الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب احمد البراهمي تكتب: الرسالات

صدى البلد

أما العلمانيون فهم لا يعترفون بأنه يوجد خالق للبشر , وبالتالي أي حديث عن أي شئ لاحق فهو من وجهه نظرهم هذيان , ولا فائدة منه . لأن لهم فكرهم و استنتاجاتهم في شتي مناحي الحياة والتي تعتمد علي العالم المادي , وما يرونه بأعينهم  وما يلمسونه بأيديهم . 
فهم يعتقدون أن الإنسان موجود علي الأرض ليتكاثر ويعمل ويعيش فترة من الزمن , ثم يترك الحياة مثله مثل أي كائن آخر , ولا يتعبون عقولهم في التفكير فيما إذا كان هذا الأمر صحيح أو أن ما يقتنعون به خطأ .
والسؤال هنا - للذين لا يعتقدون بوجود الخالق ..
لماذا لا يتساوى البشر في الرزق ؟ أو ما يطلق عليه المأكل والمشرب , والسعادة , والصحة , والمال . 
لماذا هناك بعض الناس لديهم أموال وصحة مثلا , والبعض الأخر مرضي ؟ أو رزقهم المالي قليل ؟
فمن الذي سيعوض الذين يحصلون علي رزق أقل أو علم أقل ؟
وكيف يتساوى شخص وارث مع شخص دوما يرهق نفسه من أجل الحصول علي المال القليل والذي لا يكفيه ؟
من الذي سيعوض الذين تشردوا في الشوارع , أو الذين ألقي بهم أهلهم إلي قارعة الطريق ؟
كيف شخص يكفيه  مبلغ معين ولديه عدد معين في أسرته , مع شخص آخر يعمل بنفس العمل ولديه نفس العدد من الأفرد في أسرته ولا يكفيه ذات الراتب ويبدو عليه البؤس والشقاء .
بالطبع لأولئك العلمانيين قناعات سوف يعولون عليها , وهي أن الإنسان عندما علم أن ما يملكه من مال قليل نمي في إدراكه الاقتصاد في الإنفاق والتوفير في استعمال  الشيء , فحدث ما يطلق عليه البركة , وذلك يطبقونه علي المأكل والمشرب وغير ذلك , والشخص الآخر لم ينم ماله ولم يقتصد , فلذلك لديه أزمات .
فعلي سبيل المثال لو كان الأجر المالي الذي يحصل عليه الإنسان والذي يتحكم في مستواه المعيشي هو نتاج تعبه أو تعب والديه الذين تركوا له ثروات , أو نتاج استعماله لعقله ,أو إدارته الحكيمة التي توصلت به إلي تلك المكاسب , فلو أخذنا من وجهه نظر الذين لا يعترفون بوجود الله , فأين العدالة وأين عدل الطبيعة في ذلك ؟ 
أين عدل الطبيعة مع الذين يعيشون في رغد والذين يعيشون في فقر ؟ والذين يعيشون سعداء والذين يعيشون تعساء ؟
والذين لديهم كل شيء وليسوا سعداء - فلماذا هم غير سعداء ؟
لماذا لم تقدم لهم الطبيعة السعادة طالما يمتلكون مقوماتها ؟
فلو احتكمنا لقانون الطبيعة فلابد أن توجد وسيلة للمساواة في العطايا بين البشر , وإلا ستكون تلك الطبيعة ظالمة وليس بها عدل . 
والسؤال الآخر كيف للطبيعة وهي جماد لا يستطيع التمييز بين شخص وآخر , كيف لها أن تسعد وكيف لها أن تشقي وهي قانونها مبني علي أساس عقلاني بحت وهو الموجود واللاموجود ( قانون خد وهات ) . أو قانون ( واحد زائد واحد يساوي أثنين ) . 
فمن يعتقدون بعدم وجود إله مع كل هذا الظلم والقتل والتعذيب في الحياة من البشر للبشر فهم أبعد الناس عن المنطق والعقل . 
فلا يعقل أن يكون هناك تمييز لشخص عن آخر , وشخص يسفك دم آخر , وشخص يسرق آخر , ثم لا تطال هؤلاء عدالة الدنيا , ولا يتم الحكم عليهم قانونا بمحاكم الدنيا ويفلتون من العقاب لسبب ما ,ثم تنتهي حياتهم وحياة من ظلموهم دون أية عقوبات , فذلك بحد ذاته يتنافى مع العدل ومع الطبيعة . 
ومن أهم الدلائل علي وجود الله ... وجود الأنبياء ...
الأنبيـــــــــــــــــــــــاء 
من الطبيعي أن الله أرسل علي كل فترة من الزمن رسولا للبشرية أو لقومه , فعندما يري الله زيادة في ضلال الناس وبعدهم عنه فأنه سبحانه وتعالي يذكرهم بوجوده , وبضرورة طاعته وعبادته .
ومن المنطقي أن وجود الرسل مرتبط بوجود المرسل - وهو الله سبحانه وتعالي - وبالتالي عندما لا يوجد إله فلا يوجد رسل , ولا توجد أديان سماوية , وبالتالي أيضا تكون التوراة والإنجيل والقرآن وكل الكتب السماوية هي من اختراعات ومؤلفات من أدمغة هؤلاء الرسل , أو حسب ظنهم .
وهؤلاء البشر - وهم الأنبياء - هم الذين ادعوا الرسالات , وادعوا وجود الخالق العظيم .
ونظرا لأنني علي دين الإسلام ولله الحمد , وقد قرأت في وقت سابق التوراة والإنجيل , ومن يقرأ فيهما يجد أن التوراة أقرب إلي فروض القرآن , ولكنها بصيغة أفعل أو لا تفعل .
فمثلا تأتي الأوامر والنواهي بأسلوب لا تقتل , ولا تسرق , ولا تزني .
إلا أن ما أستطيع الحديث عنه فهو الشريعة الإسلامية حيث أنني أدين بالإسلام . وذلك لأن الإسلام أيضا هو الدين الخاتم الشامل لكل تصرف , ولكل مناحي الحياة , وهو الذي نزل بكل التشريعات التي يحتاجها الإنسان في حياته , وحتي بعد موته وحتي في دار الخلود في آخرته . 
حيث تقسيم ما ترك من ميراث , وكيف يصل إليه العمل الصالح من دعوات أولاده له , أو لو ترك علما تنتفع به البشرية . 
وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم  :  إذا مات أبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية  أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )

