الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هشام فهمي يكتب: ملحمة السادس من أكتوبر «القائد والمعلم»

صدى البلد

إن ملحمة السادس من أكتوبر لم تكن عملاً فردياً قام به قائد_ مهما كانت درجة هذا القائد وعظمته _ وإنما كانت عملا جماعياً قام به الشعب المصري بإكماله وبكافة طوائفه لا استثني مصري وطني واحد من المشاركة في تحقيق هذا النصر العظيم ،حيث استطاع الجيش المصري الباسل في هذه الملحمة التاريخية أن يقهر جيش_ كنا علي يقين انه_ يمتلك ترسانة من المعدات والآلات الحديثة ودعم دولي متزايد ،واستطاع هذا الجيش كذلك أن يلقن قيادات جيش العدو درسا في مهارة وبارعة الجندية المصرية.
مهما تحدث وكتبت عن انتصارات أكتوبر فلن ابلغ الحد المأمول _لعدم تخصصي في الشئون الأمنية والإستراتيجية _ولكن دعنا نأخذ من تاريخنا الذي يجب أن يسطر بماء من ذهب لنضع أنفسنا _نحن الشباب _علي الطريق نحو مستقبلنا المشرق الوضاء.
وبادئ ذي بدء ما هي الدروس المستفادة من حرب أكتوبر؟ والتي ذكرت في كتب التاريخ، حتى نستطيع أن نربط المستقبل بالماضي ونتعرف أكثر علي أنفسنا التي بين جنبينا لان هذه الأنفس هي الخلف العام للأجداد الذين سطروا هذه الملحمة الكبري ،ويمكن لي أن اعدد الدروس في النقاط الآتية باختصار:-
- تمكن القيادة من اتخاذ قرار لبدء الحرب في أطار مشروعية مطالبها وعدالة قضيتها هو ما يحتاج قيادة واعية
- الوحدة العربية والتضامن العربي مع مصر عند خوض الحرب مع العدو الإسرائيلي أربك الدول الأجنبية بلا استثناء
- تحقيق مبدأ الحشد الشعبي علي الصعيد الداخلي والعربي ورفع الروح المعنوية
- العزيمة والإرادة والتصميم من كافة جنود الجيش علي الإطلاق علي تحقيق الانتصار ورفع الروح القتالية.
- تنظيم الجهود ومداومة التنسيق لتحقيق التعاون في الوقت والمكان والهدف.
- الفهم الدقيق لمراكز قوي الخصم كافة المادية والمعنوية .
كل هذه الامور والتي كانت تتميز بها القيادة الحاكمة آنذاك وكانت لها القدرة علي تنفيذها _ والمتمثلة في قيادة واعية و تضامن عربي وحشد شعبي وعزيمة و إرادة ومداومة التنسيق وفهم إمكانيات الخصم والحفاظ علي الروح الهجومية والمعنوية_نحن في اشد الحاجة اليها في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الامة العربية ، لتحقيق النصر علي قوى الارهاب الاسود البغيض بكافة أشكاله وصوره والصراعات المسلحة ومحاولة تقسيم الدول وغيرها من المؤامرات والتي تضرب في كافة اركان المنطقة العربية ، ولان ثمرة تحقيق النصر في هذه المعركة لا يقل بحال عن ثمرة حرب أكتوبر المجيدة .
الشباب المصري كان هو عصب حرب أكتوبر من بداية الحرب حتى تحرير كامل الأرض ،هذا الشباب النقي هو عصب المرحلة الحالية _أيضا_ في كافة مكوناتها_ واذا كانت الدولة وفي مقدمتها القيادة السياسية  تسعي الي اعداده_ فليعلم الشباب إن حقوقهم لا تمنح لهم من فراغ وإنما يحتاج الامر الي جهدا جهيد لكي يحصلوا عليها ،فليعدوا انفسهم لذاك بالعلم واكتساب المزيد من الخبرات أيا ما كان المجال الذي يعملون فيه ويستيقنوا أن لهم مكان في بناء مصر المستقبل بجهدهم وإيمان واقتناع الدولة بذلك...حمي الله مصر وحفظ جيشها وشعبها.