الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى انتصارات أكتوبر.. كيف رصد الكتاب أحوال المجتمع والحرب قبل وبعد الانتصار؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لعب الكتاب والأدباء دور كبيرًا في حرب أكتوبر المجيدة التي تحتفل أم الدنيا بالذكرى الـ 48 لها، سواء من خلال رصد من حدث فيها بمؤلفاتهم، أو من خلال مشاركة البعض منهم فيها، وكان من بينهم الكاتب الكبير جمال الغيطاني، والشاعر أحمد سويلم، والفنان الدكتور أحمد نوار.

 

ونرصد في هذا التقرير أبرز المؤلفات التي تناولت حرب أكتوبر المجيدة، وما حدث فيها.

ويعد كتاب "المعارك الحربية على الجبهة المصرية"، للمؤرخ اللواء جمال حماد، من أشهر الكتابات التي صدرت عن حرب أكتوبر وأكثرها تأثيرًا، حيث يعد هذا الكتاب مرجعًا ضروريًا وتسجيلاً أميناً، لكل المهتمين بمعرفة الملحمة الحربية الفذة «أكتوبر 1973».

ويقدم المؤلف في كتابه تحليلا فنيا لجميع أحداث ومواقف الحرب بكل حيادية وصدق، مستفيضًا في شرح نقاط القوة والضعف، وكذلك الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها أطراف المعركة، وكيف كان من الممكن تفاديها، وكذلك كيف يمكن للمصريين تفادي ذلك مستقبلًا.

ومن الفصول المتميزة في الكتاب هو «ملحق الرسائل ما بين جمال حماد وسعد الدين الشاذلى» فى نقاشهم حول ثغرة الدرفسوار، حيث كتبت هذه الرسائل وكأنها مباراة ممتعة في التكتيك العسكري، وتعرض وجهات نظرهم المختلفة عن سير أحداث الحرب.

ويكشف كتاب "خلف خطوط العدو"، من تأليف اللواء أسامه المندوه، كيف نجحت "مجموعة الاستطلاع" المصرية بقيادة اللواء المندوة، وهو برتبة "نقيب" بالتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى "أم مرجم" و"مطار المليز" الحربي، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس، كي تعد على العدو حركاته وسكناته وآلياته فى عمق سيناء، وتسهم فى الكشف المبكر عن نواياه لمدة 6 شهور بدأت مع آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973.

الكتاب يوضح بجلاء دقة التخطيط المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على جسارة رجال القوات المسلحة فى تنفيذ المهام التى أوكلت إليهم خلال أعمال القتال، ويبرز أيضا ذلك التلاحم الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ تلك المهام الجسام، حتى تحقق النصر، حتى عودتهم سالمين إلى القاهرة ليستقبلهم المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة - آنذاك - فى مكتبه ويقلدهم أرفع الأوسمة.

ويرصد كتاب "خفايا حصار السويس"، للكاتب حسين العشى، أول تسجيل لمرحلة مهمة فى حرب أكتوبر 1973 امتدت فى الفترة من 22 أكتوبر 1973 حتى 29 يناير 1974 وشملت معارك السويس ومعركة 24 أكتوبر 1973 والتى وصفها كل المؤرخين العسكريين بأنها كانت نقطة تحول فاصلة فى حرب أكتوبر.

ويكشف الكتاب كل خفايا هذه المعارك على لسان أبطالها وشهود وقائعها، كما يتناول بطولة أبناء الشعب المصرى أثناء فترة الحصار الذى تعرضت له السويس خلال المائة يوم وكانت بذلك أول مدينة تتعرض للحصار فى تاريخ مصر.

وفى كتابه يؤرخ الدكتور عادل وديع فلسطين ليوميات حرب أكتوبر من خلال صفحات الجرائد والأخبار والتقارير التى نشرتها الصحف المصرية وقتها، مستحضرا فترة مهمة من تاريخ مصر التى عانت انكسارا وألما بعد النكسة مرورا برحلتها فى مرحلة النهوض قبيل حرب أكتوبر وكيف تم إعادة بناء القوات المسلحة المصرية بعد حرب الاستنزاف استعدادا للحرب مبرزا براعة التخطيط الاستراتيجى العسكرى المصرى ليبدأ بعد ذلك فى رصد يوميات حرب الكرامة مستعرضا مانشيتات الصحف - مع التركيز على جريدتى الأهرام والأخبار - وما ورد بهما من أخبار وتقارير عسكرية من الجبهة نقلها المراسلون الحربيون ومقالات منذ يوم السبت الموافق 6 أكتوبر1973 العاشر من رمضان 1393، بالإضافة للبيانات العسكرية التى كانت تبثها الإذاعة المصرية عن تطورات الوضع على الجبهة أولا بأول، مختتما كتابه بملحق يضم مجموعة من الصور ذات الصلة لأبطال وقادة الحرب وخرائط المعركة.

ورصد الكاتب جمال الغيطاني في كتاب "المصريون والحرب – من صدمة يونيو إلى يقظة أكتوبر"، والذى كان مراسلا حربيا فى تلك الفترة، عن مرارة ما بعد يونيو 1967، وما تعرض له المقاتل المصرى من حملة نفسية واسعة، وأطلق الغيطانى على القسم الأول من كتابه "البعث"، وذلك لكونه كان  يرى أن "حرب الاستنزاف كانت بعثا لروح جديدة فى جنودنا، وفيه يحكى الكاتب عن بداية تعرفه على المقاتل المصرى فوق أرض الواقع، والتى يتغزل فيه المدينة الباسلة "بورسعيد" وعن لقاءه بجنودنا على جبهة أثناء فترة حرب الاستنزاف، وحياة جنودنا ورغبتهم العالية فى تحرير الأرض".