضا وإنما أعتبره حكما مؤجلا.. وأرجو الله أن يمنحني القدرة على ان أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة وأن يجيء الحكم المؤجل قبولا حسنا، ورضا من الناس، والله في نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان".

 

جدير بالذكر أن الرئيس الراحل أعاد الأحزاب السياسة لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية، وانتهى حكمه باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى  نصر 6 أكتوبر المجيد في عام 1981م.