وذلك لأن القرآن الكريم والسنة النبوية من قول أو فعل  هما الرسالة الخاتمة واللذان يحويان كل ما يحتاجه الإنسان في تعاملاته مع الله ومع البشر ومع الحيوان والنبات  بل ومع الجماد .
وعندما نزل القرآن نزل في مجتمع بأهله  صفات كثيرة جدا كالشجاعة , والكرم , ونجدة الملهوف , وإجابة المستغيث  , وبه لغة يتميز المنتمون إليها بالفصاحة , وبه أيضا أسوأ ما يكون وما يلغي أي تفكير وهو عبادة أصنام جامدة وأحجار لا تضر , ولا تنفع . 
وبه عادات موروثة سيئة جدا وهي الثأر , وتجارة الرقيق , وشرب الخمر , والزنا , ووأد البنات أ ي وضعهن تحت التراب أحياء وهن صغيرات  (. 
ولذلك فإنه عندما يتم هداية هؤلاء الأشخاص لدين معين أو عند محاولة إبلاغهم بضرورة الإسلام لله وإتباع دين جديد عليهم , وتعريفهم بالخالق وتعاليمه , وأوامره ونواهيه  فإن ذلك يحتاج لجهد أكبر وعقل جبار . أو بمعني أصح فإن الذي هداهم لذلك هو الخالق القادر . 
وعندما نتعمق في الدين الإسلامي نجد أنه به من الأشياء التي لو فكر بها العقل لتيقن أنه من المستحيل أن يكون من عند غير الله . ومن أمثلة ذلك التشريعات  ....
التشريعــــات
لو أخذنا التشريع الإسلامي في الفروض والواجبات , وما يجب علي المسلم فعله , أو ما يجب علي المسلم تركه , لوجدنا أن التشريعات المفروضة علي المسلمين في الدين الإسلامي في حد ذاتها تجعل كل من أراد أن يتدبر فيها يتأكد أنها لا تفرض إلا من إله حكيم قدير . 
فلو شككنا في وجود الله , فبالتالي سيكون وجود سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ورسالته أيضا محل شك , أو أن الملحدين ينكرونها جملة وتفصلا. 
لأن الذي يشك في وجود الخالق , ولا يعترف بوجود خالق فمن الطبيعي أنه يشك في وجود الرسالة ولا يعترف بها , ولا يعترف بالرسول المرسل , ولا بالقرآن المنزل . 
فه يجد من وجهه نظره أن الرسول هو شخص قام بتأليف القرآن الكريم من رأسه , أو يعتقد كما قال عنه الكفار في زمنه أنه شاعر أو مجنون . 
ولكن بقليل من التدبر والتفكير , نجد أنه لو افترضنا أنه من الممكن أن يكون شخصا مدعيا - حاشا لله - أي أنه من الممكن أن يكون اخترع دينا ليصنع لنفسه خلودا , أو مجدا شخصيا أو ليحصل علي مال يتكسب منه . 
فلو انزلقنا معهم إلي هذه الأفكار وبتفكيرهم , فلماذا إذن يجعل العقوبات بالغة الصعوبة . 
فكان من الأجدر به أن يجعل العقوبات سهلة بسيطة , وليست عقوبات جسيمة تجعل الناس تنفر من هذا الدين ولا تتبعه ؟ 
لماذا لا يتساهل ويتهاون ليحصل علي أكبر عدد من العابدين لإلهه , والتابعين له ؟ 
لماذا يجعل الناس تخاف وتبتعد بدلا من أن تقترب ؟ 
فما الذي يجعله يقول أن الذي يزني أو التي تزني يتعرض أو تعرض للجلد مائة جلدة لو كان أعزبا أو كانت عزباء ( لا زوجة له ولا زوج لها ) . 
وأن من يزني أو تزني وكان متزوجا أو كانت متزوجة فالعقوبة هي الرجم أي الرمي بالحجارة حتي الموت . 
ولماذا حدد أن يكون عقاب الجلد أو عقوبة الرجم أمام طائفة من الناس تشهد ذلك 
قال الله تعالي  :  والزَانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2]
فلماذا جعل العقوبة يتم تنفيذها أمام الناس ؟ ولماذا يختار كل تلك القسوة في العقوبة ؟ ولماذا يختار تلك العقوبات ؟ 
فكان من الممكن أن يقول من يفعل ذلك يتبرع لي بمبلغ كذا , وسوف أعفو عنه .
وبذلك تكون الأحكام خفيفة , فيدخل كثير من الناس في هذا الدين . 
فلو أنه كان القرآن الكريم من عند البشر أو أن القرآن الكريم هو من كلمات الرسول صلي الله عليه وسلم  لكان إختار عقوبات هينة بسيطة ليسهل علي الناس أن يتبعوه . لماذا لم يجعل العقوبات مبالغ يحصلها لصالح نفسه أو لأهله من بعده . 
وخاصة أنه أتي لقوم ليس لديهم إله حقيقي أساسا , ولا يؤمنون بوجود الله إلا عندما يقومون بصنعه بأيديهم .