الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحفيون على الجبهة !

مازلت أعيش كما يعيش المصريون، حالة من الفرحة والنشوة بذكرى نصر أكتوبر العظيم،  والذي سَطَّر ملحمة بطولية لقواتنا المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي.

والحكاوي عن ذكريات حرب أكتوبر 73، لا تنتهي، لكننا سنركز في هذا المقال عن الجندي المجهول الحقيقي وهو المراسل الصحفي على الجبهة.. فكان هناك من شارك ليس بالرصاص ‏والبنادق، ولكن بأقلامهم التي سجَّلت على مر السنوات ملامح بطولية لا تُنسَى لجنودنا البواسل.

هؤلاء المراسلون كان لهم قصص وروايات عن الحرب تعيش فينا إلى يومنا هذا، أبرزهم الأستاذ عبده مباشر، وسأسهب في الحديث عنه، لأنه أستاذي وصديقي الغالي وفخر رجالات الأهرام، من أهم المراسلين العسكريين الذين كتبوا عن نصر أكتوبر، وخلال الحرب كان رئيسًا للقسم العسكري بجريدة الأهرام حتى ‏عام 1977، وكان قريباً ‏من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.‏

ومن المواقف العصيبة التي رآها مباشر، الهجوم الذي وقع على مركز عمليات بثلاث دبابات ‏إسرائيلية، وقام وقتها أحد الجنود المصريين، بدون أوامر بلف لغماً على جسده ونام تحت الدبابة ‏الإسرائيلية ليكون شهيدًا للوطن.‏

والثاني جلس في وضع قتالي، وأصاب الدبابة الثانية فتوقفت، إلا أن قذيفة أحد الجنود الإسرائيلية أردته قتيلاً، قبل أن يلاحقه جندي مصري لقتله، أما الدبابة الثالثة فولَّت هاربة إلى أن تعقبها مقاتل مصري وأصابها من الخلف، ثم ألقى عليها قنبلة فاحترقت بمن فيها.

ويحكى الأستاذ عبده موقف عصيب مر به، عندما وصل لقطاع الفرقة 16 في منطقة بين الجيش الثاني والثالث، وهي منطقة مفروشة بالألغام، ووقتها كان يمارس عمله كمراسل حربي وفوجئ بلواء إسرائيلي يضغط على القوات وتم حصارهم جميعا، ووقتها تخلى "مباشر" عن عمله كمراسل حربي، وأمسك بالسلاح وحارب مع القوات.. حيث حصل على سلاح جندي شهيد على الأرض

وبدأ الاشتباك، ثم تحرك مع مجموعة الإخلاء عندما كان هناك إخلاء للجرحى، وأكمل مهمته كمراسل حربي حتى وقف إطلاق النار.

جمال الغيطاني، أيضاً أحد المراسلين الحربيين الذين وثَّقوا بأقلامهم وصورهم تفاصيل الملحمة الكبرى، حين كان ‏يعمل وقتها مراسلاً صحفيا حربياً لجريدة "أخبار اليوم".

وروى في كتابه ‏‏«الرفاعي» عن ليالي حرب أكتوبر، وكيف وقعت وسط أجواء رمضان، وتحمل وقتها الجنود والمراسلين الجوع والعطش رافضين الإفطار.‏

أما صلاح قبضايا، فكان يلقَّب بـ"عميد المحررين الصحفيين"، وبترشيح من مصطفى أمين التحق بـ"الأخبار" كمراسل عسكري لها في أوائل الستينيات، حيث شارك في عدد من الحروب، ‏وأصيب في حرب اليمن.‏

ويعد كتابه «الساعة 1405» أول كتاب عن حرب أكتوبر 1973 وأهم المراجع عنها، وتحدث فيه عن الضابط الذي ابتكر خراطيم المياه لفتح السواتر الترابية في خط بارليف الحصين.

أما حمدي لطفي، فكان مراسلاً عسكريا لدار الهلال، تحدث عن الدور التكتيكي البارز للدبابات المصرية وإصرار المقاتلين، على القتال 48 ساعة في بداية الحرب دون طعام أو ماء.

من كل قلبي: كم تمنيت لو كنت معهم على الجبهة وشاركتهم الإحساس الغالي، لكن مازال في العمر بقية، وإذا ناداني وطني، سأكون أول صحفية تقف على الجبهة في مواجهة العدو.. تحيا جمهورية مصر العربية.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط