تحتفل مصر بالذكرى الـ 48 على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة لعام 1973م، واسترداد بقعة غالية من تراب هذا الوطن، وهنأ رموز المؤسسة الدينية، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وقادة وضباط وجنود القوات المسلحة الباسلة، مؤكدين أن تلك الانتصاراتستظل تاريخًا للتعبير عن العزة والكرامة.
ملحمة لتحرير الأرض
وقدم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، خالص التهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورجال القوات المسلحة، وجموع الشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ 48 لانتصارات حرب أكتوبر.
وأكد الإمام الأكبر أن هذه الذكرى التي ضربت فيها قواتنا المسلحة الباسلة أروع الأمثلة في التضحية والبطولة من أجل استرداد أرضنا الغالية؛ ستظل تاريخًا للتعبير عن العزة والكرامة، وملحمة لتحرير الأرض والحفاظ عليها.
وجدد الإمام الأكبر، دعوته لجموع المصريين، لاستلهام معاني الإرادة والإصرار من انتصارات أكتوبر، ومواصلة العمل في سبيل بناء الوطن ورفعته، سائلًا المولى -عز وجل- أن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يحفظ مصر وجيشها وأهلها من كل مكروه وسوء، وأن يعيد علينا هذه الانتصارات بمزيد من الخير والرخاء والاستقرار.
روح العزة والكرامة
وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،إننا نفخر بجيل أكتوبر 1973م، هذا الجيل العظيم الذي سطر ملحمة عظيمة في الفداء والتضحية، ولنا أيضًا أن نفخر بجيل أكتوبر الجديد قاهر الإرهاب وصانع التنمية.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن ذلك الجيل الجديد الذي يسطر ملحمة أخرى في الفداء والتضحية والبناء والتعمير، ويقف على أعتاب الجمهورية الجديدة ، بكل ما تعنيه الكلمة من معان، في العلم، والفكر، والثقافة، والبناء والتعمير، من المدارس إلى الجامعات، إلى العاصمة الإدارية الجديدة، فالعلمين الجديدة، فالجلالة الجديدة، فالمنصورة الجديدة، فأسيوط الجديدة، وهكذا في سائر المدن الجديدة، وفي مجالات الصحة، والتعليم، والبنية التحتية.
ولفت الوزير إلى أن روح أكتوبر هي روح العزة والكرامة والنصر، هي روح العزيمة والإرادة والبسالة، هي رمز التضحية والفداء في سبيل الوطن، هي روح اعتزاز بجيل عظيم ضحى في سبيل وطنه، وانتماء لجيل يعمل لرقي وطنه.
أعظم آيات التكاتف والتلاحم
نوه الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بأن ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة سطرت أعظم آيات التكاتف والتلاحم بين أفراد الشعب المصري وقواتنا المسلحة الأبيَّة حتى تحققت ملحمة النصر التي سجلها التاريخ فخرًا للأجيال المتعاقبة، وأنها ستظل هذه الذكرى درسًا عظيمًا يستفيد منه المحبون ويرتدع به من يريد الكيد لهذا الوطن.
ودعا المفتي جموع المواطنين إلى الاعتزاز بالوطن وأيامه العظمى، وإلى استمرار التكاتف بين أفراد الشعب المصري وقواته المسلحة وأجهزة الشرطة في حربها ضد تنظيمات وجماعات الإرهاب التي تسعى لنشر الخراب والدمار في مختلف البلاد، بل في كافة أنحاء المنطقة العربية والعالم.
وشدد مفتي الجمهورية على أن جيش مصر العظيم هو درع الوطن الحصينة وسيفه الذي قدَّم -ولا يزال يقدم- العديد من التضحيات من أجل الدفاع عن حقوق الشعب المصري، وهو لا يزال يقوم بدوره الحاسم في تحقيق التنمية والرخاء في أرض سيناء الغالية، وفي كل بقعة من أرض مصر الطاهرة.
كما دعا مفتي الجمهورية الشعبَ المصري إلى استلهام روح انتصارات حرب أكتوبر المجيدة في هذا الوقت الذي تنجز فيه مصر بطولاتٍ خالدةً في ميادين الحياة المختلفة، تحت قيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي -حفظه الله- تستوجب منا المشاركة الفعالة لتحقيق المقاصد السامية والأهداف الوطنية النبيلة.
داعياً المولى عز وجل إلى أن يتقبل جميع شهدائنا الأبرار في معركة أكتوبر، الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الفيروز وقدموا أرواحهم فداءً لوطنهم حتى تحررت سيناء الغالية، وأن يتقبل كل شهيد قدَّم روحه في معارك الوطن ضد أعدائه. كما دعا المولى عز وجل أن يحفظ مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار والرخاء.
أكتوبر بطولات الماضي وإرادة المستقبل
كما أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف حملة توعوية شاملة بعنوان "أكتوبر بطولات الماضي وإرادة المستقبل" وذلك تزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة؛ في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب_شيخ الأزهر بضرورة العمل الدائم على توعية الناس بالقيم المجتمعية والوطنية بما ينعكس إيجابًا على تحقيق السلم المجتمعي ويدعم خطط التنمية والعمل من أجل البناء.
وأفاد الدكتور نظير عيّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بأن حرب أكتوبر المجيدة تمثل أهمية كبرى في التاريخ المصري المعاصر؛ لما اشتملت عليه من الكثير من الدروس المهمة التي نحن جميعًا بحاجة إلى تطبيقها والاستفادة منها في واقعنا الحالي، والتي من أهمها حب الوطن والتضحية من أجله، والعمل على بنائه ورفعته، وهو ما يحتاج إلى تكثيف الجانب التوعوي من أجل أن يدرك الناس قيمة هذا الوطن وتاريخه الحافل بالانتصارات.
وألمح «عيّاد»، إلى أن الحملة التي يطلقها المجمع تزامنًا مع انتصارات أكتوبر المجيدة وتستمر على مدار أسبوع كامل، تستهدف التركيز على حب الوطن وأهميته بالنسبة للفرد والمجتمع، وضرورة التعاون والإحساس بالآخرين، خاصة في وقت الأزمات، وأهمية أن يؤدي كل فرد دوره في المجتمع حتى يزدهر ويستقر، كما تستهدف أيضًا بيان أن الاتحاد والعمل الجماعي هو الضمانة الأقوى لعبور كل المحن ومواجهة الصعاب.
أوضح الأمين العام أن الحملة من خلال برنامجها اليومي الذي يشتمل على لقاءات مباشرة وفيديوهات ومحتوى إلكتروني، سوف تلقي الضوء على سيناء الحبيبة ومكانتها بالنسبة للدولة المصرية على مر التاريخ؛ فسيناء ملتقى الديانات ومنبع الحضارات، ومهبط الرسل والأنبياء، كما تتناول الحملة التضحيات العظيمة التي قامت بها القوات المسلحة في حماية الدولة المصرية من المخاطر الخارجية والداخلية.
واختتم أن الحملة ينفذها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف عن طريق اللقاءات المباشرة، بالإضافة إلى النشر الالكتروني عبر صفحات المجمع على مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع المجمع على بوابة الأزهر الالكترونية.