الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خروج عن النظام الدولي| لماذا تصر حكومة إثيوبيا على سياسة الخداع؟

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي

أمرت السلطات في إثيوبيا، الخميس الماضي، 7 من العاملين بـ وكالات دولية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة بمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، كما حثت وزارة الخارجية الإثيوبية هؤلاء العاملين بمغادرة إثيوبيا في غضون 72 ساعة، متهمة إياهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للدولة.

وكان من بين الأشخاص غير المرغوب فيهم، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في إثيوبيا، جرانت ليتي، وممثلة اليونيسف في إثيوبيا، غادة الطاهر.

غضب أمريكي من القرار

القرار الإثيوبي أثار موجة من الغضب لدى صناع القرار داخل البيت الأبيض، حيث نددت الولايات المتحدة بطرد إثيوبيا لسبعة مسؤولين من الأمم المتحدة، وحذرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي من أن «واشنطن لن تتردد في اللجوء للعقوبات ضد من يعرقلون الجهود الإنسانية في البلاد، وفق رويترز».

وقالت ساكي للصحافيين الخميس: «تندد الحكومة الأميركية بأشد العبارات الممكنة بالإجراء غير المسبوق الذي اتخذته الحكومة الإثيوبية والمتمثل في طرد قيادات جميع منظمات الأمم المتحدة المشاركة في العمليات الإنسانية الجارية، مضيفة: "هذه وصمة عار على ضميرنا الجماعي ويجب وقف ذلك الأمر».

كما دعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإبلاغ الحكومة الإثيوبية بأنه من غير المقبول إعاقة العمليات الإنسانية. 

دبلوماسية الكر والفر

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن ما تقوم به إثيوبيا في هذا التوقيت هو مرتبط بدبلوماسية الكروالفر والمراوغة السياسية، وهذا بعيد عن موضوع سد النهضة والمراوغات الخاصة برفض أي مقترحات جديدة من دولة الكونغو والتي ترأس الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى التنصل من التزاماتها اتجاه إعطاء المعلومات والبيانات أو الدخول في أي مفاوضات مع الجانب المصري والسوداني رغم الدعوة ورغم البيان الرئاسي لمجلس الأمن مؤخرا.

طرد مسئولي الأمم المتحدة

وأوضح فهمي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الجانب الأثيوبي يتبع دبلوماسية الخداع كما تصفي إثيوبيا بعض سفاراتها في الخارج، وقد دخلت في صراع مع الأمم المتحدة التي تمارس دورها في الحكم، فلا يحق للجانب الأثيوبي التنصل عن هذا الالتزامات أو التعامل معها على انها لها الحق في طرد هذه العناصر أو غيرها.

خداع إثيوبيا

وأكد أن القضية ليس ترشيد نفقات كما تدعي حكومة إثيوبيا، ونظام آبي أحمد، ولكن تأكيد رسالة عن الوضع الاقتصادي الإثيوبي المتردي وهذا أسلوب غير معلن وهو إعادة ترتيب أولويتها واختياراتها خاصة في الدول الهامة في أفريقيا بما فيها السفارة الإثيوبية  في مصر.

واختتم قائلا: "الصراع الأثيوبي مع الأمم المتحدة يوضح أن إثيوبيا تخرج عن النظام الدولي الي مساحات أخرى من مراوغات السياسية، ولابد أن يكون هناك موقفا من الدول الكبرى لضبط التعامل مع إثيوبيا وخاصة في هذا التوقيت".