قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه توجد عبادة بسيطة يمكن للإنسان من خلالها أن يشكر بها والديه على ما قدما من أجله.
أوضح «جمعة»، عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، أن هذه العبادة هي الدعاء لهما عقب كل الصلاة وبعد الانتهاء منها.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى قول ابن عيينة -رحمه الله -: «من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى، ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات فقد شكر لهما».
وبين في وقت سابق، أن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول: « ثلاث آيات مقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها، وهن: أولًا: « وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ» [التغابن:12]؛ فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، ثانيًا: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ» [البقرة:43]؛ فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه،ن ثالثًا: «أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ» [لقمان:14]؛ فمن شكر لله، ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه.
وأفاد « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك»، بأنه لأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله -تعالى- والإلزام ببرهما، والإحسان إليهما، والتحذير من عقوقهما، أو الإساءة إليهما بأي أسلوب، قال الله -تعالى-: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» [النساء:36] وقال أيضًا: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا» [العنكبوت:8] وقال - سبحانه-: « وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» [لقمان:14].
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء التأكيد على وجوب بر الوالدين، والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما، ومن ذلك: ما صح عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: «رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما»، (رواه الطبراني في الكبير).
ونبه المفتي السابق إلى أن بر الوالدين يكون أولًا: بالإحسان إليهما بالقول اللين الدال على الرفق بهما والمحبة لهما، وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، ثانيًا: مناداتهما بأحب الألفاظ إليهما: "يا أمي ويا أبي"، ثالثًا: ليقل لهما المرء ما ينفعهما في أمر دينهما ودنياهما؛ فيعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما، رابعًا: ليعاشرهما بالمعروف: أي بكل ما عرف من الشرع جوازه؛ فيعطيهما في فعل جميع ما يأمرانه به من واجب أو مندوب أو مباح، وفي ترك ما لا ضرر عليه في تركه، خامسًا: لا يحاذيهما في المشي.
وأكمل: سادسًا: عدم التقدم عليهما إلا لضرورة نحو ظلام، سابعًا: إذا دخل عليهما لا يجلس إلا بإذنهما و إذا قعد لا يقوم إلا بإذنهما، ثامنًا: ولا يستقبح منهما نحو البول عند كبرهما أو مرضهما لما في ذلك من أذيتهما، مشيرًا: نحن عندما نكرر الوصية بطلب معرفة قدر الوالدين والإحسان إليهما والإقرار بحقهما في البر والصلة، إنما نفعل ذلك ليعود بالخير على المجتمع المسلم كله.
واختتم: "إذ لا تتحقق سعادة فرد أو أمة دون احترام صغارها لكبارها ممن أسدوا إلينا معروفًا، وبذلوا لنا عطاء وفاضوا علينا من بحور المودة والرحمة والحب"، مبينًا: "يأتي في مقدمة هؤلاء الرحماء الوالدان بكل ما لهما أو عليهما"، وداعيًا: "نسأل الله العظيم أن يهدينا الطريق المستقيم وأن يتوب علينا وعلى المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".
عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة ؟
حث الشرع الحنيف على بر الوالدين ورغب فيه، وحرم عقوق الوالدين وعده من كبائر الذنوب، وجاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة حاثّةً على البرّ ومحذّرةً من العقوق في حقّ الوالدين في مواطن كثيرةٍ.
الذنب الذي تعجل عقوبته في الدنيا
كشف عنه الدكتور فتحي عثمان الفقي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، مؤكدا أن الذنب الوحيد الذي تعجل عقوبته في الدنيا هو عقوق الوالدين.
وقال الدكتور فتحي عثمان الفقي ، في البث المباشر لـ قناة الأزهر على يوتيوب، إن عقوبة عقوق الوالدين لابد وأن يراها صاحبها في الدنيا، بخلاف باقي الذنوب قد تؤجل عقوبتها إلى الآخرة.
الذنب الذي تعجل عقوبته في الدنيا
إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة أن بر الوالدين واجب، ومن تركه يُعرض نفسه للشقاء في الدنيا والآخرة، فبر الوالدين واجب، وكأن من يعصي والديه ويعقوهما، وخاصة أمه، يكون شقيًا في الدنيا والآخرة، لأنه من باب مفهوم المخالفة، مدللًا بقوله تعالى: «وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا» الآية 32 من سورة مريم.
الذنب الذي لا يغفر
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما هو الذنب الذي لا يغفره الله عزوجل لعباده؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الذنب الذي لا يغفره الله عزوجل هو الشرك بالله، ولا يوجد ذنب لا يغفره الله غير هذا الذنب.
واستدل أمين الفتوى، بقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا".
وقال ، إنه لا يوجد إحباط للأعمال إلا بالذنوب التى تهدم حقيقة الإسلام كالشرك بالله فيدخل في دائرة إحباط الأعمال ويندرج تحت قوله تعالى "أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ".
واستطرد: أما استمرار المسلم على إسلامه مع وجود تقصيره في بعض الأوقات فالأجر عن أعماله سيظل محفوظا، منوها أن من أصول الدين أن الحسنات يذهبن السيئات وليس العكس.